(1)
شهداءُ الأرض السوريَّةْ
ما هذي القوة يا ربي ؟
أزرعتَ حديداً في قلبٍ يستنشقُ طعمَ الحريةْ ؟
(2)
شهداء الأرض السوريةْ
ما عادَ اليوم لدينا صبيْ
أرقد في الجنّةِ وتوكّلْ
أبناؤك ما عادوا صغارا
رجالاً في الأرض سويا
نتقاسمُ أفراحَنا معهم
والحزن سيصبح منسيّا
(3)
شهداء الأرض السورية
أنتم مَن أشعلتم فينا أفراحاً كدْنا فقدناها
ونسينا المحنةَ ونسينا
حزناً قد راودنا سنينا
فبفضلِ دماؤك قد صارت أرضنا خضراءٌ أزليةْ
(4)
شهداء الأرض السورية
أنتم مَن سطّرتم غصْبَاً
أعظمَ ثورات في العالمْ
وقطعتم أوصال الظالمْ
غيرتمُ أطباعَ الكتبِ
فالأسد قد صار حمارا
وكشفتمُ في الدنيا أناساً
بقلوبٍ أقسى من خنجرْ
قد صار الجرثوم كبيرٌ
أكبر ما كنَّا نتصورْ
قد فاع الجرثوم بعيدٌ
وتعدى على حدِّ المجهرْ
أرأيتم جرثوماً يمشي ، يسمعُ تكبيراً فيُكبِّر ؟
إنه جرثومٌ سوريٌّ
قد مات لأجل الحريةْ
(5)
شهداء الأرض السورية
علمتمُ جيلاً أنكمُ
من نسلِ رسولِ ونبيْ
شمسٌ لا تغفَ على أرضٍ
وترابها جذراً لأبي
أرض يملكها أشرافاً تتبرأُ من كلِّ غبيْ
فدماؤك بشارٌ , لا لا
نرضى أن تبقى في أرضٍ
طاهرةٍ كوضوءِ عليْ
فدماء الأنجاس تقززُ
أشرافنا بل كل صبيْ
ودماؤنا إن سقطت أرضاً أنبتنا وروداً جورية .
(6)
شهداء الأرض السورية
مَن قال بأن هناك جلاءْ ؟
وفرنسا خرجت خاسرةً
أجلاءٌ يتلوه استعمارْ ؟
وكَذَبْنا وصدَّقنا الكذبةْ
في حربً كانت وديةْ
ما بين يهود في الأقصى
ويهوداً قد زُرِعوا فينا
تشرين يا شهر الخدعةْ
هل ترضى أن تلبس ثوباً لمَّاعاً قد يكشف عورةْ ؟
تشرين يا شهر البدعةْ
هل ترضى أن تُصبح شهراً
قد صحح أفعال الماضي بدماءٍ قد سالت غدرا ؟
بدماءٍ قد ذهبت هدرا ؟
اغتالوا جمالكَ يا تشرين
فغدوت أميراً أمويَّاً
ولبستَ العزَّةَ والفخرا
إنَّكَ والله أفجرُ من عاهرةٍ قد زادتْ عُهرا
فاجرةٍ قد زادت فُجْرا
قد باعوا فيكَ الجولان
فاخجل يا شهراً قد صنعَ افراحاً كُلُّها وهميَّةْ
(7)
شهداء الأرض السورية
شكراً شكراً يا مَن فيكم
صارت تربتنا عربيَّةْ
شكراً شكراً يا من كنتم
علماءَ الكرةِ الأرضيَّةْ
فعرفنا منكم عزتنا
وعرفنا كيف يصير الموت رفيقاً في حيٍّ حمصيٍّ
وصديقاً يمشي في درعا
في ظلِّ صيامٍ منذ شهورٍ
ليذوق فطوراً في العمريّ
ويموت بمحراب المسجد
وعرفنا كيف يصير الموت ودوداً في ارض حماة
ولطيفاً يمشي مع أمي
يحميها لعبورِ الشارع
وتموتُ حين يفارقها
برصاصةِ غدرٍ حقديَّةْ
وعرفنا كيف يصير الموت حنوناً في إدلب مطراً
ينزلُ يُنْعِشُنا من حقدِ لئيمٍ
يمنعنا من ماء الله ليسقينا
ونموت حين يجافينا
بقذيفةِ عُهْرٍ جويَّةْ
(8)
شهداء الأرض السورية
لا أدري كيف سأُنهي شعري
فصمودك في الثورةِ كان
أعظم من ألفي ديوانْ
وقصيدتي قد صارت فيكم
تختبأُ بظلِّ القرآنْ
ترتاحُ بآياتِ الفتحِ
وتصافحُ سورةَ لقمانْ
تجلسُ على عتباتِ الكرسيْ
تنتظرُ بأنْ يأتيَ أحمد
من رحلةِ معراجِ الأقصى
وتسبحُ حمداً لله وتنامُ بقلبِ الرحمنْ
فغدوتم شمساً والله
وذاكرة فينا أبديَّةْ
ذاكرة فينا أزليةْ
تأليف : أحمد أبو هارون