بسم الله الرحمن الرحيم
في الثورة /1/
د/ مراد وهبة قال في معرض حديثه عن الثورة المصرية وقبل سقوط مبارك ... انا كمناضل ضد الاستبداد متفائل جدا وكمفكر متشائم جدا.
عبارة صادمة من مفكر كبير وهي تعكس مدى عمق ماخربه الاستبداد فينا وتعكس صعوبة ومشقة اصلاح هذا الخراب .
انا شخصيا ام اعد معنيا بمناقشة سقوط الاسد كحاكم مستبد ولا كيفية سقوطه لانه سقط ولم يعد يتبقى سوى اعلان تاريخ الدفن وكل محاولات اعادته للحياة عن طريق مبادرات عنان ودول القرار الافعوانية ماهي الاهباء منثور وجهد خائب في الوقت الضائع . ان مايشغلني هو عودتنا للحياة بعد عهود طويلة من الظلم والفساد والجريمة والتخلف ..فنحن بصدد جملة من الامراض المستعصية والمزمنة وتتمتع بحلفاء اشداء يدعمون بقائها واستمرارها فهي تخدم مصالحهم وتحقق مكاسبهم وتجسد دورنا الذي رسموه لنا كأمة على الهامش ليس لها في الوجود من دور سوى كونها مصدر للمواد الخام والعقول الخام وسوق تصريف للسلع .
هناك من يعتقد ان سقوط حكم الاستبداد هو نهاية طريق الألام وبداية طريق السعادة المفروش بالورود وطبعا هذا الامر بعيد كل البعد عن الواقع ..فمن يدخل في التفاصيل البسيطة لحياتنا اليومية يمكنه ان يدرك عمق ازمتنا وهذه التفاصيل قادرة على احباط اعظم الثورات واهدار اكرم التضحيات ...تفاصيل صغيرة رتيبة موغلة فينا ملتصقة بطبعنا جزء من شخصيتنا تكرس نمط وثقافة حياة ..نحن القائلون / طعميني اليوم وموتني بكرى...قصر نظر وانعدام افق المستقبل.....انا وابني على ابن عمي ...تفكك وانحلال روابط وانعدام لروح الجماعة فنحن مجتمعون في وجه الاسد لانه عدو مشترك لكنه عندما يذهب سرعان مانعود لصفاتنا المتجذرة فينا ...السجن للرجال ..ثقافة تجاوز القانون أي القبول الضمني بالاعتداء على حقوق الاخرين ...امشي الحيط الحيط وقو ياربي السترة ..استكانة وخنوع ولا مبالاة تجعل من طريق الظالمين سالكا ...
هناك جملة هائلة الحجم من المفردات الصغير والتي تشكل الاطار الثقافي العام لمجموع المجتمع السوري تكرس بمجملها وتبين وتجيب على تساؤلات وهموم عظيمة لعل اهمها كيف وصلنا لهذا الدرك من الظلم والفساد والجريمة والتخلف ؟؟؟
الثورة تقتضي ادراك ماسلف والقدرة على تغييره واحلال محله علاقات وقيم جديدة ...الثورة تقتضي ثورة بداخل كل سوري.. تقتضي تغيير الذهنية ..فهل هذا امر سهل الوصول اليه ام انه عمل شاق ومرهق والفشل فيه خطير وكارثي .
ان مشاكلنا مع الاستبداد هي مشاكل تقليدية تعاني منها كل شعوب الارض القابعة تحت حكم الاستبداد او تحت اثار حكم الاستبداد وحلول تقليدية لمشاكل تقليدية هي حرث في الماء وذر للرماد في العيون لذلك لابد من حلول ابداعية للمشاكل التقليدية وبالتالي فأن نسخ حلول الاخرين الناجحة لن تعطي أي ثمرة ومصيرها محتوم الفشل اقول هذا وانا ارى الفشل العراقي بعد الخلاص من طغاته واستبدالهم بطغاة اخرين ..اقول هذا وانا ارى كيف اليمن السعيد يجتر ثورته وكيف تونس تمتص رحيق ثورتها بتحالف الاضداد اقول هذا وانا ارى ثورة مصر بدون مشروع وتحويلها لجملة صراعات سياسية تقليدية ستفرز حاكما تقليديا بحلول تقليدية حتما .
انا ارفض مصيرا مشابها لثورة شعبي لان ثمن هذه الثورة ادماني وارهقني ففي بلادي نحرت الاطفال ثمنا للحرية ....ياله من وجع تتصدع الجبال له ..اتمنى ان يدرك كل سوري الثمن الذي دفع من اجل هذه الحرية وان يعي سبل حمايتها........
في الثورة /1/
د/ مراد وهبة قال في معرض حديثه عن الثورة المصرية وقبل سقوط مبارك ... انا كمناضل ضد الاستبداد متفائل جدا وكمفكر متشائم جدا.
عبارة صادمة من مفكر كبير وهي تعكس مدى عمق ماخربه الاستبداد فينا وتعكس صعوبة ومشقة اصلاح هذا الخراب .
انا شخصيا ام اعد معنيا بمناقشة سقوط الاسد كحاكم مستبد ولا كيفية سقوطه لانه سقط ولم يعد يتبقى سوى اعلان تاريخ الدفن وكل محاولات اعادته للحياة عن طريق مبادرات عنان ودول القرار الافعوانية ماهي الاهباء منثور وجهد خائب في الوقت الضائع . ان مايشغلني هو عودتنا للحياة بعد عهود طويلة من الظلم والفساد والجريمة والتخلف ..فنحن بصدد جملة من الامراض المستعصية والمزمنة وتتمتع بحلفاء اشداء يدعمون بقائها واستمرارها فهي تخدم مصالحهم وتحقق مكاسبهم وتجسد دورنا الذي رسموه لنا كأمة على الهامش ليس لها في الوجود من دور سوى كونها مصدر للمواد الخام والعقول الخام وسوق تصريف للسلع .
هناك من يعتقد ان سقوط حكم الاستبداد هو نهاية طريق الألام وبداية طريق السعادة المفروش بالورود وطبعا هذا الامر بعيد كل البعد عن الواقع ..فمن يدخل في التفاصيل البسيطة لحياتنا اليومية يمكنه ان يدرك عمق ازمتنا وهذه التفاصيل قادرة على احباط اعظم الثورات واهدار اكرم التضحيات ...تفاصيل صغيرة رتيبة موغلة فينا ملتصقة بطبعنا جزء من شخصيتنا تكرس نمط وثقافة حياة ..نحن القائلون / طعميني اليوم وموتني بكرى...قصر نظر وانعدام افق المستقبل.....انا وابني على ابن عمي ...تفكك وانحلال روابط وانعدام لروح الجماعة فنحن مجتمعون في وجه الاسد لانه عدو مشترك لكنه عندما يذهب سرعان مانعود لصفاتنا المتجذرة فينا ...السجن للرجال ..ثقافة تجاوز القانون أي القبول الضمني بالاعتداء على حقوق الاخرين ...امشي الحيط الحيط وقو ياربي السترة ..استكانة وخنوع ولا مبالاة تجعل من طريق الظالمين سالكا ...
هناك جملة هائلة الحجم من المفردات الصغير والتي تشكل الاطار الثقافي العام لمجموع المجتمع السوري تكرس بمجملها وتبين وتجيب على تساؤلات وهموم عظيمة لعل اهمها كيف وصلنا لهذا الدرك من الظلم والفساد والجريمة والتخلف ؟؟؟
الثورة تقتضي ادراك ماسلف والقدرة على تغييره واحلال محله علاقات وقيم جديدة ...الثورة تقتضي ثورة بداخل كل سوري.. تقتضي تغيير الذهنية ..فهل هذا امر سهل الوصول اليه ام انه عمل شاق ومرهق والفشل فيه خطير وكارثي .
ان مشاكلنا مع الاستبداد هي مشاكل تقليدية تعاني منها كل شعوب الارض القابعة تحت حكم الاستبداد او تحت اثار حكم الاستبداد وحلول تقليدية لمشاكل تقليدية هي حرث في الماء وذر للرماد في العيون لذلك لابد من حلول ابداعية للمشاكل التقليدية وبالتالي فأن نسخ حلول الاخرين الناجحة لن تعطي أي ثمرة ومصيرها محتوم الفشل اقول هذا وانا ارى الفشل العراقي بعد الخلاص من طغاته واستبدالهم بطغاة اخرين ..اقول هذا وانا ارى كيف اليمن السعيد يجتر ثورته وكيف تونس تمتص رحيق ثورتها بتحالف الاضداد اقول هذا وانا ارى ثورة مصر بدون مشروع وتحويلها لجملة صراعات سياسية تقليدية ستفرز حاكما تقليديا بحلول تقليدية حتما .
انا ارفض مصيرا مشابها لثورة شعبي لان ثمن هذه الثورة ادماني وارهقني ففي بلادي نحرت الاطفال ثمنا للحرية ....ياله من وجع تتصدع الجبال له ..اتمنى ان يدرك كل سوري الثمن الذي دفع من اجل هذه الحرية وان يعي سبل حمايتها........