الجيش الحر ذراع الثورة الضارب وبطلها المحارب :
بقلم : ابو ياسر السوري
هذا هو الجيش الحر ، وهذا هو صنيعه .. إنه يضم صفوة من شرفاء العسكريين في الجيش العربي السوري ، من الذين عز عليهم أن يوجهوا فوهات بنادقهم إلى صدور أبناء وطنهم ، بعدما كانوا أقسموا على حمايتهم من كل خطر يتهددهم أو يتهدد الوطن ...
هؤلاء الأحرار ، هم الذين تكرههم هيئة التنسيق ، ويسخر منهم التافه هيثم المناع ، فيقول فيهم : أن المنشق كالذي يحج والناس راجعون . وهو يعني أن هؤلاء العسكريين لا يضرون ولا ينفعون . وأن انشقاقهم وبال على السوريين ... وهذا الحكم تافه كصاحبه الذي أطلقه ، فإما أن يكون يقلل من شأن هؤلاء الأحرار تزلفا للنظام ، وإما أنه غبي لا يعرف قيمة الرجال ...
لقد أحس النظام بخطورة الجيش الحر ، من أول يوم تم تشكيله فيه ، لذلك عمل المستحيل حتى تمكن من اختطاف الهرموش ، مؤسس الجيش الحر . ثم نقم على أقربائه ، فصب عليهم جام غضبه ، فقتل منهم من قتل ، واعتقل من اعتقل .. ثم صار النظام يقتل كل عسكري ينشق ، وإذا لم يتمكن من قتله قتل أقرباءه .. ذلك لأنه يعلم أن نهايته ستكون على يد هذا الجيش الحر ... وقد صدق حدس النظام ، فها هي بوادر نهاية النظام تلوح في الأفق اليوم ، والذي يخط حروفها ، ويصنع أحداثها هو الجيش الحر .
ففي صباح هذا اليوم الأربعاء الموافق 18 / 7 / 2012 م قام الجيش الحر السوري ، بعملية تفجير نوعية ، لمبنى مقر الأمن القومي ، الكائن في حي الروضة بدمشق ، أثناء اجتماع أكثر من ثلاثين شخصية عسكرية وأمنية كبرى ، لم ينج منهم في الغالب إلا القليل . وقد هزت هذه العملية كيان النظام هزا عنيفا ، وقد أعلن التلفزيون السوري الرسمي ، عن مقتل كل من وزير الدفاع العماد داود راجحة ، ونائب وزير الدفاع العمادُ آصف شوكت ، ورئيس إدارة الأزمة العمادُ حسن تركماني ، وسكت عن الباقين .. ولكن قناة المنار الإيرانية ، أذاعت عن مقتل وزير الداخلية محمد الشعار ، ومدير مكتب الأمن القومي وعضو القيادة القطرية اللواء هشام بختيار ، ورئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة العماد حافظ مخلوف .. وتناقلت بعض وكالات الأنباء إصابة كل من وزير الدفاع السابق العماد على مملوك ، واللواء محمد سعيد بخيتان .. وآخرين من كبار الضباط العسكريين والأمنيين ..
لقد قال النظام يوما : إنه لم ينشق أحد من العسكريين ، وإنما هنالك بعض الفارين من الجيش ، وإن عددهم ضئيل ، ولا يشكلون أي خطر على النظام . ثم تكاثر عدد المنشقين ، حتى بلغوا أكثر من ستين ألفاً ما بين ضابط وصف ضابط وعسكري .. وظل النظام يكابر وينكر وجود جيش حر ، ويصر على وصفهم بالهاربين من الخدمة العسكرية .. فلما بدأت انشقاقات الضباط ، بدأ يصفهم بالخونة وعملاء الموساد الإسرائيلي ، فلما بدأ انشقاق الطيارين ، وطلب بعضهم اللجوء إلى الأردن قامت قيامة النظام ، وبدأ يحس بالخطر ، مع إصراره على إنكار أي أثر لهؤلاء المنشقين ... ولا غرابة في ذلك ، فالنظام مصاب بداء الإنكار ، وإذا كان ينكر وجود الجيش الحر ، فقد أنكر قبله وجود الأحرار في سوريا ، وأنكر وجود ثورة شعبية ، يطالب أبناؤها بالحرية ، وأنكر أن يكون لهذا الشعب حق في الحرية ...
كانت مهمة الجيش الحر ، مقصورة على حماية المتظاهرين ، ثم فرضت عليهم الظروف أن يأخذوا بزمام المبادرة ، فيتصدوا للجيش الأسدي الخائن ، الذي بدأ يداهم المواطنين في بيوتهم ، ويقصف أحياءهم في المدن ، ويقصف قراهم في الريف . مما اضطر الجيش الحر أن يتصدى للدفاع عن المواطنين .. وبدأت تقع بينه وبين الجيش الأسدي بعض الاشتباكات ، وصار الجيش الحر بحاجة إلى الذخيرة والعتاد ، ولكن المجلس الوطني رفض في البداية تسليحه ، كما رفض المجتمع الدولي أن يسمح له بالحصول على السلاح ، فلجأ الجيش الحر إلى مهاجمة الحواجز والمراكز الأمنية للنظام ، ومهاجمة الشبيحة ، وصار يقطع الطريق على قوافل إمداد النظام ، وعرف كيف يغنم الأسلحة والذخيرة والعتاد ، وكيف يحصل عليها من الجيش الأسدي ، وعناصر الأمن والشبيحة ، وميليشيات مقتدى الصدر وميليشيات حسن نصر الشيطان.
ومرت الأيام ، وتنامى تأثير الجيش الحر ، وصار يرجع الفضل إليه في حماية المظاهرات الضخمة ، في حماة وحمص ودير الزور ، والتي باتت تخرج بمئات الآلاف .. كما استطاع أن يحد من المداهمات الأمنية ، ويقلص طغيان الشبيحة ، وصار يرجع الفضل إليه في تقوية الموقف السياسي للمجلس الوطني ، ثم صارت عناصره بمثابة أشباح تقض مضاجع النظام . وتنتشر في كافة المدن والقرى السورية ، وتشكل قوة يحسب لها ألف حساب من قبل النظام ...
وما عمليته الأخيرة إلا شاهد يؤكد للقاصي والداني أن هذا الجيش هو ذراع الثورة الضارب ، وجيشها المحارب .. ولن يكون ما بعد 18 / 7 / 2012 كما كانت عليه الحال قبل هذا التاريخ . فقد خط الجيش الحر لثورته المجيدة ، أو سطر من ملحمة الخلود .
ومهما تظاهر النظام بالتجلد ، أو أبدى من التماسك ، فإن هذه الضربة كانت موجعة ، وأنها تشكل اختراقاً أمنيا له دلالاته الكبرى ، وأقرب هذه الدلالات أن النظام الذي يعادي شعبه ، لا يستطيع أن يضمن لنفسه الأمن والبقاء ، وأن مصيره إلى زوال مهما طال الزمن أو قصر .
بقلم : ابو ياسر السوري
هذا هو الجيش الحر ، وهذا هو صنيعه .. إنه يضم صفوة من شرفاء العسكريين في الجيش العربي السوري ، من الذين عز عليهم أن يوجهوا فوهات بنادقهم إلى صدور أبناء وطنهم ، بعدما كانوا أقسموا على حمايتهم من كل خطر يتهددهم أو يتهدد الوطن ...
هؤلاء الأحرار ، هم الذين تكرههم هيئة التنسيق ، ويسخر منهم التافه هيثم المناع ، فيقول فيهم : أن المنشق كالذي يحج والناس راجعون . وهو يعني أن هؤلاء العسكريين لا يضرون ولا ينفعون . وأن انشقاقهم وبال على السوريين ... وهذا الحكم تافه كصاحبه الذي أطلقه ، فإما أن يكون يقلل من شأن هؤلاء الأحرار تزلفا للنظام ، وإما أنه غبي لا يعرف قيمة الرجال ...
لقد أحس النظام بخطورة الجيش الحر ، من أول يوم تم تشكيله فيه ، لذلك عمل المستحيل حتى تمكن من اختطاف الهرموش ، مؤسس الجيش الحر . ثم نقم على أقربائه ، فصب عليهم جام غضبه ، فقتل منهم من قتل ، واعتقل من اعتقل .. ثم صار النظام يقتل كل عسكري ينشق ، وإذا لم يتمكن من قتله قتل أقرباءه .. ذلك لأنه يعلم أن نهايته ستكون على يد هذا الجيش الحر ... وقد صدق حدس النظام ، فها هي بوادر نهاية النظام تلوح في الأفق اليوم ، والذي يخط حروفها ، ويصنع أحداثها هو الجيش الحر .
ففي صباح هذا اليوم الأربعاء الموافق 18 / 7 / 2012 م قام الجيش الحر السوري ، بعملية تفجير نوعية ، لمبنى مقر الأمن القومي ، الكائن في حي الروضة بدمشق ، أثناء اجتماع أكثر من ثلاثين شخصية عسكرية وأمنية كبرى ، لم ينج منهم في الغالب إلا القليل . وقد هزت هذه العملية كيان النظام هزا عنيفا ، وقد أعلن التلفزيون السوري الرسمي ، عن مقتل كل من وزير الدفاع العماد داود راجحة ، ونائب وزير الدفاع العمادُ آصف شوكت ، ورئيس إدارة الأزمة العمادُ حسن تركماني ، وسكت عن الباقين .. ولكن قناة المنار الإيرانية ، أذاعت عن مقتل وزير الداخلية محمد الشعار ، ومدير مكتب الأمن القومي وعضو القيادة القطرية اللواء هشام بختيار ، ورئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة العماد حافظ مخلوف .. وتناقلت بعض وكالات الأنباء إصابة كل من وزير الدفاع السابق العماد على مملوك ، واللواء محمد سعيد بخيتان .. وآخرين من كبار الضباط العسكريين والأمنيين ..
لقد قال النظام يوما : إنه لم ينشق أحد من العسكريين ، وإنما هنالك بعض الفارين من الجيش ، وإن عددهم ضئيل ، ولا يشكلون أي خطر على النظام . ثم تكاثر عدد المنشقين ، حتى بلغوا أكثر من ستين ألفاً ما بين ضابط وصف ضابط وعسكري .. وظل النظام يكابر وينكر وجود جيش حر ، ويصر على وصفهم بالهاربين من الخدمة العسكرية .. فلما بدأت انشقاقات الضباط ، بدأ يصفهم بالخونة وعملاء الموساد الإسرائيلي ، فلما بدأ انشقاق الطيارين ، وطلب بعضهم اللجوء إلى الأردن قامت قيامة النظام ، وبدأ يحس بالخطر ، مع إصراره على إنكار أي أثر لهؤلاء المنشقين ... ولا غرابة في ذلك ، فالنظام مصاب بداء الإنكار ، وإذا كان ينكر وجود الجيش الحر ، فقد أنكر قبله وجود الأحرار في سوريا ، وأنكر وجود ثورة شعبية ، يطالب أبناؤها بالحرية ، وأنكر أن يكون لهذا الشعب حق في الحرية ...
كانت مهمة الجيش الحر ، مقصورة على حماية المتظاهرين ، ثم فرضت عليهم الظروف أن يأخذوا بزمام المبادرة ، فيتصدوا للجيش الأسدي الخائن ، الذي بدأ يداهم المواطنين في بيوتهم ، ويقصف أحياءهم في المدن ، ويقصف قراهم في الريف . مما اضطر الجيش الحر أن يتصدى للدفاع عن المواطنين .. وبدأت تقع بينه وبين الجيش الأسدي بعض الاشتباكات ، وصار الجيش الحر بحاجة إلى الذخيرة والعتاد ، ولكن المجلس الوطني رفض في البداية تسليحه ، كما رفض المجتمع الدولي أن يسمح له بالحصول على السلاح ، فلجأ الجيش الحر إلى مهاجمة الحواجز والمراكز الأمنية للنظام ، ومهاجمة الشبيحة ، وصار يقطع الطريق على قوافل إمداد النظام ، وعرف كيف يغنم الأسلحة والذخيرة والعتاد ، وكيف يحصل عليها من الجيش الأسدي ، وعناصر الأمن والشبيحة ، وميليشيات مقتدى الصدر وميليشيات حسن نصر الشيطان.
ومرت الأيام ، وتنامى تأثير الجيش الحر ، وصار يرجع الفضل إليه في حماية المظاهرات الضخمة ، في حماة وحمص ودير الزور ، والتي باتت تخرج بمئات الآلاف .. كما استطاع أن يحد من المداهمات الأمنية ، ويقلص طغيان الشبيحة ، وصار يرجع الفضل إليه في تقوية الموقف السياسي للمجلس الوطني ، ثم صارت عناصره بمثابة أشباح تقض مضاجع النظام . وتنتشر في كافة المدن والقرى السورية ، وتشكل قوة يحسب لها ألف حساب من قبل النظام ...
وما عمليته الأخيرة إلا شاهد يؤكد للقاصي والداني أن هذا الجيش هو ذراع الثورة الضارب ، وجيشها المحارب .. ولن يكون ما بعد 18 / 7 / 2012 كما كانت عليه الحال قبل هذا التاريخ . فقد خط الجيش الحر لثورته المجيدة ، أو سطر من ملحمة الخلود .
ومهما تظاهر النظام بالتجلد ، أو أبدى من التماسك ، فإن هذه الضربة كانت موجعة ، وأنها تشكل اختراقاً أمنيا له دلالاته الكبرى ، وأقرب هذه الدلالات أن النظام الذي يعادي شعبه ، لا يستطيع أن يضمن لنفسه الأمن والبقاء ، وأن مصيره إلى زوال مهما طال الزمن أو قصر .