مكتب دمشق الإعلامي | تقرير خاص عن داريا | الأحد 26.08.2012 :
=====================================
كانت تسمعُ الأصوات في الخارج، قذائفُ هطلت من كلّ صوب، وصرخات الأطفال في الشارع ذبحت قلبها، وبكاء الرجال المكتوم كان يصل مسمعها لأن أهالي داريا اعتادوا التوحد مع بعضهم في الأزمات، شدت يدها على يد طفلها الصغيرة، كما اشتدت الأصوات في الشارع، إرتدت ما أقرب ما وجدته في الغرفة، وحملت الطفل وقررت الهروب، وصلت إلى الأسفل فشعرت بنفسها بين الرصاص، لم تعد تريد الحياة كانت تريد فقط للطفل أن يبقى حيّاً، أجلسته على الأرض وتكوّمت فوقه كي لا يصاب.. فاستشهدا معاً.. وانضمت قصتهما إلى مئتين وخمسين أخرى تحكي كل منها مأساة شهيد من داريا منذ الأمس.
إقتحم جيش الأسد المدينة أمس في اليوم السادس لحصارها بعد قصف عنيف استهدفها بالمدفعية الثقيلة، فطوّق مداخلها جميعاً، وأعمل آلته بأساليبها المختلفة في أجساد الأهالي، فاستشهد منهم في القصف، وآخرون إعداماً ميدانياً، أو برصاصة القناصة والنار العشوائي أثناء محاولتهم النزوح من المدينة.
ولم يكتف جنود الأسد بالمجازر، بل خرّبوا المنازل وأحرقوا بعضها، ونهبوا الممتلكات الخاصة، واعقتلوا عدداً من الأهالي. وبينما لم تستثن نيرانهم إمرأة ولا طفلاً، تفننوا في إذلال الناجين من الموت، فجمعوا رجالاً من المدينة في ساحة التربة، وأجبروهم على الهتاف للأسد تحت تهديد السلاح، في حين صوّرتهم كاميرات تابعة لإعلام النظام "اللاشرعي"، وجعلتهم جزءاً من مسرحية كاذبة عرضت فيها جثثهم، واستباحت حتى موتهم لأغراض السلطة فاقدة الشرعية.
ختم الناشطون حصيلة الأمس من الشهداء بمئتي شهيد بعد أن عثروا على مئة واثنين وعشرين جثة أعدمها جنود الأسد ميدانياً في جامع أبو سليمان، ثم ارتفعت حصيلة شهداء الجامع فجراً إلى مئة وستة وخمسين.
وإستمر المتبقون من الأهالي اليوم بالبحث عن الأحياء في أنقاض المنازل، وضاقت الأرض فدفنوهم بقبور جماعية، ووجدوا مزيداً من الشهداء في بستان غرب داريا يصل عددهم إلى الأربعة عشر، بالإضافة إلى سبعة آخرين في منزل قرب سكة القطار إرتقوا جميعاً في وقت سابق بالإعدام الميداني، مع أنباء عن مجزرة أخرى وجدوا آثارها ولم تعرف أرقام شهدائها بعد، وبذلك ترتفع حصيلة شهداء الحملة العسكرية على الحي منذ أمس إلى مئتين وخمسة وخمسين شهيداً على الأقل.
يذكر أن لواء الفرقان التابع لتجمع أنصار الإسلام- الجيش الحر، ردّ على مجزرة الأسد أمس بتدمير سيارتي زيل عسكرتين وباص للشبيحة قرب مبنى الفصول الأربعة، كما إشتبك الجيش الحر مع جيش الأسد في أنحاء مختلفة من داريا، أبرزها إشتباك اليوم عند ثانوية زاكية، في معركة غير متكافئة تقابل فيها الأسلحة الخفيفة بالدبابات ورشاشات الشيلكا الثقيلة.
حمل أهالي داريا منذ عام الورود بأيديهم، وتظاهروا بسلميتهم في ساحة أطلقوا عليها اسم "الحرية"، واليوم أعدمهم النظام في ذات الساحة التي شهدت ورودهم، فسقطوا جميعاً تويجات تعود إلى الأرض لتزهر من جديد.
لن تحزن الأم التي حضنت طفلها حتى الموت، فالحرية قادمة من بين قبريهما، ولابد للظلم أن يزول.
فيديوات وصور لشهداء المجازر التي إرتكبها جيش الأسد في المدينة :
https://youtu.be/OEWPRhTYYes
https://youtu.be/ADGL8WFya54
http://goo.gl/Mt6lW
http://goo.gl/8TBPG
http://goo.gl/eqJxc
فيديو يظهر جثثاً عثر عليها الأهالي اليوم :
https://youtu.be/smkhHmO9tvE
فيديوات لـ 14 جثة وجدهم الأهالي غرب داريا اليوم :
https://youtu.be/smkhHmO9tvE
https://youtu.be/Mh1jN6PV0-w
صور لدفن الشهداء في قبور جماعية :
http://goo.gl/WxSWR
فيديو للبحث عن الشهداء في المنازل المحروقة أمس :
https://youtu.be/foSwLmGbUPc
فيديوات لدفن الشهداء في قبور جماعية اليوم :
https://youtu.be/vV7Y2HHmUkI
https://youtu.be/cgyEqLaL8hU
آثار الدمار في داريا المنكوبة :
https://youtu.be/VKYyf_AFK5U
http://goo.gl/vjVjm
آثار الدمار في جامع "أبو سليمان الداراني" :
http://goo.gl/stgzk
===========
مكتب دمشق الإعلامي | فريق التقارير اليومية.
حرر الأحد 26.8.2012.
=====================================
كانت تسمعُ الأصوات في الخارج، قذائفُ هطلت من كلّ صوب، وصرخات الأطفال في الشارع ذبحت قلبها، وبكاء الرجال المكتوم كان يصل مسمعها لأن أهالي داريا اعتادوا التوحد مع بعضهم في الأزمات، شدت يدها على يد طفلها الصغيرة، كما اشتدت الأصوات في الشارع، إرتدت ما أقرب ما وجدته في الغرفة، وحملت الطفل وقررت الهروب، وصلت إلى الأسفل فشعرت بنفسها بين الرصاص، لم تعد تريد الحياة كانت تريد فقط للطفل أن يبقى حيّاً، أجلسته على الأرض وتكوّمت فوقه كي لا يصاب.. فاستشهدا معاً.. وانضمت قصتهما إلى مئتين وخمسين أخرى تحكي كل منها مأساة شهيد من داريا منذ الأمس.
إقتحم جيش الأسد المدينة أمس في اليوم السادس لحصارها بعد قصف عنيف استهدفها بالمدفعية الثقيلة، فطوّق مداخلها جميعاً، وأعمل آلته بأساليبها المختلفة في أجساد الأهالي، فاستشهد منهم في القصف، وآخرون إعداماً ميدانياً، أو برصاصة القناصة والنار العشوائي أثناء محاولتهم النزوح من المدينة.
ولم يكتف جنود الأسد بالمجازر، بل خرّبوا المنازل وأحرقوا بعضها، ونهبوا الممتلكات الخاصة، واعقتلوا عدداً من الأهالي. وبينما لم تستثن نيرانهم إمرأة ولا طفلاً، تفننوا في إذلال الناجين من الموت، فجمعوا رجالاً من المدينة في ساحة التربة، وأجبروهم على الهتاف للأسد تحت تهديد السلاح، في حين صوّرتهم كاميرات تابعة لإعلام النظام "اللاشرعي"، وجعلتهم جزءاً من مسرحية كاذبة عرضت فيها جثثهم، واستباحت حتى موتهم لأغراض السلطة فاقدة الشرعية.
ختم الناشطون حصيلة الأمس من الشهداء بمئتي شهيد بعد أن عثروا على مئة واثنين وعشرين جثة أعدمها جنود الأسد ميدانياً في جامع أبو سليمان، ثم ارتفعت حصيلة شهداء الجامع فجراً إلى مئة وستة وخمسين.
وإستمر المتبقون من الأهالي اليوم بالبحث عن الأحياء في أنقاض المنازل، وضاقت الأرض فدفنوهم بقبور جماعية، ووجدوا مزيداً من الشهداء في بستان غرب داريا يصل عددهم إلى الأربعة عشر، بالإضافة إلى سبعة آخرين في منزل قرب سكة القطار إرتقوا جميعاً في وقت سابق بالإعدام الميداني، مع أنباء عن مجزرة أخرى وجدوا آثارها ولم تعرف أرقام شهدائها بعد، وبذلك ترتفع حصيلة شهداء الحملة العسكرية على الحي منذ أمس إلى مئتين وخمسة وخمسين شهيداً على الأقل.
يذكر أن لواء الفرقان التابع لتجمع أنصار الإسلام- الجيش الحر، ردّ على مجزرة الأسد أمس بتدمير سيارتي زيل عسكرتين وباص للشبيحة قرب مبنى الفصول الأربعة، كما إشتبك الجيش الحر مع جيش الأسد في أنحاء مختلفة من داريا، أبرزها إشتباك اليوم عند ثانوية زاكية، في معركة غير متكافئة تقابل فيها الأسلحة الخفيفة بالدبابات ورشاشات الشيلكا الثقيلة.
حمل أهالي داريا منذ عام الورود بأيديهم، وتظاهروا بسلميتهم في ساحة أطلقوا عليها اسم "الحرية"، واليوم أعدمهم النظام في ذات الساحة التي شهدت ورودهم، فسقطوا جميعاً تويجات تعود إلى الأرض لتزهر من جديد.
لن تحزن الأم التي حضنت طفلها حتى الموت، فالحرية قادمة من بين قبريهما، ولابد للظلم أن يزول.
فيديوات وصور لشهداء المجازر التي إرتكبها جيش الأسد في المدينة :
https://youtu.be/OEWPRhTYYes
https://youtu.be/ADGL8WFya54
http://goo.gl/Mt6lW
http://goo.gl/8TBPG
http://goo.gl/eqJxc
فيديو يظهر جثثاً عثر عليها الأهالي اليوم :
https://youtu.be/smkhHmO9tvE
فيديوات لـ 14 جثة وجدهم الأهالي غرب داريا اليوم :
https://youtu.be/smkhHmO9tvE
https://youtu.be/Mh1jN6PV0-w
صور لدفن الشهداء في قبور جماعية :
http://goo.gl/WxSWR
فيديو للبحث عن الشهداء في المنازل المحروقة أمس :
https://youtu.be/foSwLmGbUPc
فيديوات لدفن الشهداء في قبور جماعية اليوم :
https://youtu.be/vV7Y2HHmUkI
https://youtu.be/cgyEqLaL8hU
آثار الدمار في داريا المنكوبة :
https://youtu.be/VKYyf_AFK5U
http://goo.gl/vjVjm
آثار الدمار في جامع "أبو سليمان الداراني" :
http://goo.gl/stgzk
===========
مكتب دمشق الإعلامي | فريق التقارير اليومية.
حرر الأحد 26.8.2012.