كرهتيهم يوم الجمعة” هكذا قال شاعر الشعر النبطي الزجلي الذي تلا قصيدته المؤثرة” معليش درعا معليش” اليوم جمعة أطفال الحرية، اليوم جمعة حمزة الخطيب وهاجر الخطيب ومروة حسان شخدو، وطفل الشهيد وائل خطاب الذي قنصته أيدي البطش والغدر والخيانة وهو وطفه على دراجتهما النارية في الرستن الصامدة، وعشرات الأطفال الذين قضوا والذين جرحوا في انتفاضة كرامة الشعب السوري الذي سطرها بدمه القاني على طريق الاستقلال الثاني عن عملاء فرنسا وعملاء يهود وأميركيين وغربيين وإيرانيين..
ثمة مئات الآلاف من الأطفال الذين تغنوا بأسماء هؤلاء الأطفال الذين قدموا أرواحهم فداءً لسورية الصمود الحقيقي وسورية الغد وسورية الديمقراطية والحرية والكرامة، هؤلاء الأطفال هم الذين هتفوا بالأمس بحمزة وبإخوان حمزة الثلاثين الذين قضوا في مظاهرات الكرامة، النظام السوري يترنح أمام الجغرافية الاستراتيجية للمظاهرات، ففي الجمعة الماضية شهد أكثر من مائة وثلاثين مكانا مظاهرات في سورية، في هذه الجمعة إن شاء الله سيكون أكثر من مائتي مكان، وبالتالي الأمن أو القمع السوري سيفقد صوابه ولن يكون بمقدوره متابعة كل هذه الاحتجاجات وهو ما حذر منه بيان سري من المخابرات العسكرية في حلب من أن المدينة قد تخرج عن السيطرة قريبا ..
الوضع الداخلي مطمئن رغم كل الجراح والشهداء الذين تقدمهم مدن سورية المحاصرة من قبل عملاء الصهاينة جيش آل أسد، وشبيحته، فالمدن الكبرى كالرستن وتلبيسة ودرعا وبانياس واللاذقية لا تموت إلا واقفة وأنا لها أن تموت أمام جرذان آل أسد، فقد أقسمت على الحرية وأقسمت على مواصلة الطريق حتى تحرير الشيخ أحمد الصياصنة والشيخ أنس عيروط والشيخ أنس الشغري وإخوانهم جميعا فك الله أسرهم وأمدهم بمدد من عنده للصمود أمام الطغيان..
الآن لننتقل إلى الضغوط الدولية المتصاعدة على هذا النظام المجرم رغم الإشارات الإيجابية القادمة من الصين وروسيا وإن كان كلاهما سيتخلان عنه حين يرون ضغط الشارع وسقوط شرعيته أما الأميركيون فقد شارفوا على القول إنه فقد الشرعية، وهناك الضغوط عليه من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك محكمة رفيق الحريري ومطالبة رئيس الوزراء الاسترالي بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية، وهناك تحقيق لهيومن رايتس ووتش يقول إن ما يحصل في سورية يرقى إلى جرائم ضد الانسانية، وهو ما أكده مستشاران متخصصان وخبيران للأمين العام للأمم المتحدة من أن جرائم بشار الأسد ترقى إلى الإبادة الجماعية، ولا ننسى حض العفو الدولية مجلس الأمن الدولي بنقل ملف بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، وهناك تحرك السوريين الأبطال في تركيا وأميركا وغيرهما على صعيد محاكمة مجرمي النظام، وقبل هذا كله وضع قائمة بأسماء 13 مسؤول سوري على قائمة العقوبات الأوربية والأميركية والاستعداد لوضع أسماء تجار سوريين على القائمة وهو ما يقلق النظام ..
مؤتمر أنطاليا كان مسمارا خطيرا في نعش النظام السوري من حيث تجمع أكثر من 350 شخصية سورية معارضة ومن كافة الأطياف و الألوان السياسية ليكون نواة مؤتمر سلمي للتغيير في سورية وهو ما دحض رواية النظام السوري المجرم من عدم وجود جسم للمعارضة السورية، أبشري يا شآم فإن يوم الخلاص أزف ويوم تحرير الأسرى في سجون الطغاة قريب، ويومئذ يفرح المؤمنون السوريون بنصر الله تبارك وتعالى على مجرمي آل أسد ومخلوف