الانتصار تحت راية الله اكبر
لقد وعد الله سبحانه و تعالى عباده المؤمنين بالنصر،
فقال: ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ( 47 ) سورة الروم
و قال: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ( 51 ) سورة غافر
و قال: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ( 7) سورة محمد
و قال: ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (40) سورة الحج
و قال: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ( 55 ) سورة النور
و عندما نتأمل هذه الايات الكريمة، فاننا نجد ان النصر فيها قد ارتبط بالايمان و طاعة الله سبحانه و تعالى و اعلاء كلمته، فعندما تتوفر هذه الشروط يأتي نصر الله سبحانه و تعالى و يكتسح الكفار و يبيدهم و يدمرهم و يفتح على المؤمنين.
و لكن ما يغفل عنه كثير من الناس من مؤمنين و كفار هو توقيت النصر، و كم من العذاب و البلاء و الخوف سيتعرض له المؤمنين قبل ان يفتح الله عليهم، و من هم المؤمنون الذين سيشهدون النصر باعينهم في الدنيا، و من هم المؤمنون الذين كتبت لهم الشهادة قبل الانتصار.
و يحصل كثيراً ان يقوم الكفار و المجرمين بالاستهزاء بالمؤمنين و السخرية منهم بانهم لم يأتيهم النصر، و ان الغلبة للكفار و المجرمين. و هذا ما رأيناه عندما يقوم الكفار المجرمين بقتل و تعذيب الاسرى و السخرية منهم و من دينهم قبل قتلهم.
و لكن ينبغي هنا ان نعرف حقيقتين:
اولاً: ان الايمان بالله سبحانه و تعالى يقتضي الصبر و الاستسلام لقضاء الله، فلا يشرط الانسان على الله توقيت محدد يجب ان يأتي فيه النصر، و الا ارتد و نكص على عقبيه.
فالانسان اتى الى هذه الدنيا بدون ارادته، و يعيش فيها في ظروف رغم ارادته، و سيغادرها رغم ارادته. و عندما يجاهد الانسان في سبيل الله فانه له شرط واحد محقق عند الله، الا وهو الجنة.
و ثانياً: ان الكفر و الاجرام، مهما طال الزمن او قصر فهما الى هزيمة و زوال.
فالكفر و الظلم و الاجرام هو مرض مثل مرض السرطان، يصيب الجسم و يتمدد فيه ببطء و قد لا يشعر به الانسان الا و قد قضى عليه. و اما ما يظهره الكفر و الظلم و الاجرام من تحدي و غرور و جبروت، فهو مثل غرور الغني الذي يوشك على الافلاس و هو لا يزال يعيش وهم الغنى و الثراء.
و الشيء الوحيد الذي يقصر او يطيل عمر الكفر و الاجرام هو مدى اخلاص المؤمنين و تفانيهم في نصرة دين الله و اعلاء كلمته. فالمنافقين و المنحرفين و مرضى القلوب ليس لهم ان يطالبوا الله سبحانه و تعالى بالنصر.
و هنا يجب ان نفهم ان سنة الله سبحانه و تعالى هي نصرة الدولة المؤمنة في الدنيا، و اما الافراد المؤمنون فان الله ينصر دينهم بعد استشهادهم.
فمثلاً لم ينصر الله المؤمنين و المؤمنات الذين ماتوا حرقاً في الاخدود في الدنيا و هم افراد قاموا ضد دولة كافرة ظالمة، و لكن الله سبحانه و تعالى نصر دينه على دولة اصحاب الاخدود الذين احرقوا المؤمنين و المؤمنات.
كما ان المؤمن المذكور في سورة يس (ياسين) الذي قتله قومه دهسا و ركلاً بالاقدام لم يرى النصر في الدنيا بعينيه، و لكن قد انتصر له بان انزل صيحة العذاب التي دمرت قومه المجرمين.
و لكن و بشكل اعجازي استثنائي ارى الله عجيب قدرته لاصحاب الكهف، الذين كانوا فتية امنوا بربهم في وسط قومهم الكافرين، حيث قد احيى الله الفتية المؤمنين ليروا زوال اثار قومهم الكافرين.
من هنا نعرف انه عندما يكون عدد المؤمنين الصادقين الصابرين قليل، فان الغالب هو ان الله سبحانه و تعالى ينصرهم في الدنيا بان ينصر دينه من بعد ان يكون قد اخذهم شهداء عنده.
بينما نصر الله سبحانه و تعالى الدولة الاسلامية بقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم و خلفاءه الراشدين من بعده انتصارات هائلة، اكرم الله كثير من المؤمنين برؤيتها باعينهم.
و هذا موضوع مهم جداً، و سأكتب فيه تالياً ان شاء الله
اترككم مع تلاوة عذبة من اعذب ما سمعت من تلاوات لسورة الانفال
عدل سابقا من قبل عبد الله التلي في الأربعاء يونيو 13, 2012 4:36 pm عدل 2 مرات