الحرب الاهلية هي الشيء الوحيد الذي يمكن ان يفلت المجرم بشار و عصابته من العقاب
كما هو معلوم فقد كانت خطة العصابة الاسدية المجرمة في بداية الثورة هي اخضاع الناس للذل و الاستعباد عن طريق الاعتقال و التعذيب، و تخويف الناس بمصير كمصير حماة و المناطق الاخرى في الثمانينات.
فلما تمرد الناس على هذا الاسلوب، قاموا باطلاق النار عليهم و قتلهم بغرض اظهار الجدية في الاجرام و التهديد.
فلما تمرد الناس على هذا الاسلوب، بدأ حصار و قصف المدن و القرى الثائرة، لاظهار جدية عصابة الاسد في تهديدها باعادة جرائمها في الثمانينات.
فلما تمرد الناس على هذا الاسلوب و تجاوزوا منطقة الخوف، و بدأت المدن و القرى تدخل متسارعة على خط الثورة و كثرت بؤر التظاهر، علم نظام الاسد انه ساقط لامحالة، و اصبح يبحث عن طريقة يستطيع من خلالها التغطية على ما قام به من جرائم و فظائع و التي سجلتها الكاميرات و انتشرت في كل ارجاء العالم.
فوجدت عصابة الاسد ان افضل مخرج يمكن ان يجعلها تفلت من يد العدالة هو استفزاز و دفع الضحايا للقيام ببعض العمليات الانتقامية و خصوصاً تلك التي تكون اهدافها لا تضر العصابة الاسدية.
و بذلك تظهر العصابة الاسدية للعالم ان الموضوع هو عبارة عن خلافات عرقية و طائفية و ليس هناك من مجرم و ضحية، و ليس هناك ظالم و مظلوم، فهذا هو الشعب في سوريا و هذه هي طبيعته، و ان الاعراف في سوريا و المنطقة العربية عموماً تسير بهذه الطريقة.
و عندما لم يتجاوب الناس مع هذه الاستفزازات و اصروا على وحدة الشعب بجميع ابناءه ضد المجرمين، قامت عصابة الاسد باغتيال شخصيات علوية ليست من اركان النظام، و بعضها حتى من الشخصيات العلوية المعارضة للنظام او من ابناء الطوائف الاخرى.
فلما لم تفلح هذه الخطة، بدأت العصابة الاسدية باختطاف النساء و الفتيات و اغتصابهن و قتلهن، حتى يدفعوا الثوار الشرفاء للقيام باعمال مماثلة. و قد ربط الله على قلوب الثوار، فقاموا بالرد و الانتقام من جنود و شبيحة عصابة الاسد و اختطاف ضباط كبار و تدمير بعض المقرات الامنية بدلاً من مجاراة المجرمين في اجرامهم و قذارتهم. فلذلك لم تفلح الخطة الاجرامية.
و عند ذلك، قام النظام بتدبير تفجيرات للمناطق السكنية المجاورة للمقرات الامنية، حتى يحاول ايهام العالم بان هناك تنظيم القاعدة و هو الذي يسعى النظام للقضاء عليه.
و لكن استمرار جرائم عصابة الاسد في قصف المدن و الاحياء السكنية، قد جعل العالم لا يجد مبرراً لتصديق رواية العصابة.
و بالتالي، فقد سحبت ورقة القاعدة من يد بشار الاسد، و لم يتبقى عنده الا اخر ورقة، و هي ورقة الحرب الاهلية. و هذه الحرب الاهلية ستحقق لعصابة الاسد المجرمة الفوائد التالية:
1- اسقاط جميع الجرائم و الفظاعات التي قامت بها عصابة الاسد، حيث ان الجميع سيكونون مجرمين في نظر العالم و يكون الحل الوحيد لانهاء الحرب هو نسيان جميع الجرائم و التصالح، و كأن شيئاً لم يكن. و هذا ما حصل في الحرب الاهلية اللبنانية و حصل في كوسوفا. فان لم يحصل ذلك.
2- محاكمة بشار و بعض كبار مساعديه ببعض جرائم الحرب، و اسقاط جميع الجرائم و الفظاعات من على باقي افراد العصابة. و هذا ما حصل في صربيا حيث انه تمت محاكمة عدد قليل من كبار قادة الصرب، و ترك باقي القتلة و المغتصبين يسرحون و يمرحون امام اعين الضحايا بدون حساب او مسائلة.
و هذا ما يفسر استمرار عصابة الاسد المجرمة في ارتكاب جرائمها لانها على الارجح تلقت تطمينات من المجرم فلاديمير بوتين و ربما من اطراف اخرى سنتكشف لاحقاً
و من هذا كله نستخلص ان من يساعد عصابة الاسد المجرمة في تحويل الثورة ضد الظلم و الاجرام، الى حرب اهلية لا يعرف فيها حق من باطل، هو اما عميل مخابراتي يعمل لدى العصابة المجرمة، او شبيح متطوع لخدمة بشار الاسد، او في احسن الاحوال انسان طائش جاهل.