اللعب الآن على المكشوف . فما هو الحل لكسب المعركة (1) :
2 – من أين جاء هذا الربيع العربي ، الذي سمح للشعوب أن تتنسم الحرية ، وتعيش في أجوائها ليل نهار ، وتنادي بإسقاط من استعبدها وأذلها وخانها وسرقها وتآمر مع العدو عليها وعلى مقدراتها وسائر استحقاقاتها .؟؟ من أين جاء هذا الربيع العربي الذي أخاف الحكام لأول مرة من شعوبهم ؟ وأجبرهم على التصريحات التي تمتص غضبها ، وتطلب رضاها .؟ سبحان الله ، لقد صدق المتنبي حين قال :
بذا قَضَتِ الأيامُ ما بينَ أهلها : مصائبُ قومٍ عند قومِ فَوَائدُ
كان كل واحد من رؤساء هذه الدول الأربع يُمهِّدُ ليكون ولده وريثا للحكم من بعده .. فحسني مبارك كان يُعِدُّ ولده ( جمال مبارك ) والقذافي كان يُعِدُّ ولده ( سيف الإسلام ) وعلي عبد الله صالح كان يُهيّئُ ولده أحمد لخلافته على رئاسة اليمن . وزين العابدين بن علي لم يكن له ولد ذكر ، فكان يفكر - على ما قيل - في توريث بنته أو زوجته ، ولكن القدر عاجله قبل التمهيد لذلك ، واضطر إلى الهرب بجلده . وضاعت الأحلام ، في ضجيج ذلك الهتاف العارم ، الذي أقض مضاجع الحكام : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ... يتبع
( سلسلة مقالات سياسية تنويرية قصيرة )
بقلم : ابو ياسر السوري
1 – لما بدأت ثورات الربيع العربي ، وتفجرت براكينها هنا وهناك ، فكانت شرارتها الأولى من تونس الخضراء ، ثم انتقلت بسرعة إلى أرض الكنانة مصر ، ثم لم يلبث هذا الربيع العربي أن يمم باتجاه اليمن السعيد .. فالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ... ونحن في سوريا نتابع هذه الحركات المطالبة بالتغيير ، بقلوب متلهفة ، وأعين زائغة ، وأفواه مغلقة ، لم تتعود على البوح بشيء منذ أربعة عقود .. كنا مُسَمَّرينَ أمام شاشات التلفاز ، الساعات بل الأيام والليالي ، وكأنما نشاهد من خلالها بعض الخوارق المعجزة ، وهي تعرض لأول مرة على الساحة العربية ، فقد جرت العادة أن كل قائد عربي ، قد حول بلده إلى مزرعة له ولأولاده من بعده ، وجعل من شعبه عبيدا له ، يجلد ظهورهم ، ويجيع بطونهم ، ويطالبهم بالتسبيح بحمده ، ومواصلة الثناء عليه .. فكيف يجرؤ هؤلاء العبيد على التظاهر ضد أسيادهم .!! كيف يرددون هذه الشعارات الجريئة ، التي تطالب بإقصاء هؤلاء السادة .!؟ لا ، لا ، ليس بإقصائهم ، وإنما بإسقاطهم ، فها هم أولاء في تونس ومصر وليبيا واليمن ، ينادون بملء حناجرهم قائلين " الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد إسقاط الرئيس .!! " فاللعب الآن على المكشوف .. بلا مواربة ولا مداهنة ولا خوف ولا مداجاة " الشعب يريد إسقاط الرئيس". ولكن كيف تريد هذه الشعوب إسقاط رؤسائها ، وكل رئيس منهم يمهد للتوريث ، فقد شق لهم الطريق المقبور حافظ الأسد ، وورث ولده من بعده . والطريف في هذه الواقعة ، أن الأسد الأب ، استطاع وهو مقبور تحت التراب ، أن يمنع الشعب السوري من الاحتجاج على هذا التوريث ، فكانت الأمور تسير آنذاك ، وكأنه ما زال حيا .. ولما كانت سن الأسد الصغير لا تسمح له باستلام منصب الرئاسة حسب الدستور ، جرى تغيير الدستور خلال خمس دقائق ، وعين رئيسا .. ورضخ الشعب المسحوق لرغبة الرئيس الراحل إلى جهنم ، ولم يعترض على هذه الإجراءات الخطيرة ، وكيف يعترض وقد أخذ عليه العهد أن يسمع ويطيع لهذا القائد الرمز ، سواء أكان فوق الأرض أو تحت الأرض .!؟ كما استطاع حافظ الأسد وهو مقبور تحت التراب أيضا ، أن يستقدم ألبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك لتبارك هذا التوريث ، وتخلو ببشار الأسد ساعتين ونصف الساعة ، وتقول للصحفيين :" بشار الأسد يعرف ما عليه أن يفعل " فقد أعطي التعليمات المفصلة على خيانة الدولة والأمة العربية كلها ، وعرف كيف عليه أن يخون الأمة ، ويخدم إسرائيل ، وأعطى على ذلك العهود والمواثيق . فكان كأبيه قرة عين اليهود ، وكان كأبيه عارا على سوريا وعارا على الأمة العربية كلها . فهو أكبر خائن وأكبر عميل .بقلم : ابو ياسر السوري
2 – من أين جاء هذا الربيع العربي ، الذي سمح للشعوب أن تتنسم الحرية ، وتعيش في أجوائها ليل نهار ، وتنادي بإسقاط من استعبدها وأذلها وخانها وسرقها وتآمر مع العدو عليها وعلى مقدراتها وسائر استحقاقاتها .؟؟ من أين جاء هذا الربيع العربي الذي أخاف الحكام لأول مرة من شعوبهم ؟ وأجبرهم على التصريحات التي تمتص غضبها ، وتطلب رضاها .؟ سبحان الله ، لقد صدق المتنبي حين قال :
بذا قَضَتِ الأيامُ ما بينَ أهلها : مصائبُ قومٍ عند قومِ فَوَائدُ
كان كل واحد من رؤساء هذه الدول الأربع يُمهِّدُ ليكون ولده وريثا للحكم من بعده .. فحسني مبارك كان يُعِدُّ ولده ( جمال مبارك ) والقذافي كان يُعِدُّ ولده ( سيف الإسلام ) وعلي عبد الله صالح كان يُهيّئُ ولده أحمد لخلافته على رئاسة اليمن . وزين العابدين بن علي لم يكن له ولد ذكر ، فكان يفكر - على ما قيل - في توريث بنته أو زوجته ، ولكن القدر عاجله قبل التمهيد لذلك ، واضطر إلى الهرب بجلده . وضاعت الأحلام ، في ضجيج ذلك الهتاف العارم ، الذي أقض مضاجع الحكام : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ... يتبع