العريضة التي طالب فيها جد بشار الأسد بإقامة "الدولة العلوية "وبكى فيها على "اليهود المساكين"


.بهذا الأسلوب الطائفي ،أعاد أبناء حافظ الأسد الإتجاه الذي كان يسلكه جدهم سليمان الأسد
الذي كان أهل القرداحة ينادونه بسليمان الوحش(1)
وسبق لسليمان الأسد أن وقع على عريضة تمّ رفعها الى رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم أعلنت رفض إنضمام
"الشعب العلوي"الى سوريا المستقلة ،بسبب السلوكية التي يتبعها المسلمون في تعاطيهم مع الأقليات
،مقدمين طريقة تعاطي الفلسطينيين مع "الشعب اليهودي المسكين في فلسطين".
وقد تغاضى كتاب "الأسد"لباتريك سيل عن ذكر هذه العريضة
مكتفيا بالقول ان جد الرئيس الراحل حافظ الأسد "لم يتفق مع الإنتداب قط
،ولم يذعن للمتعاونين الذين كانوا مدينين ببروزهم للفرنسيين .(2)
إلا ان الرئيس الحالي بشار الأسد الذي اعترف بوجود العريضة
في لقاء عقده مع الصحافي الأميركي جايمس بنت في تموز 2005
،أعطاها تفسيرا مغايرا،بحيث قال إنها لم تكن تطالب بالإنفصال (3)
وهذه العريضة أضحت وثيقة وهي محفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية
تحت الرقم رقم 3547 بتاريخ 15/6/1936 .

وفيما يلي النص الكامل للعريضة :
دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا ،
نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر
حزبكم إلى النقاط التالية : إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة
، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس ،
هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني .
ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل .
1-إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة ،
لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي ، والشعب العلوي،
بالنسبة إلى الدين الإسلامي ، يُعتبر كافراً . لذا نلفت نظركم
إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم
على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب
ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها .
2-إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الاشتراكية في سوريا،
إلاّ أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة
على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية .
أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية.
إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة ،
بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات .
فهل يريد القادة الفرنسيين أن يسلطوا المسلمين
على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس ؟
3-إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب
نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام .
فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية.
لذلك فان الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة
لخطر الموت والفناء ،
بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد،
وها إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني
دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم
على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى
إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين .
وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على
عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام .
فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام،
ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة ،
ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة ،
ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم
من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا .
لذلك فان مصيراً اسود ينتظر اليهود والاقليات الأخرى
في حال إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة.
هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.
4-إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري
وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال ،
لكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف
الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية.
ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي
يقبلون أن يمنح السوريون استقلالاً يكون معناه ،
عند تطبيقه ، استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء.
أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا
فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا إليه ،
لان مبادئكم النبيلة ، إذ كانت تؤيد فكرة الحرية ،
فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.
5-قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة ،
أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا .
وهكذا استطعنا أن نلمس قبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق
التي تمنع من ذبح الأشوريين واليزيديين .

فالشعب العلوي ، الذي نمثله، نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة ،
يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما ،
ضماناً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير ،
ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين ،
وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق ،
قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء .

الموقعون
عـزيز آغـا الهوّاش
محمد بك جنيـد
سـليمان المرشـد
محمود آغـا جديـ
د سـليمان أسـد
محمد سليمان الأحمد

_______
هوامش
(1)تقول الدكتورة سلمى بنت عبد الرحمن الخيِّر(وهي إبنة أحد شيوخ القرداحة ))، إن سليمان أسد، ليس من أهل القرداحة، بل كان وافداً إليها من خارجها، ولذلك سكن عند مدخل القرية، ولم تكن له أرض يملكها، بل كان فقيراً جداً، ومنعزلاً عن أهل القرداحة، وكان هو وأولاده ذوي قوة بدنيـة وشراسة في المعاملة حتى سماهم أهل القرية بيت (الوحش)، ويسمونهم أيضاً بيت (الحسنة) أي الصدقة، لأن أهل القرية كانوا يتصدقون عليهم ، لأنهم فقراء جداً حيث لا أرض لهم(وفقا لما يرويه عنها الكاتب السوري الدكتور خالد الأحمد).
(2)"الأسد"الصفحة 38 بطبعته الصادرة عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر".

(3)"نيويورك تايمز"،العدد الصادر في العاشر من تموز 2005:
A few days before I spoke with Assad, I received an e-mail message from Joshua Landis, an assistant professor of Middle Eastern studies from the University of Oklahoma who is living for the year in Damascus. Landis writes an indispensable blog about Syria, Syriacomment.com. He is married to a Syrian woman who is a member of the same esoteric Islamic sect as the Assads, the Alawites, who believe in the divinity of Ali, Muhammad's cousin and son-in-law. Alawites were oppressed as infidels for centuries by other Muslims. Landis's e-mail message recapitulated a remarkable petition he came across while researching his dissertation, which is to be published next year as a book, ''Democracy in Syria.'' In 1936, as the French were debating how to carve up their League of Nations mandate in the region, a group of Alawite notables urged that their northern mountainous redoubt not be annexed to Syria, which would surely be dominated by Muslims. ''The spirit of hatred and fanaticism imbedded in the hearts of the Arab Muslims against everything that is non-Muslim has been perpetually nurtured by the Islamic religion,'' the petition read. ''Therefore, the abolition of the mandate will expose the minorities in Syria to the dangers of death and annihilation, irrespective of the fact that such abolition will annihilate the freedom of thought and belief.'' According to Landis, one of the six signers was Suleiman al-Assad, Bashar's grandfather. Before I had the chance to bring up the petition, Assad volunteered that his grandfather had petitioned the French with other Alawite leaders to ''go back to our mother country, which is Syria.'' He said: ''They knew that if we divide the country we would have wars. So it's better to be, to mingle, with the others.'' I had the spooky feeling that someone else was reading my e-mail.