اللعب الآن على المكشوف . فما هو الحل لكسب المعركة(3)
دليل ذلك أنه لم يحدث في تاريخ هذه الدول قط ، أن اختلفت آراء وزراء داخليتها ، في أي اجتماع من اجتماعاتهم السنوية الدورية ، والتي يخرجون منها مجمعين على ضرورة تبادل المعلومات الأمنية ، وتبادل المجرمين والمطلوبين فيما بينهم ...
ودليل ذلك أيضا ، أن الجامعة العربية ، التي تمثل هذه الأنظمة ، وقفت مع بشار الأسد ضد الشعب السوري بكل قوة ، وقد كلفتها هذه الوقفة ، عار الوصم بالتخوين ، والرمي باللا أخلاقية ، لوقوفها مع الجلاد في مواجهة الضحية . فقد خدمته هذه الجامعة ، ممثلة بأمينها " نبيل العربي " خدمات كبرى ، حين قامت بإعطائه المهل المتتالية ، ليستمر في ممارسة قتل المواطنين السوريين وإبادتهم ... كما خدمته في إعلان أمينها العام مرارا وتكرارا ، بأن الجامعة العربية لا توافق على أي تدخل دولي تحت البند السابع ، مما جعل المجتمع الدولي ، يتردد في التدخل لحل القضية السورية ، على الطريقة الليبية ، متذرعا بأن ذلك التدخل قد كلف ليبيا أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى والمعوقين ، كما كلفها تخريب الممتلكات الخاصة والعامة ، وما أعقب حمل السلاح هناك من ويلات حتى الآن ، فما زال الاقتتال في ليبيا قائما لم يتوقف بعد ...
وهذا حق أريد به باطل . فالحل الليبيُّ ما كان مقررا له في الأصل أن يستمر أكثر من بضعة أيام ، بمقدار ما يحتاج الناتو لتدمير مقر العزيزية ، وكتائب أبناء القذافي الضاربة ، وتعطيل الرادارات والاتصالات ، والقبض على القذافي وأبنائه ومحاكمتهم ...
ولكن شيئا ما ، قد حصل في السر ، فجعل الناتو يتراخى في عملية الحسم ، ويتعمد التباطؤ فيها ، بل وصار كثير الأخطاء في قصفه الجوي ، فقد ضرب المدنيين أكثر من مرة ، ثم ادعى أنه كان مخطئا ... كما ضرب مواقع الثوار وتحشداتهم أكثر من مرة ، وزعم لهم أنه أخطأ في تحديد الهدف أيضاً ..حتى شكا من ذلك اللواء عبد الفتاح يونس ، وطلب من الناتو أن لا يرمي بدون توجيهٍ من قيادته هو شخصيا ، بوصفه القائد العسكري لثوار ليبيا ... فاغتيل اللواء عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة ، لم يكشف عنها التحقيق حتى الآن ... وبقي الناتو يخطئ متى شاء ، ويصيب كما شاء .
وهنالك من يزعم أن أخطاء الناتو وأداءه المتباطئ إنما كان مقصودا ، لغاية في نفس الجامعة العربية ، فهي التي طلبت منه ذلك ، لتكون الخسائر الليبية ضخمة في الأموال والأرواح ، لئلا يلجأ أيٌّ من ثورات الربيع العربي ، إلى طلب الحماية من الناتو بعد ليبيا . لأن الأنظمة العربية التي تمثلها الجامعة ، لا تريد للثورات أن تنتصر ، ولا لهذه الشعوب أن تتحرر من نير الاستعباد لها ..
إن إصرار الجامعة العربية ، في الشأن السوري ، على عدم التدخل الدولي عسكريا ، تحت البند السابع في مجلس الأمن ، قد كلف سوريا ثلاثة أضعاف ما خسر الليبيون من هذا التدخل . الذي تعمد الناتو فيه أن يسيء التصرف ، ولو أراده تدخلا سريعا ، لأنهى المهمة في ساعات ، أو في بضعة أيام ، وأراح واستراح .
قال العربي في بعض المؤتمرات الصحفية ( إن المجتمع الدولي لا يستجيب لطلب الجامعة بالتدخل العسكري .. وإن الشأن السوري مختلف عن الشأن الليبي ..)
ونحن نرى أنهما سيان .. وإنَّ ضرب الحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة وضرب الرادارات وبطاريات الصواريخ ، وقصور الرئاسة في المهاجرين وبرج إسلام ، لا تستغرق أكثر من ساعات .. يتلوها حظر طيران ، وانشقاقات ضخمة في الجيش .. وتنتهي العملية .. ولكن الجامعة لا تريد إسقاط الأسد .. لئلا تكرَّ المسبحة ، وينفرطَ العقد .. ويقعَ المحظور بالنسبة للأنظمة التي تمثلها هذه الجامعة المتخاذلة ...
تلك هي الحكاية على المكشوف .. فلا ينبغي أن نبني أحلامنا بعد اليوم على الأوهام .. فلا المجتمع الدولي ، ولا الجامعة العربية ، ولا أي من الأنظمة سيقف معنا ..
وأنتم يا معاشر الثوار ، قد اكتشفتم ذلك من قبل تصريحي به في هذا المقال ، فقلتم في هتافكم المختصر المعبر المفيد :
( سلسلة مقالات سياسية تنويرية قصيرة )
بقلم : أبو ياسر السوري
4 – هذه الأربع من ثورات الربيع العربي ، أسفرت عن حقيقة كانت غائمة لدى عامة الشعوب العربية ... فقد اتضح أن ولاء الأنظمة العربية فيما بينها ، ضد شعوبها ، ولاء لا يخالطه وهن ، ولا يعتريه فتور . وهنا لا أستثني أي دولة عربية .. بقلم : أبو ياسر السوري
دليل ذلك أنه لم يحدث في تاريخ هذه الدول قط ، أن اختلفت آراء وزراء داخليتها ، في أي اجتماع من اجتماعاتهم السنوية الدورية ، والتي يخرجون منها مجمعين على ضرورة تبادل المعلومات الأمنية ، وتبادل المجرمين والمطلوبين فيما بينهم ...
ودليل ذلك أيضا ، أن الجامعة العربية ، التي تمثل هذه الأنظمة ، وقفت مع بشار الأسد ضد الشعب السوري بكل قوة ، وقد كلفتها هذه الوقفة ، عار الوصم بالتخوين ، والرمي باللا أخلاقية ، لوقوفها مع الجلاد في مواجهة الضحية . فقد خدمته هذه الجامعة ، ممثلة بأمينها " نبيل العربي " خدمات كبرى ، حين قامت بإعطائه المهل المتتالية ، ليستمر في ممارسة قتل المواطنين السوريين وإبادتهم ... كما خدمته في إعلان أمينها العام مرارا وتكرارا ، بأن الجامعة العربية لا توافق على أي تدخل دولي تحت البند السابع ، مما جعل المجتمع الدولي ، يتردد في التدخل لحل القضية السورية ، على الطريقة الليبية ، متذرعا بأن ذلك التدخل قد كلف ليبيا أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى والمعوقين ، كما كلفها تخريب الممتلكات الخاصة والعامة ، وما أعقب حمل السلاح هناك من ويلات حتى الآن ، فما زال الاقتتال في ليبيا قائما لم يتوقف بعد ...
وهذا حق أريد به باطل . فالحل الليبيُّ ما كان مقررا له في الأصل أن يستمر أكثر من بضعة أيام ، بمقدار ما يحتاج الناتو لتدمير مقر العزيزية ، وكتائب أبناء القذافي الضاربة ، وتعطيل الرادارات والاتصالات ، والقبض على القذافي وأبنائه ومحاكمتهم ...
ولكن شيئا ما ، قد حصل في السر ، فجعل الناتو يتراخى في عملية الحسم ، ويتعمد التباطؤ فيها ، بل وصار كثير الأخطاء في قصفه الجوي ، فقد ضرب المدنيين أكثر من مرة ، ثم ادعى أنه كان مخطئا ... كما ضرب مواقع الثوار وتحشداتهم أكثر من مرة ، وزعم لهم أنه أخطأ في تحديد الهدف أيضاً ..حتى شكا من ذلك اللواء عبد الفتاح يونس ، وطلب من الناتو أن لا يرمي بدون توجيهٍ من قيادته هو شخصيا ، بوصفه القائد العسكري لثوار ليبيا ... فاغتيل اللواء عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة ، لم يكشف عنها التحقيق حتى الآن ... وبقي الناتو يخطئ متى شاء ، ويصيب كما شاء .
وهنالك من يزعم أن أخطاء الناتو وأداءه المتباطئ إنما كان مقصودا ، لغاية في نفس الجامعة العربية ، فهي التي طلبت منه ذلك ، لتكون الخسائر الليبية ضخمة في الأموال والأرواح ، لئلا يلجأ أيٌّ من ثورات الربيع العربي ، إلى طلب الحماية من الناتو بعد ليبيا . لأن الأنظمة العربية التي تمثلها الجامعة ، لا تريد للثورات أن تنتصر ، ولا لهذه الشعوب أن تتحرر من نير الاستعباد لها ..
إن إصرار الجامعة العربية ، في الشأن السوري ، على عدم التدخل الدولي عسكريا ، تحت البند السابع في مجلس الأمن ، قد كلف سوريا ثلاثة أضعاف ما خسر الليبيون من هذا التدخل . الذي تعمد الناتو فيه أن يسيء التصرف ، ولو أراده تدخلا سريعا ، لأنهى المهمة في ساعات ، أو في بضعة أيام ، وأراح واستراح .
قال العربي في بعض المؤتمرات الصحفية ( إن المجتمع الدولي لا يستجيب لطلب الجامعة بالتدخل العسكري .. وإن الشأن السوري مختلف عن الشأن الليبي ..)
ونحن نرى أنهما سيان .. وإنَّ ضرب الحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة وضرب الرادارات وبطاريات الصواريخ ، وقصور الرئاسة في المهاجرين وبرج إسلام ، لا تستغرق أكثر من ساعات .. يتلوها حظر طيران ، وانشقاقات ضخمة في الجيش .. وتنتهي العملية .. ولكن الجامعة لا تريد إسقاط الأسد .. لئلا تكرَّ المسبحة ، وينفرطَ العقد .. ويقعَ المحظور بالنسبة للأنظمة التي تمثلها هذه الجامعة المتخاذلة ...
تلك هي الحكاية على المكشوف .. فلا ينبغي أن نبني أحلامنا بعد اليوم على الأوهام .. فلا المجتمع الدولي ، ولا الجامعة العربية ، ولا أي من الأنظمة سيقف معنا ..
وأنتم يا معاشر الثوار ، قد اكتشفتم ذلك من قبل تصريحي به في هذا المقال ، فقلتم في هتافكم المختصر المعبر المفيد :
( يا الله . ما لنا غيرك . يا الله ) .