حلمي الأسمر
تنثال عليك ذكريات وذكريات، وأنت ترى جسد الفتى الشهيد حمزة الخطيب، وقد دق بقصة استشهاده أبواب النصر، واستدعى حادثات الليالي، ورياح التاريخ القديم والجديد، فما تدري أيها أكثر دلالة، وكلها تحمل رموزا مؤثرة!
حمزة الخطيب، يستدعي ذكرى محمد الدرة، الطفل الذي قتله زبانية شارون، ولكن شارون لم يقتل أبناء شعبه، وإن حفرت حادثة استشهاد الدرة ضوءا في الضمير البشري لا يمكن أن يُطفأ!
حمزة الخطيب الآن، الطفل السوري الذي قتله شبيحة النظام، غدا صنو خالد سعيد، الذي قتله مخبرو مبارك، كما هو شأن البوعزيزي، الذي أطلق شرارة الثورة التونسية، بعد أن صفعته شرطية تونسية جاءها مطالبا بحقه، أصبحوا جميعا رموزا تاريخية، تلهم الملايين عربا وعجما، للثورة على الظلم، والانتصار على القتلة!
حمزة ابن الثلاثة عشر ربيعا، يحمل نفس اسم حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قتله وحشي، ومثل بجثته، ووحشي له مُعادل موضوعي في هذا الزمان اسما وفعلا.
قصة استشهاد حمزة قصة تروى للأجيال، الطفل حمزة من بلدة الجيزة، القريبة من درعا، اعتقل قرب صيدا في حوران يوم 29 نيسان الماضي أثناء محاولته إدخال الطعام إلى المحاصرين في مدينة درعا، اختفى منذ ذلك التاريخ، ولم يظهر إلا بعد شهر: جثة هامدة، ملأت صورها صفحات الإنترنت، والصحافة الدولية، حيث تبدو على جسده آثار التعذيب (الوحشي) والتمثيل بجثته، والأنكى من ذلك قطع عضوه التناسلي، وكأنها رسالة من الأمن السوري لكل رجال الشام!!
طبعا، لم تصدر رواية رسمية عن السلطات السورية حول هذه الجريمة البشعة، لكن تلفزيون «الدنيا» المقرب من الحكومة استضاف طبيبا شرعيا أكد أن جثة الطفل كانت سليمة عندما عاينها(!) ولم يذكر الطبيب كيف قتل حمزة، وقد استمعت لكل ما قاله هذا الطبيب، فكان مضحكا حد البكاء، ولم يفسر شيئا مما بدا على جسد الشهيد من طلقات نارية أو قطع عضوه الذكري، أو كسر عنقه، بل ادعى أن التغير والندوب على جسمه هو بفعل تفسخ الجثة، لأن الوفاة حصلت قبل شهر، ولم يقل لنا الطبيب الهمام، لم بقيت الجثة في حوزة السلطات كل هذه المدة، وأين كانت محفوظة كي تتفسخ على هذا النحو!!
وفاة حمزة، الطفل، ومحنة الشام برمتها، تستدعي أبياتا مؤثرة من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، في قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وفيها أبيات، كأنها تصف حال اليوم، وإن كان المقصود بالقتلة جنود فرنسا الاستعمارية، الذين يسمون طلاب الحق والحرية: عصابات سلفية خارجة عن القانون، شاقة لعصا الطاعة، يقول شوقي:
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ
أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا
قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا
أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذا ما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ
يقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا
وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ
إلى أن يقول:
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ
وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
رحم الله شوقي، والبوعزيزي وخالد سعيد، وعم رسول الله، وسميَّه حمزة، فقد لاحت بشائر الانتصار، وبإذن الله سيكون دم حمزة الصبي، لعنة على الوحوش، وأذنابهم وشبيحتهم، كما كان دم حمزة لعنة على كفار قريش!
تنثال عليك ذكريات وذكريات، وأنت ترى جسد الفتى الشهيد حمزة الخطيب، وقد دق بقصة استشهاده أبواب النصر، واستدعى حادثات الليالي، ورياح التاريخ القديم والجديد، فما تدري أيها أكثر دلالة، وكلها تحمل رموزا مؤثرة!
حمزة الخطيب، يستدعي ذكرى محمد الدرة، الطفل الذي قتله زبانية شارون، ولكن شارون لم يقتل أبناء شعبه، وإن حفرت حادثة استشهاد الدرة ضوءا في الضمير البشري لا يمكن أن يُطفأ!
حمزة الخطيب الآن، الطفل السوري الذي قتله شبيحة النظام، غدا صنو خالد سعيد، الذي قتله مخبرو مبارك، كما هو شأن البوعزيزي، الذي أطلق شرارة الثورة التونسية، بعد أن صفعته شرطية تونسية جاءها مطالبا بحقه، أصبحوا جميعا رموزا تاريخية، تلهم الملايين عربا وعجما، للثورة على الظلم، والانتصار على القتلة!
حمزة ابن الثلاثة عشر ربيعا، يحمل نفس اسم حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قتله وحشي، ومثل بجثته، ووحشي له مُعادل موضوعي في هذا الزمان اسما وفعلا.
قصة استشهاد حمزة قصة تروى للأجيال، الطفل حمزة من بلدة الجيزة، القريبة من درعا، اعتقل قرب صيدا في حوران يوم 29 نيسان الماضي أثناء محاولته إدخال الطعام إلى المحاصرين في مدينة درعا، اختفى منذ ذلك التاريخ، ولم يظهر إلا بعد شهر: جثة هامدة، ملأت صورها صفحات الإنترنت، والصحافة الدولية، حيث تبدو على جسده آثار التعذيب (الوحشي) والتمثيل بجثته، والأنكى من ذلك قطع عضوه التناسلي، وكأنها رسالة من الأمن السوري لكل رجال الشام!!
طبعا، لم تصدر رواية رسمية عن السلطات السورية حول هذه الجريمة البشعة، لكن تلفزيون «الدنيا» المقرب من الحكومة استضاف طبيبا شرعيا أكد أن جثة الطفل كانت سليمة عندما عاينها(!) ولم يذكر الطبيب كيف قتل حمزة، وقد استمعت لكل ما قاله هذا الطبيب، فكان مضحكا حد البكاء، ولم يفسر شيئا مما بدا على جسد الشهيد من طلقات نارية أو قطع عضوه الذكري، أو كسر عنقه، بل ادعى أن التغير والندوب على جسمه هو بفعل تفسخ الجثة، لأن الوفاة حصلت قبل شهر، ولم يقل لنا الطبيب الهمام، لم بقيت الجثة في حوزة السلطات كل هذه المدة، وأين كانت محفوظة كي تتفسخ على هذا النحو!!
وفاة حمزة، الطفل، ومحنة الشام برمتها، تستدعي أبياتا مؤثرة من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، في قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وفيها أبيات، كأنها تصف حال اليوم، وإن كان المقصود بالقتلة جنود فرنسا الاستعمارية، الذين يسمون طلاب الحق والحرية: عصابات سلفية خارجة عن القانون، شاقة لعصا الطاعة، يقول شوقي:
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ
أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا
قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا
أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذا ما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ
يقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا
وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ
إلى أن يقول:
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ
وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
رحم الله شوقي، والبوعزيزي وخالد سعيد، وعم رسول الله، وسميَّه حمزة، فقد لاحت بشائر الانتصار، وبإذن الله سيكون دم حمزة الصبي، لعنة على الوحوش، وأذنابهم وشبيحتهم، كما كان دم حمزة لعنة على كفار قريش!