مجزرة الحولة؛ الطائفيون وعداءهم المتجذر في منطلقاتهم النظرية (2-2) 37_3
فهذا ابن العلقمي يغدر بأهل بغداد وقبله البويهيون الذين عادت دولة الروم -عدوة دولة الإسلام والعرب- في عهدهم إلى أكبر عمق من جهة بلادنا منذ أيام فتحها حتى كان أكثر القرن الرابع (320-420) عصر ذل للمسلمين وهو القرن الذي سيطر فيه الشيعة والرافضة بطوائفهم على سرة العالم الإسلامي، فكان البويهيون في بغداد وما حولها والحمدانيون في حلب والعبيديون -المتسمون بالفاطميين- في مصر، والديالمة في شمال إيران حتى استعاد السلاجقة منهم حكم هذه الأقطار وبعدها أنشأوا الدولة الصفوية في إيران وأجبروا الناس وبقوة السيف والإرهاب على التشيع، بل التزام مذهب الرافضة، وكانت هذه الدولة الصفوية حليفة لكل القوى الصليبية الناشئة أو مهادنة، ولكنها العدو اللدود للدولة العثمانية التي كانت تمثل دولة المسلمين الكبرى، وفي عصرنا أنشأوا دولتهم التي تقوم على نظام يعطي كبير كهنتهم ما لم يحلم به متسلط سبقه على رقاب العباد، مع نظام يسلب الناس أموالهم وينتهك أعراضهم ويذلهم ويجعلهم يتبعونه كالبقر، وكل ذلك باسم الدين، وهم مضطهدون لكل من خالفهم ممن يعيش تحت رئاستهم ومؤذون لجيرانهم وناشرون لدينهم الذي هو أقرب للخرافات والخزعبلات فضلا عن أن يكون أقرب إلى دين أو إلى دين الإسلام، وفوق ذلك لا يستغني مذهبهم بحال عن فكر الاستئصال وإفناء الآخر وبخاصة الجوار العربي -وفق أسسهم الفكرية وأفعالهم اليومية- ،وما كان هذا حاله فهذا ليس فكراً يحترم وديناً يتبع، بل هذه أيديولوجية عنصرية قذرة يجب محاربتها وعدم السماح بانتشارها على أرضنا، فما بالنا وقد رأينا عداءها السافر وتغولها القبيح ونياتها المبيتة لقتلنا والغدر بنا، بل تنفيذ ذلك في أقرب الفرص وأولها! إن من يفكر بالتعامل مع هؤلاء القوم الغدر سيحترق بنارهم عاجلا غير آجل، وهذا طارق الهاشمي السياسي العراقي البائس الخائب قد أعطاهم كل ما يريدون وأظهرهم بمظهر غير الطائفيين بدخوله معهم في الحكم -رجل كرسي زائدة لا سلطة له- بل خذل لأجل ذلك قومه جمهور السنة بل حاربهم! فما كان منهم وقد استنفذوا منه ما أرادوا إلا أن لفقوا له تهماً ولاحقوه يريدون إعدامه! لأن العنصرية المجوسية لا تقبل أن يكون غير الصفوي -وبخاصة السني- في موضع رياسة ولو اسمية لا فعلية! ولا يبعد حال النصيرية العلوية عنهم كثيراً -وأسسهم الفكرية متقاربة وأحياناً متطابقة في شأن الآخر السني ووجوب التخلص منه وقتله- إلا في الإعلان ووقته فها هم وقد شعروا بالقوة وانتشر السلاح بين أيديهم ووجدونا عزلاً مسالمين فما لبثوا أن أعلنوها علينا حربا طائفية، وهم يرفعون الرايات الخاصة بمذهبهم الفاسد وفكرهم العفن المثير للسخرية، والذي ما هو إلا ترهات وخزعبلات أسموها ديناً، بل هم أشد ضلالاً وبعداً عن الأديان من الرافضة، وليس هذا ما يعنينا، ما يعنينا هنا هو أنهم استئصاليون غدرة إن كانوا في ضعف لم يظهروا شيئاً، وإن كانت لهم القوة رأيت تعطشهم للدماء وللقتل وهم ليسوا بأعداء للسنة وحدها بل معاداتهم للسنة هي الأظهر، فإنهم لم يدعوا أحداً من شرهم لا نصارى ولا دروز ولا غيرهم كما فعل كبيرهم حافظ المقبور، وعليه فلا يستحق دينهم أن يسمى فكراً بل هو دون ذلك، هو دعوة للقتل ولا أدل على ذلك من أحداث سورية في العام الفائت، ثورة سلمية انتشرت في كل أنحاء البلاد وشارك فيها أكثر الناس إلا هم فلم نرَ منهم في صف الشعب إلا أفراداً بعدد أصابع اليد الواحدة، وهم عند الطائفة لذلك منبوذون وخونة، فكل أفراد الطائفة ولا نقول أكثرهم هم من العصابة أو معها أو وراءها، فأكثر الشبيحة القتلة من أولادهم، وأكثر رجال القمع الخونة الكاتمين على أنفاس الشعب بكل مكوناته من رجالهم، وحتى نساؤهم لا يألين جهداً في دفع أبناءهن لقتلنا وقتل أطفالنا، بل الاشتراك في القتل طبيبات وممرضات -وكثير منهن ممرضات-، إنها طائفة مشتركة جميعها في قتلنا إلا ما ندر -ولا حكم للنادر-، عمت المظاهرات أرجاء البلاد، ولم نرَ في قراهم أو مستوطناتهم –المنتشرة حول مدننا- مظاهرة واحدة ضد هذه العصابة؛ لأنهم هم العصابة، ومن قال غير هذا فعليه بجلب البرهان ولن يجد!
كان القرد الأب قد مكن لهم فالتفوا حوله وآزروه وأجرموا معه، ولما استولى الابن على السلطة كانوا معه وتقاسموا معه هذه المرة الكعكة السورية، فازداد اندماجهم في العصابات وصاروا أشد استفادة، سيقول البعض قراهم قرى متخلفة وفقيرة! ونكذب هذا فلئن كانت كذلك ومتضررة من العصابة فلم لم تنضم إلى الثورة؟! ولكن الفرق بينها وبين غيرها أن منها صغار الكسبة المساعدين في الجيش والقرود الصغار الشبيحة، ومن تلك القرى المخدومة كالقرداحة العتاولة الكبار سادة القرود، ولو قارنت هذه بتلك لصدقت، ولكن بالسبب الذي ذكرت! هذا كلام يجب أن يقال، لقد عضضنا على الجرح عقوداً، وسكتنا لأكثر من سنة ونحن نتوقع منهم صحوة ضمير كإنسان كمواطن يعيش معنا على الأرض فإذا هم يزدادون بغياً وسوءا؛ فهاجم من كان منهم في حمص جيرانهم في الأحياء الأخرى وارتكبوا المجازر بحقهم فغضبنا وأنذرنا، ولكنهم بدل الندم على ما حصل أغرتهم المسروقات التي انتهبوها من بيوت بابا عمرو الخاوية -بتهجير أهلها وهربهم من جيرانهم القتلة- فلم يلبثوا أن هاجموا أهل الحولة؛ قصفت قوات الجيش الخائن الأحياء فيها ولما أمنوا الرد وعرفوا أن ليس ثمة إلا العزل هاجموها كقطعان الثعالب والذئاب الغادرة، بل كالعقارب والأفاعي، فيؤكد الشهود من أهل الحولة أن من هاجمهم هذه المرة وذبح أطفالهم بالسكاكين والحراب ليس الجيش الخائن بل أهل القرى المجاورة الخائنة من تلك الطائفة الخبيثة المجرمة! يتشاركون ويتقاسمون الأدوار كلاهما الرافضة والعلويون: قناصة، ذابحو أطفال، منتهكو أعراض، مجهزون على جرحى، شاتمين لرب العالمين، مؤلهين لعلي تارة ولبشار تارة أخرى، اجتمعوا على قتالنا! بل قتلنا!! بل قتل حتى الرضيع فينا!!! فأما الرافضة فقادمون من وراء الحدود ولن يخرجوا منها سالمين وفينا عرق ينبض، وأما النصيريون -ولا يستحقون أن يقال: علويون- فقد حكموا على أنفسهم بالذبح كما ذبحوا أطفالنا إلا أن يستسلموا ويدعوا هذا الفكر المتخلف العفن وينضموا إلى صفوفنا الآن، الآن وليس بعد سقوط القرد وعصابته، وليعلموا أن ليس لهم ولا لأي صاحب فكر يأمره يقتل الناس أو إجبارهم على خرافاته أن يكون له وجود على أرضنا، لن نقبل بأن تمضي مئة عام أخرى ليولد لهم حافظ جديد أو خميني جديد فيجمعهم لقتلنا في غفلة منا نحن الطيبون المسالمون، فإن أرادوا البقاء فلينفوا هذه الأفكار الفاسدة، ولنقبلهم بعدها كأهلين ومواطنين، أما وهم ذباحين قتلة فلا وألف لا!




الكاتب : منذر السيد