الوطن 19/6/2012
تقرير لـ«كارنيغي» الأمريكي: نظام الأسد بدأ مسيرته الانحدارية نحو السقوط
صوفيا – الوطن: رأى تقرير صادر عن مركز «كارنيغي» الأمريكي ان نظام الأسد بدأ مسيرة انحدارية سحيقة نحو التدهور وربما السقوط حيث يخرج المزيد من البلدات والمناطق عن سيطرته، وتظهر القوات الحكومية دلائل الارتباك من خلال ارتكاب مجازر متكررة في وقت تتسلح فيه المعارضة وتنسق قواها في شكل مطرد.
واعتبر التقرير الذي كتبه مدير المركز في الشرق الأوسط بول سالم «ان خطة أنان التي منحت النظام فرصا عدة تقترب من نهايتها، وسط دعوات متزايدة في الغرب الى رفع مستوى التدخل في سورية».
ورصد التقرير تحولاً في ستراتيجية النظام باستخدامه المروحيات الحربية بعد أن تجنب ذلك في الماضي ما يعكس انه لم يعد قادراً السيطرة على الأرض في مناطق سورية عدة بعد وصول أسلحة مضادة للدبابات والمدرعات وأجهزة اتصال الى أيدي قوى المعارضة».
ونبه التقرير الى تحول جديد في نهج النظام يتمثل في «قيامه بعمليات (تنظيف) مذهبية في المناطق الشمالية الغربية من سورية تمهيداً لإقامة كانتون علوي».
وذكر التقرير معلومات تتحدث عن تسبب المذابح المتكررة لأجهزة النظام في الحولة والقبير في بروز امتعاض عميق لدى أوساط الرأي العام في الداخل امتدت الى صفوف رجال الأعمال والطبقات الوسطى التي بقيت على الحياد حتى الآن، بل وحتى الى داخل الطائفة العلوية نفسها التي اكتشفت اخفاق النظام في وعوده بحل عسكري سريع للأزمة وتحوله الى استثارة حرب اهلية في البلاد.
وافاد التقرير «ان فشل انان في حمل نظام الأسد على الامتثال الى مبادرته، تكمن الطلقة الاخيرة في ستراتيجيته في الانخراط مع كل من سورية وإيران في سيناريو (مجموعة اتصال سورية) بأمل إقناع حلفاء الأسد بحمله على قبول التفاوض والبحث عن حل سياسي»، مستدركاً الإشارة الى «أن الوقت بدأ ينفذ داخليا وخارجيا، اذ لم يعد واضحاً كم من الوقت يستطيع هذا النظام ان يصمد، فيما تتعالى الأصوات في الغرب مطالبة بأعلان موت مبادرة انان وعدم الاعتماد على بوتين لإنقاذ سورية من المجازر والحرب اهلية».
ووفقاً للتقرير فإن «الموقف الأمريكي من الأزمة السورية يتطور بسرعة وتتزايد الاحتمالات بأن تزيد ادارة اوباما بالتدريج مداخل دعمها المباشر وغير المباشر للمعارضة السورية»، مشيراً الى «أن مواقف الطرفين الأمريكي والروسي مازالت متباعدة وروسيا تواصل دعم الأسد سياسياً وعسكرياً وحتى مالياً».
ويستنتج التقرير «ان الأزمة السورية بدأت تشبه الأزمة البوسنية في أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما وقف العالم متفرجاً على جيش ميلوسيفتش وهو يرتكب المجازر والتطهير العرقي، وهي الأزمة التي لم تنته إلا بعد شن الحلف الأطلسي عمليات قصف جوي شديدة ومكثفة».