حتى أنتم يا حماس .. لم تبخلوا علينا بالخذلان ؟
بقلم : ابو ياسر السوري
بداية ، وإزالةً لكلِّ التباس ، أَعجَلُ إلى القول : بأنني لا أكنُّ لحماسٍ إلا الود والإخلاص .. وحماسُ التي أُجلُّها هي حماسُ الشيخ أحمد ياسين أستاذ المجاهدين ... ذلك الشيخ الذي - وهو مقعد على كرسيه - استطاع أن يُرهب إسرائيل ، التي ترهب العالم بأسره ، ويفرض احترامه على زعماء الأمة العربية قاطبة ، من المحيط إلى الخليج .. حماسُ التي أحترمها هي حماسُ أحمد ياسين التي لم تَستَجْدِ نُصرةَ زعيمٍ عربي ، لأن شيخَها كان على يقين بأن هؤلاء الزعماء لا يستطيعون نصرَهُ ، ولا أنفسَهُم يَنصُرون . حماسُ التي لم ترتم بأحضان إيران ، ولم تبرم عقد شراكة مع حزب اللات ، والشيخ أحمد ياسين لم يخدع بهذا الحزب ، ولم يصدق ادعاءاته في الممانعة والمقاومة ...فما الذي غيَّر خلفاء الشيخ المجاهد ، ابتداء من خالد مشعل ، إلى إسماعيل هنية ، إلى محمود الزهار .!؟؟ لماذا هذا الارتماء في أحضان الشيعة ، بدءاً من إيران ، ومرورا ببشار الأسد ، وانتهاء بحزب اللات .؟؟ بقلم : ابو ياسر السوري
يا إخوتنا من قادة حماس :
إنَّ أحمدي نجاد ، وبشار الأسد ، وحسن نصر الشيطان ، إن هؤلاء منافقون فلا تأمنوهم . إنهم أكذابون فلا تصدقوهم ، إنهم يتاجرون بقضيتكم فلا تُخدَعُوا بهم . فهم يتخذونها مطية لأغراضهم الدنيئة . إنهم يحاولون نشر التشيع بالتبني الكاذب لقضيتكم العادلة ، فلا تُمكِّنُوهم من تمرير مخططاتهم المعادية للإسلام وأهله ... حذار أن تبيعوا قضيتكم لإخوان الشياطين .
يا قادة حماس : راجعوا حساباتكم جيدا ، وأرضوا الله في إخوانكم السوريين ، ولا تُرضُوا عصابة النظام وحلفاءها فينا . فإن الله تعالى يقول : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .
يا خالد مشعل : لو كان الشيخ أحمد ياسين حياً ، فهل يرضيه رحمه الله أن تكيل ذلك الثناء العاطر على نظام الأسد العميل فتقول ( إنَّ حماس لم تلقَ رعايةً أحسنَ من الرعاية التي حظيت بها ، في ظل النظام السوري في عهدي حافظ الأسد وبشار الأسد .!؟؟ ) . فأنت في نظرنا خَلَفٌ لشيخ المناضلين المرحوم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ، وأنت عندنا أكبر من أن تتزلَّف لآل الأسد المجرمين بمثل هذه الكلمات ، التي كنتَ فيها كأنَّك تَشتمُنا ، فمادحُ عدوِّك شاتمٌ لك ..
يا خالد مشعل : سبق لي أن خاطبتك في 23 / 9 / 2011 بكلمات ، أعيدها اليوم بحروفها ، لأقول لك يا قائد العصابة المؤمنة :
" لا فضلَ لنظام الأسد على حماس ، وإنما لحماسٍ الفضلُ عليه . فالأسد الصغير وأبوه ما زالا يتاجران بالقضية الفلسطينية منذ أربعين سنة ، وهما أكذب المزاودين بها على الإطلاق . ولو كنتُ في مكانك لتَحَوَّلتُ إلى عاصمةٍ أخرى ، ولم أرضَ بجوارِ آل الأسد . فمَنْ خَرَجَ أو أُخرِجَ منْ وطنه ورفَضَ مُجاورةَ اليهود ، لا أرى له أن يتحوَّلَ إلى بلدٍ يَحكُمُهُ نظامٌ أسوأُ من اليهود ؟ قال الشاعر :
إلَيْكَ فإنّي لَسْتُ ممّنْ إذا اتّقَى : عِضاضَ الأفاعي نامَ فوقَ العقارِبِ
وأما أنت يا أخ إسماعيل هنية : فنحن لا نلوم المجلس العسكري على السماح بمرور البارجات الإيرانية من قناة السويس ، للمشاركة في قتل السوريين ، فهذا المجلسُ خلفٌ لنظام مبارك البائد ، وطبيعي أن يكون عدواً لكل مطالب بالحرية والكرامة .. وإنما نلومُكَ أنت ، أنت الذي تعلو المنابر ، وتتكلم بكلام الصدّيقين … نلومك أنت على عناقك لشيوخِ المجوس الصفويين ، في الوقت الذي كان فيه السوريون يُذبَحُون بسكاكين الباسيج الإيراني ، متحدياً بهذا العناق 22 مليون سوري ، ينظر إلى خامئني على أنه أعدى أعدائهم في هذه اللحظة الراهنة … ألم تعلم يا أخي أن الأسد مشارفٌ على الرحيل ، وبرحيله سترحلُ إيران ؟ فمَن هو الأولى بالولاء ؟ الشعبُ السوريُّ ، الذي تَرَبَّى على تَبنِّي القضيةِ الفلسطينية ، ونشأ وترعرعَ واكتهلَ وشابَ عليها ، أم هذا النظامُ المجوسي ، الذي يشارك في قتل إخوانك السوريين .؟؟
وهل كان يرضيك يا عزيزي أن نعاملك بالمثل ، فيذهبَ مسؤولٌ كبيرٌ منّا أيام مجزرة غزة مثلاً ، فيزور شارون ، ويعانقَهُ كما عانقتَ أنت خامئني ، الذي أفتى بقتلنا ، وإبادتنا ، وانتهاك أعراضنا .!؟؟
وأما الأخ المناضل محمود زهار فنقول له : هل كان يرضيك أن نعاملك بالمثل أيضاً ، فنمدحَ إسرائيل التي تَلَغُ في دماء الإخوة الفلسطينيين ، ونُثنِي عليها آنذاك ؟ كما فعلتَ أنت في مقابلتك في قناة العربية ، التي زعمتَ فيها أن إيران تساندكم لوجه الله .!؟ ولم تقصر في كيل المديح لها عن صاحبيك .؟
لا أجدُ ما أختم به مقالي ، أحسنَ من كلماتٍ صادقة لأخٍ فلسطيني ماجد ، لا أذكر أين قرأتها ، ولا أذكر اسم قائلها ، الذي خاطب فيها قادة حماس ، في هذا الظرف الأغبر ، فقال لهم :
( لم يبق أحدٌ ملتزماً بالوقوفِ على جَبَلِ الرُّماة ، وإنما نزلَ جميعُ القادةِ الإسلاميين ، للبَحْثِ عن الغنائمِ في بُطونِ الأودية ) .
فعلى الدنيا السلام