استشهاد 14 مواطنا في الجولان بنيران الاحتلال رغم إلغاء "مسيرة العودة".. فمن المسؤول عن ذلك؟
هل أعطى النظام إشارات مخادعة لإسرائيل وعدد من الدول الغربية بمنع "مسيرة العودة" وقام بإرسال المتظاهرين إلى الجولان بطريقة ملتوية !؟ ومن يتحمل مسؤولية دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا "مجانا"!؟
دمشق ، القنيطرة ـ الحقيقة( خاص + وكالات): استشهد 14 شابا وأصيب أكثر من 200 آخرين بجروح ، من السوريين النازحين والفلسطينيين اللاجئين ، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على متظاهرين سوريين وفلسطينيين احتشدوا على مشارف الجولان المحتل وحاولوا قطع الأسلاك الشائكة وتجاوز حقول الألغام التي كثفتها سلطات الاحتلال مؤخرا بعد اجتياز الخطوط الأمامية في 15 من الشهر الماضي.
وقال الدكتور علي كنعان مدير مشفى الشهيد ممدوح أباظة بالقنيطرة إن حصيلة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين من الشبان الفلسطينيين والسوريين على مشارف الجولان السوري المحتل ارتفعت إلى 14 شهيدا وأكثر من 225 جريحا تعرضوا جميعهم لإطلاق نار مباشر من جنود الاحتلال.

وأوضح الدكتور كنعان أن الشهداء هم جهاد أحمد عوض إيناس شريتح محمود عوض الصوان وأحمد محمود السعيد ومجدي زيدان وعلاء حسين الوحش وأحمد ياسر الرجدان وسعيد حسين أحمد وأحمد محمود الحجة ومحمود ديب عيسى وعبد الرحمن الجريدة ورمزي سعيد وفايز أحمد عباس وفادي ماجد نهار.
وكان النظام السوري أبلغ إسرائيل وعددا من الدول الغربية بأنه قرر إلغاء "مسيرة العودة" ، كما كشفت "الحقيقة" في تقرير خاص لها نشرته يوم أمس . كما أبلغ قادة المنظمات الفلسطينية في دمشق بوجوب " تأجيل" المسيرة إلى أجل غير محدد ، وهو ما أكده عدد من هؤلاء القادة لوسائل الإعلام العربية والأجنبية ، وما أكدته اليوم صحيفة" الوطن" الناطقة باسم مافيات رامي مخلوف.
يعرف الجميع ، ومن خبرة 44 عاما ، أنه حتى الدجاجة لا تستطيع الوصول إلى الأسلاك الشائكة أو اجتياز خط وقف إطلاق النار دون موافقة رسمية . بل إن سكان المنطقة أنفسهم ، القاطنين في المناطق المحررة، مزودون بتصاريح من الجهات المعنية تسمح لهم بتجاوز الحواجز العسكرية الثابتة على طريق دمشق ـ القنيطرة. فكيف وصل هؤلاء اليوم إلى الأسلاك الشائكة ؟ وهل لعب النظام لعبة مزدوجة ، بحيث أبلغ الدول المعنية بمنع "مسيرة العودة" ثم أعطى ضوءا أخضر " من تحت الطاولة" للمئات منهم بالقيام بما قاموا به اليوم!؟
بغض النظر عن أن ما قام به هؤلاء اليوم هو فعل وطني شجاع ونبيل، وأن من ارتكب الجريمة بحق 14 منهم من الشهداء و أكثر من 200 من الجرحى هو جيش العدو ، فإن دماء هؤلاء تبقى برقبة النظام السوري الذي يلعب لعبة قذرة ووسخة أخلاقيا وسياسيا ، حيث يقوم باستخدام أنبل قضية وطنية وقومية من أجل غايات سياسية دنيئة هدفها الأول والأخير ترجمة " رسالة رامي مخلوف "الشهيرة إلى إسرائيل عبر نيويورك تايمز : إن سقوطنا يعني ضرب استقرار دولتكم ، فنحن حماة هذا الاستقرار!