وهذا هو الجزء الثالث من معلقة الثورة السورية
للشاعر : ابو ياسر السوري
المقطع السابعللشاعر : ابو ياسر السوري
يا خليليَّ كيف يَقْتُلُ جيشٌ : أَهْلَهُ عُزَّلاً صَبَاحَ مَسَاءَ
أيُّهَا الْجَيْشُ هَذِهِ بانياسٌ : لَيْسَتِ القُدْسَ لا ولا سَيْنَاءَ
هَذِهِ حِمْصُ هَذِهِ هِيَ دَرْعَا : هَذِهِ الشَّامُ شَامَكَ الْفَيْحَاءَ
وحَمَاةُ الأحرارِ هَذِيْ وأكرِمْ : بِحَمَاةٍ مُرُوْءَةً وَفِدَاءَ
هَذِهِ لاذِقِيَّةُ الْعِزِّ هَذِيْ : جَبْلَةُ الْخَيْرِ ، لَيْسَتَا أعداءَ
هَذِهِ إدْلِبٌ وَجِسْرُ شُغُورٍ : فِيْمَ يا جيشُ تَقْتُلُ الأقرباءَ
إنَّ حَوْلَ الْفُرَاتِ يا جَيْشُ شعباً : لَيْسَ يَرْضَى ذُلاً ولا إمْلاءَ
وَلُيُوْثَ الجَزِيْرَةِ الْيَوْمَ هَبُّوْا : يَرْفُضُوْنَ التَّهْمِيْشَ والإقْصَاءَ
هَذِهِ سُوْرِيَا وكُلُّ بَنِيْهَا : عَرَفُوْا الْيَوْمَ دَاءَهَا وَالدَّوَاءَ
وقبيحٌ يا جيشُ تَخْذُلُ شَعْباً : أنتَ مِنْهُ وتَنْصُرُ الزُّعَمَاءَ
قَدْ ضَلَلْتَ الطَّرِيْقَ فَاذْهَبْ لِحَيْفَا وَلِيَافَا وَاجْلُ العَدُوَّ جَلاءَ
سِرْ إلى القُدْسِ إنَّ للقُدْسِ دَيْناً مِنْ قَدٍيْمٍ وَيَقْتَضِيْنَا الوَفَاءَ
اِرْمِ رَامِيْكَ فِي الْمَهَالِكِ وَاحْذَرْ وَصْمَةَ العَارِ والنَّجَاء النَّجَاءَ
لَكَ ماضٍ يا جيشُ يَزْهُو جَمَالاً : وجَلالاً وقوَّةً ومَضَاءَ
لا تَدَعْ طُغْمَةَ الخيانةِ أنْ تُلْـغِيَ ماضِيْكَ أو يَضِيْعَ هَبَاءَ
لا تُقَامِرْ بذلكَ المَجْدِ مَهْمَا : عظَّمُوا في شِرَائِهِ الإغْرَاءَ
قفْ مَعَ الشَّعْبِ باعتزازٍ وأيِّدِ ثورةَ الحَقِّ وانصُرِ الشُّرَفَاءَ
إنَّ حُكْماً يُحَارِبُ الشَّعْبَ حُكْمٌ لِزَوَالٍ لا يَسْتَحِقُّ بَقَاءَ
المقطع الثامن
زَعَمَ الْحَاكِمُوْنَ : أنَّ رَحِيْلَ الْـ ـحُكْـِم عَنَّا سَيُعْقِبُ الأرْزَاءَ
زَعَمُوا أنَّهُمْ صِمَامُ أَمَانٍ مِنْ فَسَادٍ وَفِتْنَةٍ عَمْيَاءَ
خَوَّفُوْنَا الْفَوْضَى وَلَمْ نَرَ فَوْضَى قَبْلَ ما أَحْدَثُوا وَلا ضَرَّاءَ
خَوَّفُوْنَا مِنَ النَّصَارَى انْشِقَاقاً : وَمِنَ الْكُرْدِ سَوْأَةً سَوْءَاءَ
كَذَبَ الْحُكْمُ ، نحنُ - عُرْباً وَكُرْداً ونَصَارَى - مُوَحَّدُوْنَ انْتِمَاءَ
وَحَّدَتْ بَيْنَنَا الْعُرُوْبَةُ وَالدَّا : رُ جَمِيْعاً وَعَلَّمَتْنَا الإخَاءَ
ثُمَّ إنَّ الإعلامَ يَنْضَحُ عُهْراً : وكِذَاباً وَخسَّةً وافْتِرَاءَ
وَالْفَتَاوَى وَجَلَّ قَدْرُكَ عَمَّنْ دَبَّجُوْهَا وَزَيَّفُوْا الإفْتَاءَ
حَلَّلُوْا قَتْلَنَا وَقَتْلَ بَنِيْنَا : وَاسْتَبَاحُوْا أمْوَالَنَا وَالنِّسَاءَ
رُبَّ قَاضٍ قد زُجَّ في النَّارِ لَمَّا جارَ في الحُكْمِ زُلْفَةً وَرِيَاءَ
ثُمَّ قالُوا لَسَوْفَ نُصْلِحُ فِيْكُمْ : وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا الإصْغَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أنْ يُصْـ ـلِحَ حُكْمٌ لَمْ يَأْلُنَا إِيْذَاءَ
كيفَ يُرْجَى إصْلاحُ حُكْمٍ عَقِيْمٍ شَرُّهُ عَمَّ أَرْضَنَا والسَّمَاءَ
قد نَذَرْنَا إقْصَاءَهُ الْيَوْمَ عَنَّا : وَعَزَمْنَا أنْ نَطْرُدَ الدُّخَلاءَ
هَذِهِ الأرضُ باركَ اللهُ فيها : وَحَبَاهَا رَبُّ السَّمَاءِ سَنَاءَ
وجديرٌ أنْ نَنْفِيَ اليومَ عنها : كُلَّ رِجْسٍ وَنُخْرِجَ الخُبَثَاءَ
المقطع التاسع
نَحْنُ وَالْحَاكِمُوْنَ أَهْلُ عِدَاءٍ : نَتَهَادَى الأحقادَ والبَغْضَاءَ
نَحْنُ في ظِلِّهِمْ كَأَنَّا أُسَارَى : نَشْتَكِيْ ظُلْمَهُمْ جِيَاعاً ظِمَاءَ
إنَّ شَعْباً أبناؤُهَ مِنْ عَبِيْدٍ : وإماءٍ لا يُبلغُ العَلْيَاءَ
قَتَلَ الْحاكمُونَ كُلَّ جَمِيْلٍ : كانَ قَبْلاً وَشَوَّهُوا الأشيَاءَ
وأهانُوا رَمْزَ الْبُطُوْلَةِ لمَّا : قَلَّدُوْهُ القِيَادَةَ الجوفاءَ
غابَ عِطْرُ الشآم وَاسْتَوْحَشَ الأُنْـ ـسُ وَحَالَتْ نَعْمَاؤُهَا بَأْسَاءَ
واضمحلتْ مخايلُ الحُسْنِ مِنْهَا فَهْيَ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ عَشْوَاءَ
وَخَوَتْ مَرْجَةُ الشَّآمِ مِنَ الْخَيْـ ـلِ وَأمْسَتْ مِنْ عَبْدٍ شَمْسٍ خَلاءَ
أيْنَ مَرْوَانُ بالفَوَارِسِ يَهْوِيْ : وَيَقُوْدُ الكَتِيبةَ الخَضْرَاءَ
يومَ كانتْ دِمَشْقُ سُرَّةَ مُلْكٍ: ومناراً لِدَولَةٍ عَصْمَاءَ
أينَ جُنْدُ الإسلامِ أينَ سَرَايَا : هُ تَجُوْبُ البِحَارَ وَالبَطْحَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ كَيْفَ ارْتَضَيْنَا بَدِيْلاً عنهمُ الْيومَ سِفْلَةً وَغُثَاءَ
سَرَقُوا الْمُلْكَ ثُمَّ قالوا سَنَبْقَى أَبَدَ الدَّهْرِ فَوْقَكُمْ أُمَرَاءَ
فَانْتَفَضْنَا كَمَا اللُّيُوْثِ غِضَاباً وَأَبَيْنَا لِمُلْكِهِمْ إبْقَاءَ
اِمْضِ حُرّاً يَا بْنَ الشَّآمِ وَحَلِّقْ كَعُقَابٍ يَهْوَى الذُّرَى الشَّمَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً في عالَمِ العَقْلِ وَانْهَلْ منهُ فِكْراً وحِكْمةً غَرَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً إلى المَعَارِكِ وَاقْرَأْ سُوْرَةَ الفَتْحِ وَاشْهَدِ الْهَيْجَاءَ
لا يُوَقَّى الْجَبَانُ سَيْفَ الْمَنَايَا : فَهْوَ مَيْتٌ مَهْمَا اتَّقَى وَتَنَاءَى
فإذا رُمْتَ أنْ تَعِيْشَ عزيزاً : فَاطْلُبِ العِزَّ بِالْحَيَاةِ شِرَاءَ
فَمِنَ العَجْزِ أنْ نكونَ شِيَاهاً : وتكونَ الوُحوشُ فِيْنِا الرِّعاءَ
نَحْنُ كُنَّا أسْيَادَهَا مُنْذُ كُنَّا : وَسَنَبْقَى أسْيَادَهَا الْكُرَمَاءَ