كل أنصار الأسد يستعد للقفز من سفينته الغارقة :
بقلم : أبو ياسر السوري
على مستوى الأفراد غير الرسميين ، والجماعات ، والدول العربية ، وغير العربية من شرقية وغربية ، وحتى أشدهم ولاء لنظام بشار الأسد .. بات هؤلاء جميعا يصرحون بضرورة رحيل الأسد من السلطة ، وإيقاف عمليات القتل والإبادة للشعب السوري ، وإن كانوا حتى الآن لم يفعلوا شيئا لتعجيل هذا الرحيل ، ولا يقدموا شيئا لهذا الشعب الأعزل ، الذي تمارس عليه أقسى وأبشع الجرائم غير الإنسانية على مدار التاريخ القديم والحديث ...
كانت روسيا وإيران والصين أكبر الحلفاء لهذا النظام ، فهم الذين يمدونه بالسلاح والمال والخبراء والمقاتلين على الأرض ، ويؤيدونه في المحافل الدولية ... وكانت تصريحات لافروف مستفزة في الدفاع عن نظام الأسد ، وتحدي مشاعر الشعب السوري ، بالقول : الطلب من الأسد وقف إطلاق النار أولا إما سذاجة أو استفزاز .
وكان حسن نصر الله في لبنان ، والمالكي لا يكفان عن الدفاع عن نظام الأسد ، ويبرران كل ممارساته الإجرامية . حتى انتهى بهم الأمر إلى إرسال السلاح والمقاتلين ، للمشاركة في قتل الشعب السوري . وقد صرحوا في أكثر من مرة بأنهم لا يسمحون لنظام الأسد أن يسقط ، مهما كلفهم ذلك من ثمن .
حتى البطريرك الماروني الراعي في لبنان ، وفي 11 / 9 / 2011 وخلال زيارته لباريس ، دعا إلى إعطاء الأسد مزيدا من الوقت ليقوم بالإصلاحات ، وأبدى يومها تخوفه من أي حكم بديل لحكم الأسد ، وكان يرى أن طريقة الأسد في الحكم هي أقرب ما تكون إلى الديمقراطية . وكان المطران متخوفاً على الأقلية المسيحية في سوريا بعد رحيل الأسد .
واليوم ، بدأت التصريحات تأخذ منحى مختلفا عن ذي قبل ، فبوتن يصرح بأنه غير معني ببقاء الأسد في السلطة ، ولافروف يدعو إلى انتقال للسلطة سلميا ، والصين أيضا تدعو لوقف العنف في سوريا ، وتستنكر قتل الشعب باستخدام الأسلحة الثقيلة ، وإيران تستمع لخطاب الرئيس مرسي في مؤتمر دول عدم الانحياز ، الذي صرح فيه مرسي بوجوب التغيير بتنحي الأسد ، لأن زمن الإصلاح قد ولى ، ولم تستنكر إيران على مرسي ذلك . واكتفت بتزوير ترجمة خطاب مرسي ، وكأن الساسة الإيرانيين كانوا على اتفاق مسبق مع الرئيس المصري ، وكأنهم كانوا محرجين أمام الشعب الإيراني ، الذي كانوا يشحنونه طائفيا لأغراضهم السياسية غير المعلنة ، لذلك عمدوا إلى تزوير الترجمة لإسكات شعبهم الذي شحنوه ضد الثورة السورية ، ووافقوا مرسي على ما قال ، لأنهم يريدون أن ينأوا بأنفسهم عن هذا الحمار الوحشي الخاسر .
ومما يؤكد أن موقف إيران قد طرأ عليه تغيير ملحوظ ، تلك المقابلة التي أجراها ابن جدو مع حسن نصر الله ، الذي لا ينطق إلا بأوامر من أسياده في إيران ، فكان حديث نصر الله هذا مختلفا 180 درجة عما كان عليه سابقا .. فقد تخلى عن أسلوب الاستفزاز والتحدي ، وجاء اليوم يدعو إلى تحكيم العقل والمنطق والحوار .. وقدم حسن نصر صورة لحل القضية السورية ، لم يدخل فيها أسياده في إيران كطرف شريك في الحل ، وإنما اقترح حلاً جديداً مفاده : أن تأتي تركيا والسعودية وقطر ومصر ، ودول الإقليم المهمة التي لها الآن علاقة بما يجري في سوريا ، وبمساعدة دولية ، وأن يقال للنظام والمعارضة معا : تفضلوا لحوار وتسوية وحل سياسي .. ولأول مرة يعترف حسن نصر بوجود المعارضة كطرف في النزاع ، فيقول : " ...لا يمكنك أن تطلب من النظام أن يستسلم ، ولا يمكنك أن تطلب من المعارضة أيضا أن تستسلم ، والحل المنطقي أن تكون منصفاً ، وتراعي الطرفين ، وتدعو إلى وقف قتال ، ودول ضامنة ، وتقول : تفضلوا للحوار وإلى تسوية سياسية " ... وعلى حد تعبير حسن نصر : " هذا هو الذي يحفظ سوريا للجميع ، ويحفظنا جميعا .. وأردف نصر الله قائلا :" إن أكبر خدمة في هذه اللحظة يمكن أن تقدم للقضية الفلسطينية ، ولوحدة الأمة ، أن تأتي هذه الدول مجتمعة وتضغط على النظام في سوريا وعلى المعارضة في سوريا ، وتقرر وقف إطلاق نار وطاولة حوار وتسوية سياسية ... وهذه نبرة جديدة من الملا حسن ، ما عهدناها منه من قبل ، وما عودنا عليها أثناء الحديث عن سوريا .
وحتى سماحة المطران الراعي ، عدَّلَ اليوم في لهجته ، فلم يعد متخوفا على الأقلية المسيحية في سوريا بعد رحيل الأسد ، بل صرح أن بقاء النظام غير مهم بالنسبة للمسيحيين السوريين ، وإنما المهم أن يكون هنالك استقرار في سوريا .
وليس هذا وحسب ، وإنما تسربت تصريحات عن الناتو ، أن الناتو سيستجيب لطلب من تركيا في التدخل بالشأن السوري ، إن كان ما يجري هناك مما يهدد أمن تركيا الاستراتيجي . وصارت التصريحات الفرنسية والبريطانية تترى حول المناطق العازلة ، وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للمعارضة .
وزيادة على كل ما تقدم ، فقد كثرت الانشقاقات الدبلوماسية ، والعسكرية ، وأهمها أن ضباطا علويين قد بدأوا بالانشقاق أيضا ، وأن الطائفة العلوية قد أصدرت أكثر من بيان تتبرأ فيه مما يقوم به النظام من جرائم ..
ومن بوادر غرق سفينة هذا النظام ، أن بشار الأسد وأكابر مساعديه من ضباط الأمن والضباط العسكريين ، قد قاموا بتسفير أسرهم ورؤوس أموالهم إلى روسيا ، منذ أكثر من شهرين ، وأن البوارج الروسية التي في طرطوس ، سوف تقوم في اللحظات الحرجة بنقل ما يزيد عن مائتي ضابط ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين ، وتذهب بهم إلى روسيا كلاجئين سياسيين وعسكريين .. وهذا ما يجعل روسيا تطالب بسلامتهم بكل وسيلة وفي أكثر من مناسبة .
ومنذ يومين فقط ، ذكر الإعلامي عبد الله العمر الذي انشق مؤخرًا عن المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي في دمشق ، أن رئيس النظام بشار الأسد يسيطر عليه القلق الشديد، ولا ينام في اليوم سوى ساعة واحدة أو ساعتين ، فضلا عن متابعته 16 قناة فضائية يوميا... وأضاف العمر أن "300 عائلة من عائلات جزاري وسفاحي المخابرات السورية بدأوا في الرحيل عن سوريا " .
هذا وقد شكل انشقاق العمر ومغادرته سوريا مفاجأة للنظام ، باعتبار أنه من العاملين في المكتب الرئاسي الإعلامي والذي غالبا ما يتم اختيار أعضائه بدقة . متناهية
وقال هذا الإعلامي المنشق أن لديه معلومات مؤكدة عن أن كبار المسؤولين السوريين وعائلاتهم يستعدون لمغادرة سوريا إلى روسيا خلال 60 يوما .
ألا يعني هذا كله أن سفينة الأسد مشرفة على الغرق .؟ وأن الحلقة الضيقة من رأس النظام تهم بالقفز من السفينة .؟ وأن مؤيديه الأقربين كإيران وحزب الشيطان قد بدأوا بالنأي بأنفسهم عن هذا العصابة المجرمة ، التي سيسأل عن إجرامها كل المتورطين معها والمؤيدين لها ..!!؟؟
كل ما هنالك يؤكد هذا ، ويبشر بقرب زوال هذا الكابوس ، ومجيء الفرج ، ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم *) .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين أغسطس 11, 2014 4:55 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
على مستوى الأفراد غير الرسميين ، والجماعات ، والدول العربية ، وغير العربية من شرقية وغربية ، وحتى أشدهم ولاء لنظام بشار الأسد .. بات هؤلاء جميعا يصرحون بضرورة رحيل الأسد من السلطة ، وإيقاف عمليات القتل والإبادة للشعب السوري ، وإن كانوا حتى الآن لم يفعلوا شيئا لتعجيل هذا الرحيل ، ولا يقدموا شيئا لهذا الشعب الأعزل ، الذي تمارس عليه أقسى وأبشع الجرائم غير الإنسانية على مدار التاريخ القديم والحديث ...
كانت روسيا وإيران والصين أكبر الحلفاء لهذا النظام ، فهم الذين يمدونه بالسلاح والمال والخبراء والمقاتلين على الأرض ، ويؤيدونه في المحافل الدولية ... وكانت تصريحات لافروف مستفزة في الدفاع عن نظام الأسد ، وتحدي مشاعر الشعب السوري ، بالقول : الطلب من الأسد وقف إطلاق النار أولا إما سذاجة أو استفزاز .
وكان حسن نصر الله في لبنان ، والمالكي لا يكفان عن الدفاع عن نظام الأسد ، ويبرران كل ممارساته الإجرامية . حتى انتهى بهم الأمر إلى إرسال السلاح والمقاتلين ، للمشاركة في قتل الشعب السوري . وقد صرحوا في أكثر من مرة بأنهم لا يسمحون لنظام الأسد أن يسقط ، مهما كلفهم ذلك من ثمن .
حتى البطريرك الماروني الراعي في لبنان ، وفي 11 / 9 / 2011 وخلال زيارته لباريس ، دعا إلى إعطاء الأسد مزيدا من الوقت ليقوم بالإصلاحات ، وأبدى يومها تخوفه من أي حكم بديل لحكم الأسد ، وكان يرى أن طريقة الأسد في الحكم هي أقرب ما تكون إلى الديمقراطية . وكان المطران متخوفاً على الأقلية المسيحية في سوريا بعد رحيل الأسد .
واليوم ، بدأت التصريحات تأخذ منحى مختلفا عن ذي قبل ، فبوتن يصرح بأنه غير معني ببقاء الأسد في السلطة ، ولافروف يدعو إلى انتقال للسلطة سلميا ، والصين أيضا تدعو لوقف العنف في سوريا ، وتستنكر قتل الشعب باستخدام الأسلحة الثقيلة ، وإيران تستمع لخطاب الرئيس مرسي في مؤتمر دول عدم الانحياز ، الذي صرح فيه مرسي بوجوب التغيير بتنحي الأسد ، لأن زمن الإصلاح قد ولى ، ولم تستنكر إيران على مرسي ذلك . واكتفت بتزوير ترجمة خطاب مرسي ، وكأن الساسة الإيرانيين كانوا على اتفاق مسبق مع الرئيس المصري ، وكأنهم كانوا محرجين أمام الشعب الإيراني ، الذي كانوا يشحنونه طائفيا لأغراضهم السياسية غير المعلنة ، لذلك عمدوا إلى تزوير الترجمة لإسكات شعبهم الذي شحنوه ضد الثورة السورية ، ووافقوا مرسي على ما قال ، لأنهم يريدون أن ينأوا بأنفسهم عن هذا الحمار الوحشي الخاسر .
ومما يؤكد أن موقف إيران قد طرأ عليه تغيير ملحوظ ، تلك المقابلة التي أجراها ابن جدو مع حسن نصر الله ، الذي لا ينطق إلا بأوامر من أسياده في إيران ، فكان حديث نصر الله هذا مختلفا 180 درجة عما كان عليه سابقا .. فقد تخلى عن أسلوب الاستفزاز والتحدي ، وجاء اليوم يدعو إلى تحكيم العقل والمنطق والحوار .. وقدم حسن نصر صورة لحل القضية السورية ، لم يدخل فيها أسياده في إيران كطرف شريك في الحل ، وإنما اقترح حلاً جديداً مفاده : أن تأتي تركيا والسعودية وقطر ومصر ، ودول الإقليم المهمة التي لها الآن علاقة بما يجري في سوريا ، وبمساعدة دولية ، وأن يقال للنظام والمعارضة معا : تفضلوا لحوار وتسوية وحل سياسي .. ولأول مرة يعترف حسن نصر بوجود المعارضة كطرف في النزاع ، فيقول : " ...لا يمكنك أن تطلب من النظام أن يستسلم ، ولا يمكنك أن تطلب من المعارضة أيضا أن تستسلم ، والحل المنطقي أن تكون منصفاً ، وتراعي الطرفين ، وتدعو إلى وقف قتال ، ودول ضامنة ، وتقول : تفضلوا للحوار وإلى تسوية سياسية " ... وعلى حد تعبير حسن نصر : " هذا هو الذي يحفظ سوريا للجميع ، ويحفظنا جميعا .. وأردف نصر الله قائلا :" إن أكبر خدمة في هذه اللحظة يمكن أن تقدم للقضية الفلسطينية ، ولوحدة الأمة ، أن تأتي هذه الدول مجتمعة وتضغط على النظام في سوريا وعلى المعارضة في سوريا ، وتقرر وقف إطلاق نار وطاولة حوار وتسوية سياسية ... وهذه نبرة جديدة من الملا حسن ، ما عهدناها منه من قبل ، وما عودنا عليها أثناء الحديث عن سوريا .
وحتى سماحة المطران الراعي ، عدَّلَ اليوم في لهجته ، فلم يعد متخوفا على الأقلية المسيحية في سوريا بعد رحيل الأسد ، بل صرح أن بقاء النظام غير مهم بالنسبة للمسيحيين السوريين ، وإنما المهم أن يكون هنالك استقرار في سوريا .
وليس هذا وحسب ، وإنما تسربت تصريحات عن الناتو ، أن الناتو سيستجيب لطلب من تركيا في التدخل بالشأن السوري ، إن كان ما يجري هناك مما يهدد أمن تركيا الاستراتيجي . وصارت التصريحات الفرنسية والبريطانية تترى حول المناطق العازلة ، وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للمعارضة .
وزيادة على كل ما تقدم ، فقد كثرت الانشقاقات الدبلوماسية ، والعسكرية ، وأهمها أن ضباطا علويين قد بدأوا بالانشقاق أيضا ، وأن الطائفة العلوية قد أصدرت أكثر من بيان تتبرأ فيه مما يقوم به النظام من جرائم ..
ومن بوادر غرق سفينة هذا النظام ، أن بشار الأسد وأكابر مساعديه من ضباط الأمن والضباط العسكريين ، قد قاموا بتسفير أسرهم ورؤوس أموالهم إلى روسيا ، منذ أكثر من شهرين ، وأن البوارج الروسية التي في طرطوس ، سوف تقوم في اللحظات الحرجة بنقل ما يزيد عن مائتي ضابط ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين ، وتذهب بهم إلى روسيا كلاجئين سياسيين وعسكريين .. وهذا ما يجعل روسيا تطالب بسلامتهم بكل وسيلة وفي أكثر من مناسبة .
ومنذ يومين فقط ، ذكر الإعلامي عبد الله العمر الذي انشق مؤخرًا عن المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي في دمشق ، أن رئيس النظام بشار الأسد يسيطر عليه القلق الشديد، ولا ينام في اليوم سوى ساعة واحدة أو ساعتين ، فضلا عن متابعته 16 قناة فضائية يوميا... وأضاف العمر أن "300 عائلة من عائلات جزاري وسفاحي المخابرات السورية بدأوا في الرحيل عن سوريا " .
هذا وقد شكل انشقاق العمر ومغادرته سوريا مفاجأة للنظام ، باعتبار أنه من العاملين في المكتب الرئاسي الإعلامي والذي غالبا ما يتم اختيار أعضائه بدقة . متناهية
وقال هذا الإعلامي المنشق أن لديه معلومات مؤكدة عن أن كبار المسؤولين السوريين وعائلاتهم يستعدون لمغادرة سوريا إلى روسيا خلال 60 يوما .
ألا يعني هذا كله أن سفينة الأسد مشرفة على الغرق .؟ وأن الحلقة الضيقة من رأس النظام تهم بالقفز من السفينة .؟ وأن مؤيديه الأقربين كإيران وحزب الشيطان قد بدأوا بالنأي بأنفسهم عن هذا العصابة المجرمة ، التي سيسأل عن إجرامها كل المتورطين معها والمؤيدين لها ..!!؟؟
كل ما هنالك يؤكد هذا ، ويبشر بقرب زوال هذا الكابوس ، ومجيء الفرج ، ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم *) .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين أغسطس 11, 2014 4:55 pm عدل 1 مرات