التاريخ : 2012-07-08 - الوقت : 01:56 pm
مصدر مقرب من الكرملين الروسي: الرئيس الأسد قد فاته القطار
توقعت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عشية زيارة وفد من المجلس الوطني السوري
إلى موسكو، بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، أن تشهد الأزمة
السورية انعطافة مفاجئة فيما يتعلق بمستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد.
ويأمل
عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أن يشهد الموقف
الروسي تغيرا إيجابيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا، معتبرا أن السياسة
الروسية في مرحلة التحول، ولا سيما بعد ما صدر عن مؤتمر جنيف الذي خلص إلى
ضرورة تشكيل حكومة انتقالية.
وقال صبرا لصحيفة "الشرق الأوسط"
اللندنية: "من الصعب توقع ما ستكون عليه المواقف الروسية خلال زيارتنا
لموسكو في 11 من الشهر الحالي، لكننا سنقوم بمناقشة الوضع السوري، والتأكيد
لهم على أن النظام السوري أصبح من الماضي، وأنه لا بد لهم من الاعتراف
بذلك، وبدء التخطيط للمرحلة الانتقالية للوصول إلى دولة ديمقراطية تعددية
بعيدا عن القتل والموت".
ولفت صبرا إلى أن الوفد سيؤكد لموسكو أن
تأليف حكومة انتقالية لا يجب أن يكون بوجود الأسد ونظامه، مع ضرورة أن تجمع
أشخاصا من المعارضة والموالاة، ولا سيما من الجيش السوري وحزب البعث
اللذين لا نزال نؤكد أن فيهما أسماء وطنية كبيرة، ولهم نية وإرادة
للمشاركة، وهم ضد كل ما يقوم به النظام تجاه شعبه.
وتعليقا على ما
نقلته صحيفة "كوميرسانت" عن مصدر في الكرملين، قال صبرا: "هذا دليل إضافي
على أن السياسة الروسية في مرحلة التحول، وأن موسكو اكتشفت أن الأسد أصبح
من الماضي، وهو ليس جزءا من المشكلة، إنما هو المشكلة بحد ذاتها، ونأمل في
أن يكون قرار التحول هذا قريبا"، مضيفا أن "حجة عدم توحد المعارضة السورية
أصبحت غير موجودة كعائق أمام اتخاذ قرار حاسم تحت الفصل السابع، وما صدر عن
مؤتمر القاهرة حول رؤية المعارضة الموحدة خير دليل على هذا الواقع".
من
جهته، أكد سمير النشار، عضو المجلس الوطني السوري، أن المجلس لمس في
اجتماعي جنيف والقاهرة، من خلال لقاءات أعضائه مع بعض وزراء خارجية الدول
الغربية والعربية، تغيرا في الموقف الروسي، مشيرا إلى أن وفد المجلس الوطني
سيعمل على طمأنة الروس خلال زيارته موسكو، فيما يتعلق بضمان مصالحهم، إذا
وافقوا على إدراج خطة أنان تحت الفصل السابع، من دون أن يعني ذلك بالضرورة
تدخلا عسكريا، واعتبر النشار أنه في حال فرضت روسيا والصين عقوبات على
النظام السوري، فتأثيرها سيكون أقوى من العقوبات الأوروبية والأميركية،
نظرا إلى أنها داعم عسكري واقتصادي مهم له.
وكانت صحيفة "كوميرسانت"
الروسية قد توقعت أن تشهد الأزمة السورية انعطافة مفاجئة فيما يتعلق
بمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المسألة قد
تعكر صفو العلاقات بين الغرب وروسيا، مشيرة إلى أن الدول الغربية تحاول
إقناع موسكو بمنح الأسد حق اللجوء السياسي، بينما تنفي السلطات الروسية
ذلك، وترفض الحديث عنه. ويكشف الواقع أن موقفي الغرب وروسيا بالنسبة لمشكلة
الأسد ليسا متباينين تباينا جذريا.
وأفاد مصدر مقرب من الكرملين
لـ"كوميرسانت" بأن الرئيس الأسد قد فاته القطار، ولم تعد لديه فرص كبيرة
للبقاء في السلطة. ويؤكد المصدر ذاته أن موسكو ليست ضد المعارضة السورية،
ولكنها ترفض التدخل الخارجي المسلح في الشأن السوري، بينما استنتجت الصحيفة
أن الكرملين لا ينوي التمسك بالأسد بأي ثمن، ولكنه يؤكد أن السوريين
أنفسهم هم الذين يقررون موضوع رحيله. وهو الأمر الذي لم يستطع معارضو
النظام السوري الاتفاق عليه حتى الآن.