الوطن 19/6/2012
واشنطن تايمز - الأبعاد الحقيقية لموقف روسيا من سورية
بقلم – روان سكاربورو:
التحالف القائم بين سورية وروسيا منذ 50 سنة برز بشكل واضح في الآونة الأخيرة عندما تخلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن نبرتها الدبلوماسية الودية إزاء موسكو، وانتقدتها بعبارات قاسية لاستمرارها في تسليح نظام تقول مجموعات حقوق الإنسان الدولية إنه يقتل المتظاهرين والمدنيين الأبرياء.
غير أن روسيا ترى في سورية ساحة لها تؤثر من خلالها على أساسيات الشرق الأوسط والنواحي العسكرية وشؤون الطاقة، وعلى مفاوضات إسرائيل مع جيرانها العرب وطموحات إيران النووية.
وفي هذا الإطار، لموسكو قاعدة بحرية وحيدة على البحر الأبيض المتوسط في مدينة طرطوس السورية، وهي تجني أرباحاً كبيرة من خلال مبيعات سلاحها لدمشق بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات وطائرات هليكوبتر هجومية.
وروسيا عضو أيضاً في اللجنة الرباعية الخاصة بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط والتي تضم أيضاً الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
كما تؤيد موسكو سورية كوسيلة للتأثير على إيران التي يمكن أن تؤثر سياساتها في مجال الطاقة على أسعار الغاز الطبيعي الروسي واحتياطات النفط.
وبدورها، تستفيد إيران من سورية كقناة توصيل لتأمين المال والسلاح لحزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة مجموعة إرهابية في لبنان.
لذا، إذا سقط نظام الأسد وحلت محله حكومة مؤيدة للغرب، يمكن أن يؤدي هذا الى سقوط إيران أيضاً مما يجعل روسيا وحيدة بلا شريك حقيقي في سعيها لكي تصبح قوة عالمية في منطقة مهمة استراتيجياً.
غير أن روسيا ترى في سورية ساحة لها تؤثر من خلالها على أساسيات الشرق الأوسط والنواحي العسكرية وشؤون الطاقة، وعلى مفاوضات إسرائيل مع جيرانها العرب وطموحات إيران النووية.
وفي هذا الإطار، لموسكو قاعدة بحرية وحيدة على البحر الأبيض المتوسط في مدينة طرطوس السورية، وهي تجني أرباحاً كبيرة من خلال مبيعات سلاحها لدمشق بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات وطائرات هليكوبتر هجومية.
وروسيا عضو أيضاً في اللجنة الرباعية الخاصة بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط والتي تضم أيضاً الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
كما تؤيد موسكو سورية كوسيلة للتأثير على إيران التي يمكن أن تؤثر سياساتها في مجال الطاقة على أسعار الغاز الطبيعي الروسي واحتياطات النفط.
وبدورها، تستفيد إيران من سورية كقناة توصيل لتأمين المال والسلاح لحزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة مجموعة إرهابية في لبنان.
لذا، إذا سقط نظام الأسد وحلت محله حكومة مؤيدة للغرب، يمكن أن يؤدي هذا الى سقوط إيران أيضاً مما يجعل روسيا وحيدة بلا شريك حقيقي في سعيها لكي تصبح قوة عالمية في منطقة مهمة استراتيجياً.
تاريخ قديم
يقول روبرت سبرينبورغ أستاذ سياسات واقتصاد الشرق الأوسط في كلية مونتيري البحرية بكاليفورنيا: تعود العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا لعقد الستينيات من القرن الماضي، ولذا هي تعتبر من أطول العلاقات الثنائية في المنطقة. ويضيف سبرينبورغ قائلاً: والواقع أن أهمية هذه العلاقات لا تكمن فقط في أنها تؤمّن لروسيا قاعدة بحرية على البحر الأبيض المتوسط بالإضافة لنفوذ روسي في سورية يؤثر أيضاً على علاقاتها مع لبنان وإسرائيل بل والأهم من هذا هو أن تأييد سورية لإيران مسألة حيوية لروسيا أيضاً. فإيران قاعدة انطلاق وعبور أساسية لنفط وغاز الشرق الأوسط وآسيا الوسطى مما يعني أنها يمكن أن تؤثر على الهيمنة الروسية على أسواق الغاز في أوروبا إذا ما سارت من جديد في فلك الغرب.
ولهذا، عارضت روسيا والصين في مجلس الأمن قراراً يدين بقوة نظام الأسد ويحث بلدان العالم على وقف إمداده بالسلاح.
لكن على الرغم من هذا، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخراً ان النظام يستخدم طائرات هليكوبتر هجومية روسية من طراز «Mi-17» ضد المدنيين والمحتجين في سورية. غير أن التقارير لا تؤكد ما إذا كان هناك مستشارون عسكريون روس يساعدون الأسد في قمع الثوار، لكن لموسكو – كما هو معروف – سفارة ضخمة في دمشق مليئة بضباط استخبارات ينقلون معلومات سرية للنظام حول تحركات القوى المناهضة له. كما تزور السفن الحربية الروسية ميناء طرطوس على نحو دوري، ويعمل آلاف الروس في سورية كخبراء في صيانة الأسلحة السورية روسية الصنع.
وفي هذا الإطار، يقول جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة: للروس علاقة طويلة مع سورية ولديهم فيها منشآت عسكرية مهمة بالإضافة لعلاقة تسليحية قديمة لا يبيعون من خلالها طائرات الهليكوبتر فقط بل وكل أنواع الأنظمة الأخرى من السلاح. ولاشك أن لإيران مصلحة كبيرة في الإبقاء على الأسد، كما لروسيا مصلحة مماثلة أيضاً في دعم إيران، ولذا عندما تأخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار يتبيّن لك مدى ما تنطوي عليه هذه العلاقات من أهمية.
مضمون استراتيجي
الواقع أن معارضة روسيا لاتخاذ إجراءات قوية ضد نظام الأسد تنبع من رغبتها في البروز كقوة عالمية.
حول هذا يقول بولتون: لقد أحس الروس بالقلق، خاصة بعدما حصل في ليبيا، من رؤية الغرب وهو يطيح بأنظمة صديقة لروسيا واحداً بعد آخر. وهذا ما جعل علاقتهم الثنائية مع سورية تتخذ أهمية استراتيجية كبيرة. لكن إذا سقط نظام الأسد ومعه بنية حزب البعث، سيعمل الروس عندئذ للتعامل بشكل ودي مع الحكومة التي ستخلفه بالسلطة، وذلك حتى لا تخسر قاعدتها البحرية.
أما مايكل أوهاتلون محلل الشؤون العسكرية في معهد بروكينغز فيقول: من الواضح أن الرئيس فلاديمير بوتن يحب حلفاءه لاسيما أنه لا يمتلك كثيرين منهم. والواقع أنه يجب أن يكون دوماً شوكة في خاصرتنا وهو لايزال غاضباً بسبب التدخل الغربي الذي أسقط رجل ليبيا القوي العقيد معمر القذافي.تعريب نبيل زلف
الواقع أن معارضة روسيا لاتخاذ إجراءات قوية ضد نظام الأسد تنبع من رغبتها في البروز كقوة عالمية.
حول هذا يقول بولتون: لقد أحس الروس بالقلق، خاصة بعدما حصل في ليبيا، من رؤية الغرب وهو يطيح بأنظمة صديقة لروسيا واحداً بعد آخر. وهذا ما جعل علاقتهم الثنائية مع سورية تتخذ أهمية استراتيجية كبيرة. لكن إذا سقط نظام الأسد ومعه بنية حزب البعث، سيعمل الروس عندئذ للتعامل بشكل ودي مع الحكومة التي ستخلفه بالسلطة، وذلك حتى لا تخسر قاعدتها البحرية.
أما مايكل أوهاتلون محلل الشؤون العسكرية في معهد بروكينغز فيقول: من الواضح أن الرئيس فلاديمير بوتن يحب حلفاءه لاسيما أنه لا يمتلك كثيرين منهم. والواقع أنه يجب أن يكون دوماً شوكة في خاصرتنا وهو لايزال غاضباً بسبب التدخل الغربي الذي أسقط رجل ليبيا القوي العقيد معمر القذافي.تعريب نبيل زلف