بسم الله الرحمن الرحيم
بعد اربعين عاما من الاستبداد والجريمة المنظمة جاءت ثورتنا ..فهل كانت هذه الثورة ردا عفويا على حكم العائلة وعلى جرائمها ام هي ثورة على ما نتج عن حكم هذه العائلة من فساد ومحسوبيات ورشوة وسرقة للمال العام وتغييب للقضاء وتقزيم للمواطن وغياب للحريات هل ثورتنا هي ثورة على نظام حكم لانه من لون طائفي واحد وهل ثورتنا ماكانت لتقوم لوكان الاسد من طائفة اخرى ..لماذا يحاول البعض تقزيم الثورة السورية ويحصرها بانها صراع طائفي بين غالبية سنية واقلية علوية ..هل للمستبدين والطغاة طائفة اودين
الاسد وعصابته حالة طارئة على تاريخ سوريا واسقاطه هو فاتحة عمل الثورة وهو اسهل اعمال الثورة رغم الالم والعذاب الناتج عن هذا العمل ورغم التضحيات التي نبذلها ...
الثورة هي ادراك لواقع قامت من اجل تغييره وتملك مفاتيح البديل وامكانية تحقيقه فان كانت لاتملك البديل ولا امكانية تحقيقه فهي انتفاضة وليست ثورة تابعوا مناقشات البي بي سي والتي تعتبر ثرمومتر السياسة الدولية وانظروا كيف يعملون جاهدين لترسيخ فكرة اللا ثورة في كل الدول العربية حتى نظل شعوبا على الهامش ..مصدرين للعقول..مستوردين للسلع
من هنا كنت حريصا في كل ما اكتب على النظر لما بعد سقوط الاسد فهنا الرهان وهنا مقياس نجاح الثورة فنحن كمجتمع نملك كل مقومات نجاح الثورة اذا اردنا ان نكون بصدد ثورة وليس كما يراد لنا ان نكون فالثورات العربية التي سبقتنا وسرقت جميعها اخذتها لحظة النصر بسقوط المستبد وبنت عليها فكان البناء مهزوزا ولايصلح للسكن ...يقال عنا اننا شعوب عاطفية وابناء اللحظة تأخذنا الحماسة مع اننا في الخارج كافراد ناجحون فما هو سبب نجاحنا في الخارج هل هو نبوغنا ام الاطر والقواعد التي تستثمر هذا النبوغ
ليس بالشعارات ولا بالاماني الطيبة نستطيع ان نقول اننا لن نضيع دماء شهدائنا التي سالت في سبيل ان نحيا بحرية وكرامة ..ما لم نملك خارطة طريق للوصول الى الحياة الحرة الكريمة فان هذه الدماء سوف تضيع على يد مستبد جديد بوجه جديد متخفي بيننا