مع انطلاق الثورة السورية في خضم الثورات العربية و احتفال معظم الصحف العربية بهذه الثورات التي قامت ضد الظلم والعدالة الإنسانية لم يكن من المفهوم السبب الذي جعل صحيفة تصدر في دويلة صغيرة الخروج عن الخط العام المؤيد للثورات وخاصة السورية منها بل و الأنكى من ذلك الوقوف ضدها وإنكارها وتحقير شأنها وشأن من قام بها .
تلك الصحيفة التي تسمى (الوطن) وهذا الاسم منها براء , وهي تصدر في سلطنة عمان انبرت طوال شهور الثورة السورية على الوقوف موقف المعادي للثورة و تبنت بالكامل الطرح الإعلامي الرسمي للنظام السوري هذا الطرح الذي يصيبك بالغثيان لكذبه الصريح وتدليسه الفاضح .
أما المنتظر من هذه الصحيفة فلم يكن أكثر من الحياد إن لم يكن مناصرة الشعب السوري في محنته مع نظام فاشي شمولي مجرم .
و بدت هذه الصحيفة كأنها جزء لا يتجزأ من منظومة التشبيح الإعلامي للنظام السوري وأصبحت ترقص يومياً على دماء شهداء سوريا بمقالات و تحليلات تجعل من المجرم ضحية ومن الضحية جلاد! ورغم إصدار هذه الصحيفة في سلطنة عمان وهي الدولة الخليجية العضو في مجلس التعاون الخليجي , ورغم تبني مجلس التعاون الخليجي بالكامل مناصرة الشعب السوري في ثورته إلا أنها - أي الصحيفة - برزت كالشوكة القذرة في محيط من الأزهار . وقذارة الصحيفة ليست بسبب تبنيها الموقف المعادي للشعب السوري ولدماء ثوار سوريا فهي بالنهاية صحيفة ولها (رأيها) السياسي , إنما قذارة الصحيفة تكمن في الهوى الطائفي لمؤسسها و رئيس تحريرها .
إن المتسلق على شرف الصحافة ..... المدعو محمد بن سليمان الطائي . هو المسؤول الأول عن توجهات هذه الصحيفة التي تحارب الثورة السورية يومياً على صفحاتها .
إن محمد الطائي يدير صحيفة الوطن منذ سنوات وهو رجل متشيع يحمل في جنبات شخصيته ملامح ليست بعيدة عن صنوه الذي يدافع عنه بشار الأسد والمعروف عن هذا الطائي أنه لص و انتهازي لأبعد الحدود كما أنه حول مؤسسته الإعلامية إلى (وكر) لا يعمل فيه سوى الحثالات , فالكفاءة ليست مطلوبة في مؤسسته قدر اللصوصية و المحسوبية .
و هناك العديد من الدعاوي القضائية التي تلاحقه من الموظفين الشرفاء الذين عملوا لدى الصحيفة و حين اكتشفوا قذارة المكان الذين يعملون فيه خرجوا من الصحيفة و أقاموا الدعاوي عليها وعلى مؤسسها .
ومن بين الدعاوى المرفوعة ضد هذا الطائي هو سرقة مستحقات العمال في الصحيفة و طلب القروض لصالح الصحيفة وذهابها لجيبه المأجور و تحقير الموظفين و شتمهم وهلم جراً ...
لقد حول هذا الطائي المأفون الصحيفة إلى مؤسسة للفساد والجاسوسية فقد كان لديه ما يشبه المراسلين في مفاصل الدولة العمانية وهم ليسو أكثر من جواسيس يعملون لأجل الدولار وليس لخدمة بلدهم , حتى أن أحدهم كان يعمل طباعاً في وزارة الإعلام العمانية وكان أكبر جاسوس لدى الخائن الطائي وعندما انكشف أمره لدى الوزارة طرد منها ليجد وظيفته بانتظاره في الصحيفة وهي مدير إدارة في صحيفة الوطن ! فتصوروا من طباع إلى مدير إدارة وهذا هو معيار التوظيف لدى الطائي فالجاسوسية و اللصوصية والقذارة هي أهم معايير الطائي في التوظيف .
كما أن أخوه المدعو عبد الحميد الطائي والذي عينه كرئيس تحرير للنسخة الإنكليزية للصحيفة هو الآخر رجل فاشل مدمن أرسله الطائي للدراسة في أمريكا فعاد مدمناً على المخدرات ولم يكمل دراسته بل أنه ذهب لمصر في رحلة علاجية في أحد المراكز التي تعالج من الإدمان بعد أن وصلت حالته إلى الحضيض بسبب تناول المنكرات, ثم رجع للصحيفة ليمارس الأعمال القذرة التي يعشقها أخوه داخل الصحيفة خصيصاً بعدما ذهبت المخدرات بنصف عقله وصار بحكم القرابة وليس الكفاءة رئيساً للتحرير! ولمن يريد أن يسأل عن صحيفة الوطن في عمان فهي معروفة بين الموظفين ( بحديقة الحيوان) حيث يتربع على عرشها جرذ كبير بحجم محمد الطائي الذي باع دينه ودنياه في مناصرة طاغية كالأسد ونظامه ولكن كما قلت فإن الهوى الشيعي الذي يملأ قلب الطائي جعله ينسى محيطه العربي ويرجع إلى أصوله حيث من المعروف أن الطائي هذا من أصول ليست عربية وربما تكون فارسية , حتى أن مراسل الصحيفة في دمشق و هو الصحفي وحيد تاجا ذو ميل شيعي أيضاً فقد أمضى أكثر من عشر سنوات في إيران ليعود بعدها لعاصمة الأمويين متحدثاً عن حوار الحضارات وتقارب المذاهب وهو الطرح الذي تحول لحصان طروادة يدخل في الجسم السني ليهدمه من الداخل لا ليصلحه !
أما سبب التغاضي الحكومي عن الطائي و عن صحيفته فذلك لأن سلطنة عمان فيها توليفة من ثلاث طوائف وهي الشيعة و السنة والإباضية.
ورغم أن السنة فيها أغلبية إلا أن الأباضية هي مذهب سلطانها وهي أقرب للشيعة من السنة *. فالإباضي يميل إلى الشيعي بحكم التقارب العقائدي كما أن الشيعة لهم كامل الحرية في الأراضي العمانية حيث يمارسون شعائرهم بكل حرية , بل أنهم يستقبلون علماء الشيعة من إيران لإنشاء الحوزات و الحسينيات وتعزيز المذهب الشيعي بينما تلاحق مساجد السنة و تراقب بشكل دائم كما أنهم أي السنة يواجهون بقمع دائم من قبل السلطات الإباضية العمانية التي غالباً ما تتهمهم بالسلفية وهي التهمة التي يمكن أن تذهب بك إلى السجن في عمان !
إن المحيط المعادي لأهل السنة في عمان والمتمثل في السلطات العمانية هو من شجع أمثال الطائي على اتخاذ هذا الموقف تجاه الثورة السورية فالمفتي العام مذهبه أباضي ووزير التجارة والاقتصاد شيعي و وزير الاقتصاد الداخلي شيعي أيضاً أما السلطان فهو على المذهب الأباضي وهي توليفة كافية لإبعاد السنة عن المراكز الحساسة في الدولة .
وبهذا تجد الصحيفة دعماً كبيراً من هذه الأقطاب طالما أنها تقف في وجه المد الإسلامي السني الذي يهيمن على الثورات العربية .
فالسلطات العمانية لديها حساسية عالية من الإخوان المسلمين و لديها حقد كبير تجاه السلفية والوهابية و هما بالنسبة للسلطات العمانية كالجمر من تحت الرماد الذي لا يحتاج سوى من ينفخ فيه .
وربما رأت السلطات العمانية في الثورة السورية خطراً سنياً ممكن له أن يمتد ليصل إلى حدود السلطنة فغضت الطرف عن موقف صحيفة الوطن العمانية بل ربما باركتها في هذا التوجه . إن الأموال التي يرسلها النظام السوري لتلميع صورته في صحيفة الوطن كفيل بأن يفتتح صحيفة أخرى كما أن وجود شخص انتهازي كالطائي يعرف أنه مهما اشتد عهره على الثورة السورية فهو محمي الظهر من قبل السلطات العمانية وهذا ما يدفعنا أن نفكر ملياً بتآلف المال و الهوى الفارسي الذي يمكن أن يتحول في لحظة ما إلى عدو للعرب والمسلمين وخاصة السنة منهم ! إن شخصاً تشترى ذمته بالدولارات و ذو هوى شيعي كالطائي في مؤسسة صحفية تدعي المهنية من الممكن لها أن تصبح خنجراً في خاصرة الأمة الإسلامية, فعلينا التنبه والحذر وكشف المتآمرين أتباع عبد الله بن سلول كالطائي وغيره أما حين يتم كشفهم فلا مشكل حينئذ فالرسول الكريم لم يكن للمنافقين أي تأثير عليه في جموع المسلمين الملتفة حوله و لن يضر الثورة السورية قلم مأجور و شخص موتور من هنا وهناك فلسان حال الثورة السورية لا زال يقول : ( وبحري لا تكدره الدلاء ) .
--------------------------
* الأباضية هي فرقة من فرق الخوارج الذين كانوا يحاربون مع علي - رضي الله عنه- ثم خرجوا عليه وحاربوه ، ومنهم ابن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
الكاتب : الرشيد