الهجوم على حلب مستمر «دون نتائج»
فرنسا: سنسعى من جديد لإقناع روسيا والصين بالعقوبات
سيدا يطالب بمحاكمة الأسد على جرائمه

كتب مصطفى الباشا والقاهرة - وكالات:
أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتية الحملة الشعبية لجمع التبرعات لنصرة وإغاثة الشعب السوري بالتعاون مع تلفزيون الكويت، وتستمر الحملة خمسة أيام. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية برجس البرجس ان الهدف من الحملة التخفيف من معاناة ومصاعب الحياة التي يواجهها الأشقاء من أبناء الشعب السوري في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية مع الأردن ولبنان، وذلك بتوفير ما يلزمهم من الضروريات المعيشية والمساعدات العاجلة. ودعا البرجس المواطنين والمقيمين الى التبرع والمساهمة من باب العمل الإنساني والإحساس بالمسؤولية الانسانية والأخلاقية تجاه اخوتهم السوريين في ظل الظروف المأساوية التي يعيشونها.
من جهته، أعلن الجيش السوري الحر وقف هجوم الجيش السوري النظامي لاستعادة بعض احياء مدينة حلب التي شهدت السبت يوما داميا وقد حصدت اعمال العنف في انحاء سورية 168 قتيلا، ودعا رئيس المجلس الوطني المعارض عبدالباسط سيدا الى تسليح المعارضين، مشددا على وجوب محاكمة بشار الاسد لارتكابه «مجازر بحق السوريين»، واكد قائد المجلس العسكري لمدينة حلب التابع للجيش الحر عبدالجبار العكيدي لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة في الارواح والمعدات اضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين»، فيما قالت دمشق ان الحسم سيكون خلال ساعات.
وتؤكد التقارير الواردة من حلب ان المعركة لم تحسم رغم اشتباكات عنيفة اندلعت الاحد في عدد من احياء المدينة بين قوات المعارضة وقوات النظام التي لم تحقق أي تقدم في هجوم السبت.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان احياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الجندرات تشهد اشتباكات عنيفة بينما تسمع اصوات انفجارات في عدة احياء اخرى وشوهدت المروحيات في سماء حي صلاح الدين وحي سيف الدولة.
وعبر المبعوث الدولي كوفي أنان عن قلقه من «معركة وشيكة» في حلب بناء على معلومات «حول حشد للقوات والاسلحة الثقيلة استعدادا للمعركة»، ودعا أنان في بيان مساء السبت الاطراف المعنية للعمل على حل سياسي يحمل السلام للسوريين.
ودعا المجلس الوطني السوري الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع «مجزرة بحق المدنيين»، وحذر المجلس في نداء عاجل الى المجتمع الدولي من «مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازر الحولة والقبير والتريمسة»، ولفت المجلس في بيانه الى ان النظام يعمل على تطويق حلب لاقتحامها، مشيرا الى ان القوات النظامية تستخدم المروحيات وتقصف الاحياء السكنية والمناطق المأهولة، واتهمت دمشق تركيا بارسال جهاديين الى حلب من اجل استعادة «حقبتها العثمانية»،!!!!! مؤكدة فشل المسعى التركي «بفضل الجيش العربي السوري الذي يقوم بعملية تطهير للمدينة تنتهي خلال ساعات»، ودعا رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا الى محاكمة بشار الاسد على الجرائم.
وقام وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الاحد بزيارة الى طهران حيث «بحث في العلاقات الثنائية والوضع في سورية وقضايا اقليمية ودولية»، واجتمع المعلم مع عدد من القيادات الايرانية وعقد المعلم مؤتمرا صحافيا عقب هذه اللقاءات تطرق فيه الى الوضع العام في سورية، واكد المعلم ان الجيش سيقضي على كافة المسلحين في حلب.
وتتصدر الازمة السورية والتصعيد العسكري الحالي في ذلك البلد مباحثات وزير الدفاع الامريكي بانيتا في جولة الشرق الاوسط التي يزور خلالها تونس ومصر واسرائيل ورام الله.
وفي القاهرة زار مصر لعدة ساعات مبعوث إسرائيلي جاء على متن طائرة خاصة من تل أبيب، فيما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة أمريكية طارئة لمهاجمة إيران إذا فشلت الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي.
والتقى المبعوث الإسرائيلي في القاهرة عددا من المسؤولين الأمنيين المصريين لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة.وقالت مصادر بمطار القاهرة إن المبعوث وصل برفقة شخصين حيث استقل سيارة من أسفل الطائرة التي توقفت بجوار صالة رقم أربعة الى خارج المطار.وحسب المصادر فإن المبعوث الإسرائيلي بحث مع المسؤولين المصريين آخر تطورات الوضع في سيناء الى جانب بحث مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية.
وذكرت «هآرتس» ان المستشار الامريكي توماس دونيلون استعرض الخطوط العامة لخطة مهاجمة إيران في المحادثات مع نتنياهو في وقت سابق هذا الشهر.ونقلت عن مسؤول امريكي قوله ان دونيلون ابلغ نتنياهو ان وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» تخطط لقرار محتمل لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية واطلعه على بعض الخطط.
ورفض هارل لوكر المساعد الكبير لنتنياهو التعليق على التقرير حين سئل عنه في مقابلة مع محطة اذاعة إسرائيلية.وقال مسؤول إسرائيلي اخر عبر الهاتف «نحن لا نعلق على المقابلات الدبلوماسية وراء ابواب مغلقة» وتزامن التقرير مع زيارة لإسرائيل قام بها المنافس الرئيسي لاوباما في الانتخابات الرئاسية المرشح الجمهوري ميت رومني.وقال مساعد رومني لشؤون الأمن القومي دان سينور ان رومني سيدعم إسرائيل اذا قررت مهاجمة إيران.

* * *

دمشق – عواصم – وكالات: دارت اشتباكات عنيفة الأحد في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت السبت هجوماً لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون ان تحقق اي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد في بيان الى ان أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في مدينة حلب (شمال) شهدت اشتباكات عنيفة، بينما سمعت اصوات انفجارت في عدة أحياء اخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.

الجيش الحر
وكان الجيش السوري الحر أعلن وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي صباح السبت لاستعادة بعض أحياء مدينة حلب، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكداً في الوقت نفسه تواصل القصف المدفعي الذي أدى الى نزوح كبير للسكان.
وكان قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي اكد في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيراً الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالإضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين».
وأكد العكيدي ان «الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية»، موضحاً ان «اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)».
ولفت الى أن الوضع مساء السبت «كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقاً من حي الحمدانية وكلية المدفعية».
واشار العكيدي الى أن «استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، اي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر».
من ناحيته، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «فرانس برس» ان «معركة حلب بدأت وقد يكون وقف الاقتحامات إجراء تكتيكياً» من قبل الجيش النظامي، معتبراً ان «توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء».
وأوضح ان «سياسة القوات النظامية تقوم على محاولة التقدم في حي ما وقصفه ما يؤدي الى نزوح المواطنين وبعدها يتم الاقتحام بشراسة أكبر»، لافتاً الى ان هذا الأسلوب «اعتمدته القوات النظامية في دمشق».
وقال عبدالرحمن «إن الوضع في حلب حالياً أكثر هدوءاً مما كان عليه صباحاً مع استمرار القصف المتقطع وانتشار القناصة».

أنان
وكان الوسيط الدولي كوفي أنان قال إنه يخشى من وقوع «معركة وشيكة» في مدينة حلب السورية.
وقالت مصادر المعارضة السورية إن طائرات هليكوبتر تابعة لجيش الرئيس السوري بشار الأسد قصفت منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بحلب السبت بينما تأهبت وحدات مدرعة لشن هجوم يمكن ان يحدد مصير حلب.
وقال أنان في بيان «يساورني القلق بشأن تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة حول حلب فيما يشير الى معركة وشيكة في أكبر مدينة في سورية».
«تصاعد الحشد العسكري في حلب والمنطقة المحيطة بها دليل آخر على الحاجة الى تكاتف المجتمع الدولي لإقناع الطرفين بأن انتقال سياسيا يؤدي الى تسوية سياسية هو وحده الذي سيحل هذه الأزمة ويحقق السلام للشعب السوري».

محاولة فرنسية
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند السبت إنه سيحاول مرة اخرى إقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة ضد الأسد من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.
واضاف أولاند قائلاً للصحافيين اثناء زيارة الى مزرعة في بلدة مونلزن في جنوب غرب فرنسا انه سيبذل جهودا جديدة حتى يمكن لروسيا والصين ان «تدركا انه ستكون هناك فوضى وحرب اهلية اذا لم يتم وقف بشار الأسد سريعاً».
ومضى قائلاً «نظام بشار الأسد يعرف ان مصيره محتوم ولهذا فإنه سيستخدم القوة حتى النهاية... دور الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالأمم المتحدة هو التدخل بأسرع ما يمكن».
وقللت روسيا من اهمية تكهنات بأنها قد تمنح الأسد حق اللجوء مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السبت ان موسكو لم تتوصل لاتفاق من هذا القبيل ولا حتى تفكر في ذلك.

مدن أخرى
إلى ذلك دارت في مدينة حمص اشتباكات بالقرب من قيادة الشرطة في بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض.
وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام. وقد واصلت القوات النظامية الأحد حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين.
وجنوباً، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
وقال المرصد ان «اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الأحد إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب.
من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب «وسط اطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل».