(1)
لا لا عجب لا لا عجب
قد شبنا من قول العرب
فليقولوا ما يشاءوا
إنهم صاروا لعب
إنهم أصلا لعب
(2)
لا لا عجب لا لا عجب
سوريا بنت تُغتصب
قد مات طفل في المهدْ
وأم قد حلمت تلدْ
وتدمَّر الحلم الجميل
والزوجة قد فقدت سندْ
وهذا من فعل الأسدْ
كم مات من جدٍّ وأبْ
وفتاة قد جُرحت وشبْ
لا لا تقل لي اصبروا
من بعد ذلك تنطرب
فالشعب كله مضطرب
فارفع بصوتك عالياً
واجعل كلامك هزة أرضية في كل صوب
(3)
لا لا عجب لا لا عجب
أطباعنا نحن العربْ
نرتاح وننظر يوما إذ
بنت نراها تغتصبْ
بنت كعودٍ من قصبْ
يا أمي ما هذي الحياة ؟
ما ظل في جلدي عصب
يا ربي أنت الرب ، ورب من هانوا أما خائفة
على ابنها تحمي الرضيع
ولكن كانت خائفة
يا ربي نقماك عليهم
يا ربي لبي من طلب
(4)
قد قطَّعوا منَّا الأصابع
وخزنوها في علب
يتعايدون على دمانا
يتفاخرون
يتسابقون
يتمازحون
فالأقوى من أكثر عطبْ
والأشجع من أكثر خربْ
(5)
يا محمد أمتك
صارت كبيت ينتهك
وخنزير فينا فتك
صار الغريب يقودنا
وعاث في سلب ونهبْ
وقريبنا متفرج
ونحن لا ندري السببْ
والله لا ندري السببْ
قد خربوا الشام ودرعا
وحمص لا صدر وقلبْ
و إدلب صارت قتيلة
بعدما كانت جميلة
وارض حماة داسها
كفار أرض دون ذنب
ونحن لا ندري السبب
والله لا ندري السبب
كل البلاد حزينة
من درعا حتى قلب حلب
فالكل يشكي حظنا
إنا غُدرنا من عرب
إنا غدرنا من عرب
في كل بيت سال دمْ
وعشنا في هم وغمْ
وحياتنا صارت عدمْ
هذا بلاء يا عرب
لا تُشمتوا فينا العجمْ
(6)
سياساتٌ مزورةٌ
وكراسيٌّ مُجمَّلةٌ
بأفخر أنواع الخشبْ
شعاراتٌ مؤلفةٌ
ونحفظها عن ظهر قلب
وحين الإنسُ لكم يصحو
وحين الجن بكم يغضب
نفرتم ضدهم في حرب
فلا أنتم كما انتم
ولا أنتم كما نرغب
وصعلوك بنا يضرب
وإعلام بنا كذّب
فتبت أيديكم وتب
وتبت أيديكم وتب
بهذا لا تسألوا في الطب
بل اسألوا الذي جرب
أذاقونا من ألف ويل
فلا تعجب وتستغرب
فتبدو تائها أحمق
فالسيف بصوته أصدق
(7)
أيا حكام أمتنا
سألنا من سعادتكم
فتبنا الآن أن نسألْ
تعلَّمنا بأنَّ الجلد
إنْ يقرص بصاحبه فلا إلاك أن تسأل
فتبنا الآن أن نسأل
لغير الله لا نسأل
إلهي ضاقت الدنيا بأعيننا بما رحبت
وضاق العيش في بلدي فلا إلاك إلا أنت
فلا إلاك إلا أنت
تأليف : أحمد أبو هارون