من وصايا الشهيد.. حمزة الخطيب
=====================
من ليلةِ سوريةَ الضنكى
من ضحكةٍ الطفلٍ التي اغتالتها
يد مجرمٍ غاشمٍ
فما عاد ضحكا
وأُودِع القبر
من صلب الجرح الذي
أنطًق الحجر
ونزفَ من دمي .. أنا السوريُ
من دمكا
من المسجد العمري في درعا
من حمص .. من دمشقَ
من دير الزور .. من حلب
من بانياس ... من الرقه
تفتقت ثورةٌ كالشمسِ
وحريةٌ تسافر من غير سفر
وأم ثكلى تلف بذراعيها
قمراً حقيقياً وجثمان قمر
تنادي حرية وكرامة
تنادي سوريةً كلها
وتقبل خديكا
......
يا حمزة ... يا أخي
يا ولدي
يا ثورة الحرية
يا غضب الدم في أعماق الوريد
يا بيدراً بدون سنابلْ
يا شاعراً محروق الأنامل
يا قدراً اختصر جميع ..
ما حمل الثوار من رسائل
يا كبيراً علا صوت كرامته
فأسمعت صرْخاته حتى الأيائل
.....
أيها الطفل في الثالثة عشره
أيها العصفور الذي حطم قيد السنين
أيها الفجر الذي ماله عيون
يا من عشقت أغنية الحريه
يامن واسيت عيوناً
على لحن الأرض عزفت
موسيقا الشهاده
في سبيل القضيه
يامن افتخرتْ فيك أرضٌ
كسرتَ أولى أقفال فجرها
أرضٌ تسمى سوريه
......
أيها الغيث الذي أنعمت به السماء
أيها الشجيرة التي حرّقتها يد البغاء
يامن لحرية كان يتطلع
وصار سرب حمام
على حدود الصباح مسجع
يامن حرموك عمر الندى
أنت باق فينا
صدى ثورة .... ورجع صدى
.......
يامن قتلتكَ يد السفاح
إنا لثائرون
فمابعد اليوم من سماحْ
لن نستكين .... لن ننسى الجراح
فشارب المر لا يكتفي بالنواح
وإن الدموع تستحيل في يد المظلوم سلاح
فانتظر يا أخي ..
انتظر غضب الرياح
فما بعد الليل إلا الصباح
.....
يا حمزة يا أخي
مثلما كتبتَ في صفحةِ سوريتنا
ما كتبَ الشعراء
وما ضحّتْ من قبلُ كما ضحيتَ الخنساءْ
فتهللي يازغاريد النصر واسكتي يا صرخات العزاء
فنار ثورتنا لن تخمد
وهممنا بعد اليوم لن تقعد
ومع يد الثوار يد السماء
....
بوركت يا أخي
يا جسداً طاهراً كالأنبياء
يا قصيدة تنبع منها بحار الحرية الحمراء
يا ضحكة شمس على شفاه الصغار
يا صرخة تزرع فينا الليمون والأقمار
يا ملاكاً في السماء
فتح بكلتا يديه
بوابة النهار
........
لا تبكي يا أمي
يا أم الشهيد
فابنك الفقيد
ليس الثائر الوحيد
لحم ابنك فوق عظمي
والجنة بيتنا ... بشّر بها معلمي
ولا تسمعي نداء اليأس
فاليوم غير الأمس
فالحرية تدق كل باب
وتزئر فوق الهضاب
.... أماه
ابنك .. شهيد ثورتنا
شهيد ثورة العرب
شهيد عزتنا
فلا تبكي عليه أماه
وامسحي عن وجهك الأحزان
وهبيه للإنجيل ... للقرآن
وانتظري منا
كرامة
وحرية
حتى نكسر القيودْ
وننزع عن عرش بلادنا
كلاب اليهود
......
يا بعث يا مجرم
أنا لم أمت
إن تكن سلبت روح ثائر
ففي سورية اثنا وعشرين مليون ثائر
إن تكن قد مثلت بجثتي
فغداً ترى فيك انتقام الله القاهر
......
يا بشار ... يا جبان
ألم ترى .... ألم تسمع
شبيحتك البواسل
وهي تدعس بأقدامها
صوت السنابل
وتضع على أفواهنا السلاسل
أم أنك أطرش أعمى
يابشار .. لا تنسى
بأنك ... بأن ليلك زائل
مهما طال الدهر زائل
فكل من قتلتَ
بروحه يقاتل
........
يا غبي ... يا أحمق
أنا سوري ... من درعا
من دوما .... من بانياس
ولست يهودياً من تل أبيب
أنا في سوريا ولست في اسرائيل
وجيشك يدوس الأرض فوق جثث شعبك
وليس يفتح الجولان
يا جائر .... يا حقود
ألم تراعي فينا ذمة
ألم تؤثر بك جراح الصرعى
أم أنك في قتال شعبك أسد
وخروف في قتال اليهود
........
اضرب يا بشار
فرصاصك ليس يخيفني
وعذابك ليس يثنيني
إني ماض في ثورتي عليك
فما عدت بعد اليوم أخاف بطش يديك
لن تستطيع إيقافي
إني نويت العقاب
فلا يفرق ريح الخريف تجمع السحاب
ولا ترحم الشمس جيوش الضباب
........
يا حماة الديار
لا تعينوا الظالم علينا
كلما دعى أصنامه قلتم آمينا
لا تدافعوا عنه
فقد غلب في طغيانه فرعونا
لا تطيعوا من حوله
فكلهم أضحوا شياطينا
يا حماة الديار
يا إخوتي وآبائي
أما كفاكم الذل سنينا
أما اشتقتم حرية
تلبي أمانينا
لماذا تساعدونهم في قتلي
وأنا منكم
وأنتم مني
أتحرمون في نداهُ الياسمينا
يا جيش سورية الأبي
ألا ترون
غرسوا في صدري سكينا
... قد كنتم والله حماة الحمى
حتى اتبعتم طرحاً هجينا
طرحاً صادر الإحساس منا
زرع الحزن في مآقينا
هدف كاذب نادى به
حزب خائن حمى أعادينا
يا حماة الديار
إنا نناديكم ... من السماء
من الأرض ... من تحت الأرض
أفلا تسمعونا
إنا نُسلب حريتنا جهراً
ونسجن ونعذب ونقتل
ونهان ... فساعدونا
شهران ونحن نثور لكم وعنكم
ألم تكتشفوا حتى اليوم اليقينا
ألف ويزيد قتلت العصابة منا
وألف بل يزيد قتلت العصابة منكم
فلماذا لا تصرخون
كن يا جيش كعهدنا بك
حراً أبياً لن يستكينا
لا تخذلونا بالله عليكم لا تخذلونا
أبتِ الحرية بغيركم أن تكونا
.......
يا شعبي الثائر
من حوران حتى حلب
من القامشلي حتى اللاذقية
لا تتوقفوا
ولا تخذلوا الذين ضحوا بدمائهم
كي تعيشوا
وأخرجوا من بينكم كل دجال
واثأروا لنا من الشبيحة الأرذال
واطردوا عنكم الخفافيش الأنذال
ونظفوا سوريتنا
من أنصاف الرجال
يا شعبي الثائر
اصمدوا ... ولا تتراجعوا
فغداً يولي الظلام
واصرخوا بأعلى الصوت
الشعب يريد إسقاط النظام
وأخبروا كل من يعيث في بلدي خرابا
بأن سوريتنا بيت حرام
حماة الديار فاسمعوني
لكم مني
السلام
وكونوا عصيين على الذل
نفوساً أبيةً لا تضام
وكونوا مع الشعب الضعيف
لقهر عدو رهيب
واصمد يا شعب
فغداً نعيد
النهار السليب
وإن غداً لناظره قريب
.................
أحمد قباني
=====================
من ليلةِ سوريةَ الضنكى
من ضحكةٍ الطفلٍ التي اغتالتها
يد مجرمٍ غاشمٍ
فما عاد ضحكا
وأُودِع القبر
من صلب الجرح الذي
أنطًق الحجر
ونزفَ من دمي .. أنا السوريُ
من دمكا
من المسجد العمري في درعا
من حمص .. من دمشقَ
من دير الزور .. من حلب
من بانياس ... من الرقه
تفتقت ثورةٌ كالشمسِ
وحريةٌ تسافر من غير سفر
وأم ثكلى تلف بذراعيها
قمراً حقيقياً وجثمان قمر
تنادي حرية وكرامة
تنادي سوريةً كلها
وتقبل خديكا
......
يا حمزة ... يا أخي
يا ولدي
يا ثورة الحرية
يا غضب الدم في أعماق الوريد
يا بيدراً بدون سنابلْ
يا شاعراً محروق الأنامل
يا قدراً اختصر جميع ..
ما حمل الثوار من رسائل
يا كبيراً علا صوت كرامته
فأسمعت صرْخاته حتى الأيائل
.....
أيها الطفل في الثالثة عشره
أيها العصفور الذي حطم قيد السنين
أيها الفجر الذي ماله عيون
يا من عشقت أغنية الحريه
يامن واسيت عيوناً
على لحن الأرض عزفت
موسيقا الشهاده
في سبيل القضيه
يامن افتخرتْ فيك أرضٌ
كسرتَ أولى أقفال فجرها
أرضٌ تسمى سوريه
......
أيها الغيث الذي أنعمت به السماء
أيها الشجيرة التي حرّقتها يد البغاء
يامن لحرية كان يتطلع
وصار سرب حمام
على حدود الصباح مسجع
يامن حرموك عمر الندى
أنت باق فينا
صدى ثورة .... ورجع صدى
.......
يامن قتلتكَ يد السفاح
إنا لثائرون
فمابعد اليوم من سماحْ
لن نستكين .... لن ننسى الجراح
فشارب المر لا يكتفي بالنواح
وإن الدموع تستحيل في يد المظلوم سلاح
فانتظر يا أخي ..
انتظر غضب الرياح
فما بعد الليل إلا الصباح
.....
يا حمزة يا أخي
مثلما كتبتَ في صفحةِ سوريتنا
ما كتبَ الشعراء
وما ضحّتْ من قبلُ كما ضحيتَ الخنساءْ
فتهللي يازغاريد النصر واسكتي يا صرخات العزاء
فنار ثورتنا لن تخمد
وهممنا بعد اليوم لن تقعد
ومع يد الثوار يد السماء
....
بوركت يا أخي
يا جسداً طاهراً كالأنبياء
يا قصيدة تنبع منها بحار الحرية الحمراء
يا ضحكة شمس على شفاه الصغار
يا صرخة تزرع فينا الليمون والأقمار
يا ملاكاً في السماء
فتح بكلتا يديه
بوابة النهار
........
لا تبكي يا أمي
يا أم الشهيد
فابنك الفقيد
ليس الثائر الوحيد
لحم ابنك فوق عظمي
والجنة بيتنا ... بشّر بها معلمي
ولا تسمعي نداء اليأس
فاليوم غير الأمس
فالحرية تدق كل باب
وتزئر فوق الهضاب
.... أماه
ابنك .. شهيد ثورتنا
شهيد ثورة العرب
شهيد عزتنا
فلا تبكي عليه أماه
وامسحي عن وجهك الأحزان
وهبيه للإنجيل ... للقرآن
وانتظري منا
كرامة
وحرية
حتى نكسر القيودْ
وننزع عن عرش بلادنا
كلاب اليهود
......
يا بعث يا مجرم
أنا لم أمت
إن تكن سلبت روح ثائر
ففي سورية اثنا وعشرين مليون ثائر
إن تكن قد مثلت بجثتي
فغداً ترى فيك انتقام الله القاهر
......
يا بشار ... يا جبان
ألم ترى .... ألم تسمع
شبيحتك البواسل
وهي تدعس بأقدامها
صوت السنابل
وتضع على أفواهنا السلاسل
أم أنك أطرش أعمى
يابشار .. لا تنسى
بأنك ... بأن ليلك زائل
مهما طال الدهر زائل
فكل من قتلتَ
بروحه يقاتل
........
يا غبي ... يا أحمق
أنا سوري ... من درعا
من دوما .... من بانياس
ولست يهودياً من تل أبيب
أنا في سوريا ولست في اسرائيل
وجيشك يدوس الأرض فوق جثث شعبك
وليس يفتح الجولان
يا جائر .... يا حقود
ألم تراعي فينا ذمة
ألم تؤثر بك جراح الصرعى
أم أنك في قتال شعبك أسد
وخروف في قتال اليهود
........
اضرب يا بشار
فرصاصك ليس يخيفني
وعذابك ليس يثنيني
إني ماض في ثورتي عليك
فما عدت بعد اليوم أخاف بطش يديك
لن تستطيع إيقافي
إني نويت العقاب
فلا يفرق ريح الخريف تجمع السحاب
ولا ترحم الشمس جيوش الضباب
........
يا حماة الديار
لا تعينوا الظالم علينا
كلما دعى أصنامه قلتم آمينا
لا تدافعوا عنه
فقد غلب في طغيانه فرعونا
لا تطيعوا من حوله
فكلهم أضحوا شياطينا
يا حماة الديار
يا إخوتي وآبائي
أما كفاكم الذل سنينا
أما اشتقتم حرية
تلبي أمانينا
لماذا تساعدونهم في قتلي
وأنا منكم
وأنتم مني
أتحرمون في نداهُ الياسمينا
يا جيش سورية الأبي
ألا ترون
غرسوا في صدري سكينا
... قد كنتم والله حماة الحمى
حتى اتبعتم طرحاً هجينا
طرحاً صادر الإحساس منا
زرع الحزن في مآقينا
هدف كاذب نادى به
حزب خائن حمى أعادينا
يا حماة الديار
إنا نناديكم ... من السماء
من الأرض ... من تحت الأرض
أفلا تسمعونا
إنا نُسلب حريتنا جهراً
ونسجن ونعذب ونقتل
ونهان ... فساعدونا
شهران ونحن نثور لكم وعنكم
ألم تكتشفوا حتى اليوم اليقينا
ألف ويزيد قتلت العصابة منا
وألف بل يزيد قتلت العصابة منكم
فلماذا لا تصرخون
كن يا جيش كعهدنا بك
حراً أبياً لن يستكينا
لا تخذلونا بالله عليكم لا تخذلونا
أبتِ الحرية بغيركم أن تكونا
.......
يا شعبي الثائر
من حوران حتى حلب
من القامشلي حتى اللاذقية
لا تتوقفوا
ولا تخذلوا الذين ضحوا بدمائهم
كي تعيشوا
وأخرجوا من بينكم كل دجال
واثأروا لنا من الشبيحة الأرذال
واطردوا عنكم الخفافيش الأنذال
ونظفوا سوريتنا
من أنصاف الرجال
يا شعبي الثائر
اصمدوا ... ولا تتراجعوا
فغداً يولي الظلام
واصرخوا بأعلى الصوت
الشعب يريد إسقاط النظام
وأخبروا كل من يعيث في بلدي خرابا
بأن سوريتنا بيت حرام
حماة الديار فاسمعوني
لكم مني
السلام
وكونوا عصيين على الذل
نفوساً أبيةً لا تضام
وكونوا مع الشعب الضعيف
لقهر عدو رهيب
واصمد يا شعب
فغداً نعيد
النهار السليب
وإن غداً لناظره قريب
.................
أحمد قباني