هل كل الطرق الصوفية على خطأ ؟ أرجوا رداً قاطعاً أثابكم الله .
الطرق الصوفية محدثة, وهي من البدع, وهي متفاوتة بعضها شر من بعض والرسول-عليه الصلاة والسلام-قال :(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ، وقال- عليه الصلاة والسلام-:( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، فالطرق لانحصيها وإحصاؤها يحتاج إلى تعب كثير, ومراجعة كتب كثيرة, لكنها في الجملة محدثة التيجانية, والبرهانية, والكروتية, والقادرية, والنقشبندية, وطرق أخرى لكنها متفاوتة بعضها شر من بعض, فينبغي لك يا أخي اجتنابها كلها, وأن تلزم طريقة نبينك محمد-عليه الصلاة والسلام- الذي درج عليها أصحابه-رضي الله عنهم وأرضاهم-, والتابعون لهم بإحسان من الأئمة الأربعة وغيرهم, الزم طريق محمد-عليه الصلاة والسلام-وهي فعل ما أمر الله به ورسوله, وترك ما نهى الله عنه ورسوله, هذه الطريقة المحمدية التي جاء بها نبينا-عليه الصلاة والسلام-, وعليك بسؤال أهل العلم المعروفين بالإستقامة على دين الله, والبعد عن طرق الصوفية سؤالي عليك بسؤال عما أشكل عليك والجماع لهذا عليه هو أن تلزم ما أمر الله به ورسوله, وأن تنتهي عما نهى الله عنه وسوله مما بينه أهل العلم كما في الصحيحين صحيح البخاري ومسلم, والسنن الأربع, وفي كتاب المنتقى لابن تيميه, وبلوغ المرام للحافظ بن حجر, وعمدة الحديث للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي, وغيرها من كتب أهل الحديث, وهكذا مثل زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة بن القيم-رحمه الله- كل هؤلاء أوضحوا طريقه-عليه الصلاة والسلام-, وبينوا سبيله-عليه الصلاة والسلام-.
حكم اتباع مشايخ الصوفية
من سوداني مقيم في الأنبار يقول: في بلدنا طوائف متفرقة كل طائفة تتبع شيخا يرشدها ويعلمها أشياء، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله يوم القيامة، ومن لم يتبع هؤلاء المشايخ يعتبر ضائعا في الدنيا والآخرة، فهل علينا اتباع هؤلاء أم نخالفهم؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فيذكر السائل أن لديهم مشايخ يتبعونهم وأن من ليس له شيخ فهو ضائع في الدنيا والآخرة إذا لم يطع هذا الشيخ. والجواب عن هذا: أن هذا غلط ومنكر لا يجوز اتخاذه ولا اعتقاده، وهذا واقع فيه كثير من الصوفية، يرون أن مشايخهم هم القادة وأن الواجب اتباعهم مطلقا، وهذا غلط عظيم وجهل كبير وليس في الدنيا أحد يجب اتباعه والأخذ بقوله سوى رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو المتبع عليه الصلاة والسلام.
أما العلماء فكل واحد يخطئ ويصيب، فلا يجوز اتباع قول أحد من الناس كائنا من كان إلا إذا وافق شريعة الله، وإن كان عالماً كبيراً، فقوله لا يجب اتباعه إلا إذا كان موافقاً لشرع الله الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، لا الصوفية ولا غير الصوفية، واعتقاد الصوفية في هؤلاء المشايخ أمر باطل وغلط، فالواجب عليهم التوبة إلى الله من ذلك وأن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[1] المعنى: قل يا أيها الرسول للناس إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله... والمراد هو محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى قل يا محمد لهؤلاء الناس المدعين لمحبة الله: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[2]، وقال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[3] فالطاعة الواجبة هي طاعة الله ورسوله، ولا يجوز طاعة أحد من الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا وافق قوله شريعة الله، فكل واحد يخطئ ويصيب ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله عصمه وحفظه فيما يبلغه للناس من شرع الله عز وجل قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى[4]، فعلينا جميعا أن نتبع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وأن نعتصم بدين الله ونحافظ عليه، وأن لا نغتر بقول الرجال، وأن لا نأخذ بأخطائهم، بل يجب أن تعرض أقوال الناس وآراؤهم على كتاب الله وسنة رسوله فما وافق الكتاب والسنة أو أحدهما قبل وإلا فلا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[5]، وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[6]، وقال عز وجل: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[7] فتقليد المشايخ واتباع آرائهم بغير علم وبصيرة ذلك أمر لا يجوز عند جميع العلماء، بل منكر بإجماع أهل السنة والجماعة، لكن ما وافق الحق من أقوال العلماء أخذ به؛ لأنه وافق الحق، لا لأنه قول فلان، وما خالف الحق من أقوال العلماء أو مشايخ الصوفية أو غيرهم وجب رده، وعدم الأخذ به لكونه خالف الحق لا لكونه قول فلان أو فلان.
[1] سورة آل عمران من الآية 31.
[2] سورة الحشر الآية 7.
[3] سورة النور الآية 56.
[4] سورة النجم الآيات 1-4.
[5] سورة النساء الآية 59.
[6] سورة الشورى من الآية 10.
[7] سورة الأنعام الآية 153.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
الــــمــصـــدر
عدل سابقا من قبل الــثـائــرة مـــدى في الأحد ديسمبر 23, 2012 1:56 pm عدل 4 مرات
الطرق الصوفية محدثة, وهي من البدع, وهي متفاوتة بعضها شر من بعض والرسول-عليه الصلاة والسلام-قال :(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ، وقال- عليه الصلاة والسلام-:( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، فالطرق لانحصيها وإحصاؤها يحتاج إلى تعب كثير, ومراجعة كتب كثيرة, لكنها في الجملة محدثة التيجانية, والبرهانية, والكروتية, والقادرية, والنقشبندية, وطرق أخرى لكنها متفاوتة بعضها شر من بعض, فينبغي لك يا أخي اجتنابها كلها, وأن تلزم طريقة نبينك محمد-عليه الصلاة والسلام- الذي درج عليها أصحابه-رضي الله عنهم وأرضاهم-, والتابعون لهم بإحسان من الأئمة الأربعة وغيرهم, الزم طريق محمد-عليه الصلاة والسلام-وهي فعل ما أمر الله به ورسوله, وترك ما نهى الله عنه ورسوله, هذه الطريقة المحمدية التي جاء بها نبينا-عليه الصلاة والسلام-, وعليك بسؤال أهل العلم المعروفين بالإستقامة على دين الله, والبعد عن طرق الصوفية سؤالي عليك بسؤال عما أشكل عليك والجماع لهذا عليه هو أن تلزم ما أمر الله به ورسوله, وأن تنتهي عما نهى الله عنه وسوله مما بينه أهل العلم كما في الصحيحين صحيح البخاري ومسلم, والسنن الأربع, وفي كتاب المنتقى لابن تيميه, وبلوغ المرام للحافظ بن حجر, وعمدة الحديث للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي, وغيرها من كتب أهل الحديث, وهكذا مثل زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة بن القيم-رحمه الله- كل هؤلاء أوضحوا طريقه-عليه الصلاة والسلام-, وبينوا سبيله-عليه الصلاة والسلام-.
حكم اتباع مشايخ الصوفية
من سوداني مقيم في الأنبار يقول: في بلدنا طوائف متفرقة كل طائفة تتبع شيخا يرشدها ويعلمها أشياء، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله يوم القيامة، ومن لم يتبع هؤلاء المشايخ يعتبر ضائعا في الدنيا والآخرة، فهل علينا اتباع هؤلاء أم نخالفهم؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فيذكر السائل أن لديهم مشايخ يتبعونهم وأن من ليس له شيخ فهو ضائع في الدنيا والآخرة إذا لم يطع هذا الشيخ. والجواب عن هذا: أن هذا غلط ومنكر لا يجوز اتخاذه ولا اعتقاده، وهذا واقع فيه كثير من الصوفية، يرون أن مشايخهم هم القادة وأن الواجب اتباعهم مطلقا، وهذا غلط عظيم وجهل كبير وليس في الدنيا أحد يجب اتباعه والأخذ بقوله سوى رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو المتبع عليه الصلاة والسلام.
أما العلماء فكل واحد يخطئ ويصيب، فلا يجوز اتباع قول أحد من الناس كائنا من كان إلا إذا وافق شريعة الله، وإن كان عالماً كبيراً، فقوله لا يجب اتباعه إلا إذا كان موافقاً لشرع الله الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، لا الصوفية ولا غير الصوفية، واعتقاد الصوفية في هؤلاء المشايخ أمر باطل وغلط، فالواجب عليهم التوبة إلى الله من ذلك وأن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[1] المعنى: قل يا أيها الرسول للناس إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله... والمراد هو محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى قل يا محمد لهؤلاء الناس المدعين لمحبة الله: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[2]، وقال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[3] فالطاعة الواجبة هي طاعة الله ورسوله، ولا يجوز طاعة أحد من الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا وافق قوله شريعة الله، فكل واحد يخطئ ويصيب ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله عصمه وحفظه فيما يبلغه للناس من شرع الله عز وجل قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى[4]، فعلينا جميعا أن نتبع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وأن نعتصم بدين الله ونحافظ عليه، وأن لا نغتر بقول الرجال، وأن لا نأخذ بأخطائهم، بل يجب أن تعرض أقوال الناس وآراؤهم على كتاب الله وسنة رسوله فما وافق الكتاب والسنة أو أحدهما قبل وإلا فلا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[5]، وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[6]، وقال عز وجل: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[7] فتقليد المشايخ واتباع آرائهم بغير علم وبصيرة ذلك أمر لا يجوز عند جميع العلماء، بل منكر بإجماع أهل السنة والجماعة، لكن ما وافق الحق من أقوال العلماء أخذ به؛ لأنه وافق الحق، لا لأنه قول فلان، وما خالف الحق من أقوال العلماء أو مشايخ الصوفية أو غيرهم وجب رده، وعدم الأخذ به لكونه خالف الحق لا لكونه قول فلان أو فلان.
[1] سورة آل عمران من الآية 31.
[2] سورة الحشر الآية 7.
[3] سورة النور الآية 56.
[4] سورة النجم الآيات 1-4.
[5] سورة النساء الآية 59.
[6] سورة الشورى من الآية 10.
[7] سورة الأنعام الآية 153.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
الــــمــصـــدر
عدل سابقا من قبل الــثـائــرة مـــدى في الأحد ديسمبر 23, 2012 1:56 pm عدل 4 مرات