الإلقاء في حد ذاته موهبة وإحساس بالشعر لذا كان كثير من كبار الشعراء كأميرهم أحمد شوقي لا يملكون تلك الموهبة ومن اتى بعده مثل نزار قباني وقد قرأت في بداية المرحلة المتوسطة أن الشاعر والسفير الدبلوماسي الكبير المرحوم عمر ابو ريشة أعظم من كان يقول الشعر فصاحة ولغة وجمالا في الاداء في عصرنا وبحمد لله صدفة على شاشة تلفزيون لبنان شاهدته عبر برنامج من عصر الستينيات أُعيد بثه منذ نحو 10 اعوام وكانت تقدمه الإعلامية المصرية ليلى رستم
تلك المقدمة كتبتها لأني وبكل تواضع أحب الشعر وأتذوقه حد الشغف ولم يعجبني مع وافر الود والتقدير صوت واداء من كان يُلقي هذة القصيدة وتبقى وجهة نظر ومن خلالها ارى ان قصيدة ثوري دمشق هيّ الاجمل
رأي آخر في هذه القصيدة : الشعر فيض من المشاعر ، قالبه اللفظ المنتقى ، الذي ينقلنا إلى الصورة الذهنية لدى الشاعر ، وهو ما يعبر عنه النقاد بالخيال ، وروحه العاطفة وهي الحال النفسية التي تجعل الشاعر يتوحد مع ما يقول ... وبمقدار ما تتحقق هذه العناصر الثلاث في القصيدة ، يحكم على كمالها أو قصورها عن مرتبة الكمال ..
أما الإلقاء ، فشيء خارج عن جوهر القصيدة ، فرب قصيدة رائعة المبنى مجنحة الخيال صادقة العاطفة ... ألقاها من لا يحسن الإلقاء ، فأساء إليها بإلقائه ... ورب قصيدة ليست بذاك ، فألقاها صاحب موهبة في الإلقاء ، فحسنها للسامعين ..
وبناء على هذه المقدمة الأدبية ، التي استدعاها المقام هنا ، أقول من وجهة نظري : هذه القصيدة حسنة المبنى جيدة اللفظ صادقة العاطفة ، ليس فيها مساحة واسعة من الخيال ، ورغم هذه اللمسات الجمالية ، فليست هي أجمل قصيدة قيلت عن سوريا ... وقد أعجبني إلقاؤها العفوي ، والصوت الأجش لدى من ألقاها ، أسبغ عليها مسحة من الجلال ، الذي يوافق الحال ... فهي عندي جيدة . ولو حاولنا مقارنة الإلقاء هنا بزعيم الشعراء في الإلقاء عمر أبي ريشة ، فسوف نظلم الملقي ، ونظلم كل من سيلقي بعده .. لأن أبا ريشة حالة قلما تتكرر .. وإلى الأخ محمد حمد كل التقدير . والشكر الخاص موصول للأخت كف الصمت على حسن الاختيار .