معلقة ثورة الكرامة السورية .
للشاعر : أبو ياسر السوري
للشعر
خاصية البقاء والخلود ، ومن حق هذه الثورة أن تبقى ، ومن حقها أن تخلد ..
وشرفٌ للشعر أن يتغنى بها وبأمجاد ثوارها الأبرار .. ويزف إليها هذه
المعلقة الثورية
المقطع الأول
يا خَلِيْلَيَّ جَدِّدَا لِيْ عَزَاءَ : كُلَّمَا غَيَّبَ الثَّرَى شُهَدَاءَ
فَهُمُ صَفْوةٌ وَعُنْوَانُ مَجْدٍ : وَأَعَزُّ الْوَرَى وَأَزْكَى عَطَاءَ
حَيِّ جُرْحَ الشَّهيدِ يَنْضَحُ مِنْهُ عَبَقُ المِسْكِ ، يَمْلأُ الأجْوَاءَ
يَمْنَحُ الْأُفْقَ في المَسَاءِ احمراراً : ويُعِيْرُ الصَّبَاحَ مِنْهُ ضِيَاءَ
عُرْسُهُ الْعُرْسُ بَيْنَ نَدٍّ وَعُوْدٍ : وَوُرُودٍ تَسْتَقْبِلُ الأنْدَاءَ
ولفيفٍ مِنَ الْمَلائِكِ وَالْحُوْرِ أطافوا حول الشهيد احْتِفَاءَ
مَوْكِبٌ حَالِمُ الظِّلالِ وَضِيءٌ : جَمَعَ الحُسْنَ هَيْبَةً وَبَهَاءَ
لَيْسَ مَنْ يَمْنَحُ الوُجُوْدَ حَيَاةً : مِثْلَ مَنْ صَاغَ بالقَصِيْدِ ثَنَاءَ
المقطع الثاني
يا خَلِيْلَيَّ كَمْ تَلُوحُ الأَمَانِيْ : وَسَرَابٌ من دُوْنِهَا يَتَرَاءَى
وَلَكَمْ تَبْرُقُ النُّجُومُ فَتَزْدَا : نُ الدَّيَاجِيْ ويَزْدَهِيْنَ رُوَاءَ
وَلَكَمْ أَرْقُبُ الشُّرُوْقَ وَإنِّيْ : ربَّما ازْدَدْتُ بالشُّروق شَقَاءَ
كُلَّمَا احْلَوْلَكَ الظَّلامُ تَجَلَّى : عَنْ صَبَاحٍ في غُرَّةٍ بَيْضَاءَ
موطني الْيَوْمَ كَرْبَلاءُ فَلِمْ لا : أذرفُ الدَّمْعَ باكياً كَرْبَلاءَ
ثارَ مِنْ ظُلْمِ حَاكِمِيْهِ فَنَادَى : وَرِفَاقُ الْحُسَيْنِ لَبُّوْا النِّدَاءَ
كم تَمَنَّيْتُ أن تكونَ دُمُوْعِيْ : ومآسِيَّ في الخُطُوْبِ سَوَاءَ
بيدَ أنَّ الأحْزَانَ أكبرُ مِمَّا : تَمْلِكُ الْعَيْنُ أدمعاً وبُكَاءَ
وَقَلِيْلاً ما يُطْفِئُ الدَّمْعُ ناراً : أوْ أُوَاراً يُحَرِّقُ الأحْشَاءَ
وَمِنَ الظُّلْمِ ما يُذِيْبُ قلوباً : وَيَشُقُّ الْحِجَارةَ الصَّمَّاءَ
فَقُصُوْرٌ علَى شَقَاءِ الْمَلايِيْــــ : ـنِ أُقِيْمَتْ تُجَسِّدُ الإثْرَاءَ
وَمَلايِيْنُ يَرْزَحُوْنَ هُزَالاً : وَمَلايِيْنُ يَسْكُنُوْنَ الْعَرَاءَ
وَمَلايِيْنُ شُرِّدُوا خوفَ ضَنْكٍ : يَعْتَرِيْهِمْ أو عِيْشَةٍ نَكْرَاءَ
إنَّ يوماً في السِّجْنِ يَعْدِلُ دَهْراً : فيهِ تُلْغَى حَيَاتُنَا إلْغَاءَ
كم قُصُوْرٍ في الأرض أمْسَتْ دُثُوْراً ثمَّ أمْسَى أصْحَابُهَا فُقَرَاءَ
وَتَسَاوَى سُكَّانُ صَرْحٍ وكُوْخٍ : وتَسَاوَتْ قَرْنَاءُ مَعْ جَمَّاءَ
المقطع الثالث
مَوْطِنِيْ ، والأَسَى يَحُزُّ فؤادِيْ : والتَّبَارِيْحُ أَرْهَقَتْنِي عَنَاءَ
لا أمَانٌ وَعُصْبةُ الأمْنِ تَسْتَهْـ : ـدِفُ مِنَّا الأمواتَ والأحياءَ
فِرَقُ المَوْتِ أهْلَكَتْ كُلَّ شيءٍ : شَجَراً مُثْمِراً زُرُوْعاً بِنَاءَ
مَوْطِنِي كانَ قَبْلُ قِبْلَةَ أمْنٍ : وأمَانٍ ، وعِزَّةٍ قَعْسَاءَ
قَتَلُوْنَا فيهِ صِغَاراً كِبَاراً : صِبْيَةً فِتْيَةً رِجالاً نِسَاءَ
نَشَرُوا الرُّعْبَ فيهِ فَفَرَّ بَنُوْهُ : لِيَعِيْشُوا في غَيْرِهِ غُرَبَاءَ
إنْ سَكَتْنَا جَرَّ السُّكُوْتُ خُنُوْعَاً : أو نَطَقْنَا جَرَّ الكلامُ فَنَاءَ
المقطع الرابع
إنَّ دَرْعَا منها الشَّرَارَةُ كانَتْ : حينَ سِيْمَتْ خَسْفاً فَثَارَتْ إباءَ
لَمْ يُرَاعِ النِّظَامُ أطفالَ دَرْعَا : إذْ رَمَاهُمْ في سِجْنِهِ وَأسَاءَ
لَمْ يُشَفِّعْ آباءَهُمْ بلْ أذَلَّ الْـ : آبَاءَ ظُلْماً وَعَذَّبَ الأبْنَاءَ
مَثَّلُوا بالصِّغارِ ثُمَّ رَمَوْهُمْ : لِذَوِيْهِمْ قد مُزِّقُوا أشْلاءَ
كَمْ صَغِيْرٍ كحمزةٍ وضياءٍ : نَصَبُوْهُ مَنَارةً وَلِوَاءَ
كَمْ مَلاكٍ كَهَاجَرٍ وَهَدِيْلٍ : لَمْ أُخَصِّصْ إذْ أَذْكُرُ الأسماءَ
عشرات من هاجر وهديل : ومئات من حمزة وضياءَ
لا تَرَى العَيْنُ في الطُّفُوْلَةِ إلا : نَفْحَةَ الطُّهْرِ رَوْعَةً وَنَقَاءَ
ما احتيالي وقاتل الطفل وحش هل ترى الوحش يرحمُ الضعفاء
المقطع الخامس
حَيِّ شَعْباً أبَى الحَيَاةَ بِذُلٍّ وأحَبَّ الحُرِّيَّةَ الحمراءَ
حَيِّ حُرَّاً يَسْقِي الكَرَامَةَ مِنْهُ بِدِمَاءٍ أكرِمْ بِهِنَّ دِمَاءَ
هَبَّ يَبْغِي الْخَلاصَ مِنْ أسْرِ حُكْمٍ صَيَّرَ الشَّعْبَ أَعْبُداً وإمَاءَ
كُلُّ فَرْدٍ لَهُ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ ليت شعري ما أكثرَ الرُّقَبَاءَ
قَدْ أُمِرْنَا : أنْ لا نَرَى ، وَبِأنْ لا نَرْتَئِيْ ، غَيْرَ ما رَآهُ وَشَاءَ
وَنُهِيْنَا أنْ نَنْطِقَ الْيَوْمَ ، حتَّى هَمْسُنَا باتَ فَعْلَةً شَنْعَاءَ
المقطع السادس
إيْهِ أبناءَ سُوْرِيَا لا تَهَابُوا سَطْوَةَ النَّذْلِ إنْ أرَادَ اعْتِدَاءَ
أَوَ لَسْتُمْ أحفادَ عَمْرٍو وَسَعْدٍ والمُثَنَّى بُطُوْلَةً وَوَلاءَ
حَمَلُوا مِشْعَلَ التَّحَرُّرِ نوراً مَلأَ الكونَ هابطاً منْ حِرَاءٍ
وَطِئَتْ خَيْلُهُمْ مَدَائِنَ كِسْرَى ذاتَ يَوْمٍ وَرُوْسِيَا الْبَيْضَاءَ
إيهِ أبناءَ سُوْرِيَا ، فأذِيْقُوْا عُصْبَةَ الْفُرْسِ مِحْنَةً وَبَلاءَ
ذكِّروهُمْ بِقَادِسِيَّةِ سَعْدٍ فهي أحْرَى أنْ تَرْدَعَ السُّفَهَاءَ
اِنْفِرُوْا لِلْقِتَالِ إمَّا ثُبَاتٍ أو جميعاً وَحَاذِرُوْا الإبْطَاءَ
وَحِّدُوا الصفَّ وَاحْذَرُوْا مِنْ خِلافٍ لا أَرَى كالخِلافِ يا قَوْمُ دَاءَ
وَلْيَكُنْ رأيُكُمْ لِقَاحَ عُقُوْلٍ نَيِّرَاتٍ ، تُمَحِّصُ الآراءَ
وَتَحَلَّوْا بالصَّبْرِ ، فَالصَّبْرُ أقْوَى عُدَدِ النَّصْرِ ، مَبْدأً وَانْتِهَاءَ
المقطع السابع
يا خليليَّ كيف يَقْتُلُ جيشٌ أَهْلَهُ عُزَّلاً صَبَاحَ مَسَاءَ
أيُّهَا الْجَيْشُ هَذِهِ بانياسٌ لَيْسَتِ القُدْسَ لا ولا سَيْنَاءَ
هَذِهِ حِمْصُ ، هَذِهِ هِيَ دَرْعَا هَذِهِ الشَّامُ ، شَامَكَ الْفَيْحَاءَ
وحَمَاةُ الأحرارِ هَذِيْ وأكرِمْ بِحَمَاةٍ مُرُوْءَةً وَفِدَاءَ
هَذِهِ لاذِقِيَّةُ الْعِزِّ ، هَذِيْ جَبْلَةُ الْخَيْرِ ، لَيْسَتَا أعداءَ
هَذِهِ إدْلِبٌ ، وَجِسْرُ شُغُورٍ فِيْمَ يا جيشُ تَقْتُلُ الأقرباءَ
مَنْ رأى ( مارِعاً ) و( تلَّ رِفَادٍ) وعَزَازاً ومِنَّغَ الشَّمّاءَ
شامَ فيهمْ بَوَاسلاً وليوثاً أعنقوا للوغى ولبوا النداءَ
(عندانُ ) الأحرار أبدتْ عنادا و(حريتانُ) عزةً قعساءَ
وكما عزَّ للمَعَـرّةِ نِـدٌّ : ما وجدنا لشيخها نُظَراءَ
حلبٌ مأرزُ الفحولِ وهيها تَ لخصمٍ أنْ يقهرَ الشَّهباءَ
إنَّ حَوْلَ الْفُرَاتِ يا جَيْشُ شعباً لَيْسَ يَرْضَى ذُلاً ولا إمْلاءَ
وَحماةُ الجَزِيْرَةِ الْيَوْمَ هَبُّوْا يَرْفُضُوْنَ التَّهْمِيْشَ والإقْصَاءَ
هَذِهِ سُوْرِيَا وكُلُّ بَنِيْهَا عَرَفُوْا الْيَوْمَ دَاءَهَا وَالدَّوَاءَ
وقبيحٌ يا جيشُ تَخْذُلُ شَعْباً أنتَ مِنْهُ وتَنْصُرُ الزُّعَمَاءَ
قَدْ ضَلَلْتَ الطَّرِيْقَ فَاذْهَبْ لِحَيْفَا وَلِيَافَا وَاجْلُ العَدُوَّ جَلاءَ
سِرْ إلى القُدْسِ إنَّ للقُدْسِ دَيْناً مِنْ قَدٍيْمٍ وَيَقْتَضِيْنَا الوَفَاءَ
اِرْمِ رَامِيْكَ فِي الْمَهَالِكِ وَاحْذَرْ وَصْمَةَ العَارِ والنَّجَاءَ النَّجَاءَ
لَكَ ماضٍ يا جيشُ يَزْهُو جَمَالاً وجَلالاً وقوَّةً ومَضَاءَ
لا تَدَعْ طُغْمَةَ الخيانةِ أنْ تُلْـ ـغِيَ ماضِيْكَ أو يَضِيْعَ هَبَاءَ
لا تُقَامِرْ بذلكَ المَجْدِ مَهْمَا عظَّمُوا في شِرَائِهِ الإغْرَاءَ
قفْ مَعَ الشَّعْبِ باعتزازٍ وأيِّدِ ثورةَ الحَقِّ وانصُرِ الشُّرَفَاءَ
إنَّ حُكْماً يُحَارِبُ الشَّعْبَ حُكْمٌ لِزَوَالٍ ، لا يَسْتَحِقُّ بَقَاءَ
المقطع الثامن
زَعَمَ الْحَاكِمُوْنَ : أنَّ رَحِيْلَ الْـ ـحُكْـِم عَنَّا سَيُعْقِبُ الأرْزَاءَ
زَعَمُوا أنَّهُمْ صِمَامُ أَمَانٍ مِنْ فَسَادٍ وَفِتْنَةٍ عَمْيَاءَ
خَوَّفُوْنَا الْفَوْضَى وَلَمْ نَرَ فَوْضَى قَبْلَ ما أَحْدَثُوا وَلا ضَرَّاءَ
خَوَّفُوْنَا مِنَ النَّصَارَى انْشِقَاقاً وَمِنَ الْكُرْدِ سَوْأَةً سَوْءَاءَ
كَذَبَ الْحُكْمُ نحنُ عُرْباً وَكُرْداً ونَصَارَى مُوَحَّدُوْنَ انْتِمَاءَ
وَحَّدَتْ بَيْنَنَا الْعُرُوْبَةُ وَالدَّا رُ جَمِيْعاً ، وَعَلَّمَتْنَا الإخَاءَ
ثُمَّ إنَّ الإعلامَ يَنْضَحُ عُهْراً وكِذَاباً وَخسَّةً وافْتِرَاءَ
وَالْفَتَاوَى وَجَلَّ قَدْرُكَ عَمَّنْ دَبَّجُوْهَا وَزَيَّفُوْا الإفْتَاءَ
حَلَّلُوْا قَتْلَنَا وَقَتْلَ بَنِيْنَا وَاسْتَبَاحُوْا أمْوَالَنَا وَالنِّسَاءَ
رُبَّ قَاضٍ قد زُجَّ في النَّارِ لَمَّا جارَ في الحُكْمِ زُلْفَةً وَرِيَاءَ
ثُمَّ قالُوا لَسَوْفَ نُصْلِحُ فِيْكُمْ وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا الإصْغَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أنْ يُصْـ ـلِحَ حُكْمٌ لَمْ يَأْلُنَا إِيْذَاءَ
كيفَ يُرْجَى إصْلاحُ حُكْمٍ عَقِيْمٍ شَرُّهُ عَمَّ أَرْضَنَا والسَّمَاءَ
قد نَذَرْنَا إقْصَاءَهُ الْيَوْمَ عَنَّا وَعَزَمْنَا أنْ نَطْرُدَ الدُّخَلاءَ
هَذِهِ الأرضُ باركَ اللهُ فيها وَحَبَاهَا رَبُّ السَّمَاءِ سَنَاءَ
وجديرٌ أنْ نَنْفِيَ اليومَ عنها كُلَّ رِجْسٍ وَنُخْرِجَ الخُبَثَاءَ
المقطع التاسع
نَحْنُ وَالْحَاكِمُوْنَ أَهْلُ عِدَاءٍ نَتَهَادَى الأحقادَ والبَغْضَاءَ
نَحْنُ في ظِلِّهِمْ كَأَنَّا أُسَارَى نَشْتَكِيْ ظُلْمَهُمْ جِيَاعاً ظِمَاءَ
إنَّ شَعْباً أبناؤُهَ مِنْ عَبِيْدٍ وإماءٍ لا يَبلغُ العَلْيَاءَ
قَتَلَ الْحاكمُونَ كُلَّ جَمِيْلٍ كانَ قَبْلاً وَشَوَّهُوا الأشيَاءَ
وأهانُوا رَمْزَ الْبُطُوْلَةِ لمَّا قَلَّدُوْهُ القِيَادَةَ الجوفاءَ
غابَ عِطْرُ الشآم وَاسْتَوْحَشَ الأُنْـ ـسُ وَحَالَتْ نَعْمَاؤُهَا بَأْسَاءَ
واضمحلتْ مخايلُ الحُسْنِ مِنْهَا فَهْيَ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ عَشْوَاءَ
وَخَوَتْ مَرْجَةُ الشَّآمِ مِنَ الْخَيْـلِ وَأمْسَتْ مِنْ عَبْدٍ شَمْسٍ خَلاءَ
أيْنَ مَرْوَانُ بالفَوَارِسِ يَهْوِيْ وَيَقُوْدُ الكَتِيبةَ الخَضْرَاءَ
يومَ كانتْ دِمَشْقُ سُرَّةَ مُلْكٍ ومناراً لِدَولَةٍ عَصْمَاءَ
أينَ جُنْدُ الإسلامِ أينَ سَرَايَا هُ تَجُوْبُ البِحَارَ وَالبَطْحَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ كَيْفَ ارْتَضَيْنَا بَدِيْلاً عنهمُ الْيومَ سِفْلَةً وَغُثَاءَ
سَرَقُوا الْمُلْكَ ثُمَّ قالوا سَنَبْقَى أَبَدَ الدَّهْرِ فَوْقَكُمْ أُمَرَاءَ
فَانْتَفَضْنَا كَمَا اللُّيُوْثِ غِضَاباً وَأَبَيْنَا لِمُلْكِهِمْ إبْقَاءَ
اِمْضِ حُرّاً يَا بْنَ الشَّآمِ وَحَلِّقْ كَعُقَابٍ يَهْوَى الذُّرَى الشَّمَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً في عالَمِ العَقْلِ وَانْهَلْ منهُ فِكْراً وحِكْمةً غَرَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً إلى المَعَارِكِ وَاقْرَأْ سُوْرَةَ الفَتْحِ وَاشْهَدِ الْهَيْجَاءَ
لا يُوَقَّى الْجَبَانُ سَيْفَ الْمَنَايَا فَهْوَ مَيْتٌ مَهْمَا اتَّقَى وَتَنَاءَى
فإذا رُمْتَ أنْ تَعِيْشَ عزيزاً فَاطْلُبِ العِزَّ بِالْحَيَاةِ شِرَاءَ
فَمِنَ العَجْزِ أنْ نكونَ شِيَاهاً وتكونَ الوُحوشُ فِيْنِا الرِّعاءَ
نَحْنُ كُنَّا أسْيَادَهَا مُنْذُ كُنَّا وَسَنَبْقَى أسْيَادَهَا الْكُرَمَاءَ
للشاعر : أبو ياسر السوري
للشعر
خاصية البقاء والخلود ، ومن حق هذه الثورة أن تبقى ، ومن حقها أن تخلد ..
وشرفٌ للشعر أن يتغنى بها وبأمجاد ثوارها الأبرار .. ويزف إليها هذه
المعلقة الثورية
المقطع الأول
يا خَلِيْلَيَّ جَدِّدَا لِيْ عَزَاءَ : كُلَّمَا غَيَّبَ الثَّرَى شُهَدَاءَ
فَهُمُ صَفْوةٌ وَعُنْوَانُ مَجْدٍ : وَأَعَزُّ الْوَرَى وَأَزْكَى عَطَاءَ
حَيِّ جُرْحَ الشَّهيدِ يَنْضَحُ مِنْهُ عَبَقُ المِسْكِ ، يَمْلأُ الأجْوَاءَ
يَمْنَحُ الْأُفْقَ في المَسَاءِ احمراراً : ويُعِيْرُ الصَّبَاحَ مِنْهُ ضِيَاءَ
عُرْسُهُ الْعُرْسُ بَيْنَ نَدٍّ وَعُوْدٍ : وَوُرُودٍ تَسْتَقْبِلُ الأنْدَاءَ
ولفيفٍ مِنَ الْمَلائِكِ وَالْحُوْرِ أطافوا حول الشهيد احْتِفَاءَ
مَوْكِبٌ حَالِمُ الظِّلالِ وَضِيءٌ : جَمَعَ الحُسْنَ هَيْبَةً وَبَهَاءَ
لَيْسَ مَنْ يَمْنَحُ الوُجُوْدَ حَيَاةً : مِثْلَ مَنْ صَاغَ بالقَصِيْدِ ثَنَاءَ
المقطع الثاني
يا خَلِيْلَيَّ كَمْ تَلُوحُ الأَمَانِيْ : وَسَرَابٌ من دُوْنِهَا يَتَرَاءَى
وَلَكَمْ تَبْرُقُ النُّجُومُ فَتَزْدَا : نُ الدَّيَاجِيْ ويَزْدَهِيْنَ رُوَاءَ
وَلَكَمْ أَرْقُبُ الشُّرُوْقَ وَإنِّيْ : ربَّما ازْدَدْتُ بالشُّروق شَقَاءَ
كُلَّمَا احْلَوْلَكَ الظَّلامُ تَجَلَّى : عَنْ صَبَاحٍ في غُرَّةٍ بَيْضَاءَ
موطني الْيَوْمَ كَرْبَلاءُ فَلِمْ لا : أذرفُ الدَّمْعَ باكياً كَرْبَلاءَ
ثارَ مِنْ ظُلْمِ حَاكِمِيْهِ فَنَادَى : وَرِفَاقُ الْحُسَيْنِ لَبُّوْا النِّدَاءَ
كم تَمَنَّيْتُ أن تكونَ دُمُوْعِيْ : ومآسِيَّ في الخُطُوْبِ سَوَاءَ
بيدَ أنَّ الأحْزَانَ أكبرُ مِمَّا : تَمْلِكُ الْعَيْنُ أدمعاً وبُكَاءَ
وَقَلِيْلاً ما يُطْفِئُ الدَّمْعُ ناراً : أوْ أُوَاراً يُحَرِّقُ الأحْشَاءَ
وَمِنَ الظُّلْمِ ما يُذِيْبُ قلوباً : وَيَشُقُّ الْحِجَارةَ الصَّمَّاءَ
فَقُصُوْرٌ علَى شَقَاءِ الْمَلايِيْــــ : ـنِ أُقِيْمَتْ تُجَسِّدُ الإثْرَاءَ
وَمَلايِيْنُ يَرْزَحُوْنَ هُزَالاً : وَمَلايِيْنُ يَسْكُنُوْنَ الْعَرَاءَ
وَمَلايِيْنُ شُرِّدُوا خوفَ ضَنْكٍ : يَعْتَرِيْهِمْ أو عِيْشَةٍ نَكْرَاءَ
إنَّ يوماً في السِّجْنِ يَعْدِلُ دَهْراً : فيهِ تُلْغَى حَيَاتُنَا إلْغَاءَ
كم قُصُوْرٍ في الأرض أمْسَتْ دُثُوْراً ثمَّ أمْسَى أصْحَابُهَا فُقَرَاءَ
وَتَسَاوَى سُكَّانُ صَرْحٍ وكُوْخٍ : وتَسَاوَتْ قَرْنَاءُ مَعْ جَمَّاءَ
المقطع الثالث
مَوْطِنِيْ ، والأَسَى يَحُزُّ فؤادِيْ : والتَّبَارِيْحُ أَرْهَقَتْنِي عَنَاءَ
لا أمَانٌ وَعُصْبةُ الأمْنِ تَسْتَهْـ : ـدِفُ مِنَّا الأمواتَ والأحياءَ
فِرَقُ المَوْتِ أهْلَكَتْ كُلَّ شيءٍ : شَجَراً مُثْمِراً زُرُوْعاً بِنَاءَ
مَوْطِنِي كانَ قَبْلُ قِبْلَةَ أمْنٍ : وأمَانٍ ، وعِزَّةٍ قَعْسَاءَ
قَتَلُوْنَا فيهِ صِغَاراً كِبَاراً : صِبْيَةً فِتْيَةً رِجالاً نِسَاءَ
نَشَرُوا الرُّعْبَ فيهِ فَفَرَّ بَنُوْهُ : لِيَعِيْشُوا في غَيْرِهِ غُرَبَاءَ
إنْ سَكَتْنَا جَرَّ السُّكُوْتُ خُنُوْعَاً : أو نَطَقْنَا جَرَّ الكلامُ فَنَاءَ
المقطع الرابع
إنَّ دَرْعَا منها الشَّرَارَةُ كانَتْ : حينَ سِيْمَتْ خَسْفاً فَثَارَتْ إباءَ
لَمْ يُرَاعِ النِّظَامُ أطفالَ دَرْعَا : إذْ رَمَاهُمْ في سِجْنِهِ وَأسَاءَ
لَمْ يُشَفِّعْ آباءَهُمْ بلْ أذَلَّ الْـ : آبَاءَ ظُلْماً وَعَذَّبَ الأبْنَاءَ
مَثَّلُوا بالصِّغارِ ثُمَّ رَمَوْهُمْ : لِذَوِيْهِمْ قد مُزِّقُوا أشْلاءَ
كَمْ صَغِيْرٍ كحمزةٍ وضياءٍ : نَصَبُوْهُ مَنَارةً وَلِوَاءَ
كَمْ مَلاكٍ كَهَاجَرٍ وَهَدِيْلٍ : لَمْ أُخَصِّصْ إذْ أَذْكُرُ الأسماءَ
عشرات من هاجر وهديل : ومئات من حمزة وضياءَ
لا تَرَى العَيْنُ في الطُّفُوْلَةِ إلا : نَفْحَةَ الطُّهْرِ رَوْعَةً وَنَقَاءَ
ما احتيالي وقاتل الطفل وحش هل ترى الوحش يرحمُ الضعفاء
المقطع الخامس
حَيِّ شَعْباً أبَى الحَيَاةَ بِذُلٍّ وأحَبَّ الحُرِّيَّةَ الحمراءَ
حَيِّ حُرَّاً يَسْقِي الكَرَامَةَ مِنْهُ بِدِمَاءٍ أكرِمْ بِهِنَّ دِمَاءَ
هَبَّ يَبْغِي الْخَلاصَ مِنْ أسْرِ حُكْمٍ صَيَّرَ الشَّعْبَ أَعْبُداً وإمَاءَ
كُلُّ فَرْدٍ لَهُ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ ليت شعري ما أكثرَ الرُّقَبَاءَ
قَدْ أُمِرْنَا : أنْ لا نَرَى ، وَبِأنْ لا نَرْتَئِيْ ، غَيْرَ ما رَآهُ وَشَاءَ
وَنُهِيْنَا أنْ نَنْطِقَ الْيَوْمَ ، حتَّى هَمْسُنَا باتَ فَعْلَةً شَنْعَاءَ
المقطع السادس
إيْهِ أبناءَ سُوْرِيَا لا تَهَابُوا سَطْوَةَ النَّذْلِ إنْ أرَادَ اعْتِدَاءَ
أَوَ لَسْتُمْ أحفادَ عَمْرٍو وَسَعْدٍ والمُثَنَّى بُطُوْلَةً وَوَلاءَ
حَمَلُوا مِشْعَلَ التَّحَرُّرِ نوراً مَلأَ الكونَ هابطاً منْ حِرَاءٍ
وَطِئَتْ خَيْلُهُمْ مَدَائِنَ كِسْرَى ذاتَ يَوْمٍ وَرُوْسِيَا الْبَيْضَاءَ
إيهِ أبناءَ سُوْرِيَا ، فأذِيْقُوْا عُصْبَةَ الْفُرْسِ مِحْنَةً وَبَلاءَ
ذكِّروهُمْ بِقَادِسِيَّةِ سَعْدٍ فهي أحْرَى أنْ تَرْدَعَ السُّفَهَاءَ
اِنْفِرُوْا لِلْقِتَالِ إمَّا ثُبَاتٍ أو جميعاً وَحَاذِرُوْا الإبْطَاءَ
وَحِّدُوا الصفَّ وَاحْذَرُوْا مِنْ خِلافٍ لا أَرَى كالخِلافِ يا قَوْمُ دَاءَ
وَلْيَكُنْ رأيُكُمْ لِقَاحَ عُقُوْلٍ نَيِّرَاتٍ ، تُمَحِّصُ الآراءَ
وَتَحَلَّوْا بالصَّبْرِ ، فَالصَّبْرُ أقْوَى عُدَدِ النَّصْرِ ، مَبْدأً وَانْتِهَاءَ
المقطع السابع
يا خليليَّ كيف يَقْتُلُ جيشٌ أَهْلَهُ عُزَّلاً صَبَاحَ مَسَاءَ
أيُّهَا الْجَيْشُ هَذِهِ بانياسٌ لَيْسَتِ القُدْسَ لا ولا سَيْنَاءَ
هَذِهِ حِمْصُ ، هَذِهِ هِيَ دَرْعَا هَذِهِ الشَّامُ ، شَامَكَ الْفَيْحَاءَ
وحَمَاةُ الأحرارِ هَذِيْ وأكرِمْ بِحَمَاةٍ مُرُوْءَةً وَفِدَاءَ
هَذِهِ لاذِقِيَّةُ الْعِزِّ ، هَذِيْ جَبْلَةُ الْخَيْرِ ، لَيْسَتَا أعداءَ
هَذِهِ إدْلِبٌ ، وَجِسْرُ شُغُورٍ فِيْمَ يا جيشُ تَقْتُلُ الأقرباءَ
مَنْ رأى ( مارِعاً ) و( تلَّ رِفَادٍ) وعَزَازاً ومِنَّغَ الشَّمّاءَ
شامَ فيهمْ بَوَاسلاً وليوثاً أعنقوا للوغى ولبوا النداءَ
(عندانُ ) الأحرار أبدتْ عنادا و(حريتانُ) عزةً قعساءَ
وكما عزَّ للمَعَـرّةِ نِـدٌّ : ما وجدنا لشيخها نُظَراءَ
حلبٌ مأرزُ الفحولِ وهيها تَ لخصمٍ أنْ يقهرَ الشَّهباءَ
إنَّ حَوْلَ الْفُرَاتِ يا جَيْشُ شعباً لَيْسَ يَرْضَى ذُلاً ولا إمْلاءَ
وَحماةُ الجَزِيْرَةِ الْيَوْمَ هَبُّوْا يَرْفُضُوْنَ التَّهْمِيْشَ والإقْصَاءَ
هَذِهِ سُوْرِيَا وكُلُّ بَنِيْهَا عَرَفُوْا الْيَوْمَ دَاءَهَا وَالدَّوَاءَ
وقبيحٌ يا جيشُ تَخْذُلُ شَعْباً أنتَ مِنْهُ وتَنْصُرُ الزُّعَمَاءَ
قَدْ ضَلَلْتَ الطَّرِيْقَ فَاذْهَبْ لِحَيْفَا وَلِيَافَا وَاجْلُ العَدُوَّ جَلاءَ
سِرْ إلى القُدْسِ إنَّ للقُدْسِ دَيْناً مِنْ قَدٍيْمٍ وَيَقْتَضِيْنَا الوَفَاءَ
اِرْمِ رَامِيْكَ فِي الْمَهَالِكِ وَاحْذَرْ وَصْمَةَ العَارِ والنَّجَاءَ النَّجَاءَ
لَكَ ماضٍ يا جيشُ يَزْهُو جَمَالاً وجَلالاً وقوَّةً ومَضَاءَ
لا تَدَعْ طُغْمَةَ الخيانةِ أنْ تُلْـ ـغِيَ ماضِيْكَ أو يَضِيْعَ هَبَاءَ
لا تُقَامِرْ بذلكَ المَجْدِ مَهْمَا عظَّمُوا في شِرَائِهِ الإغْرَاءَ
قفْ مَعَ الشَّعْبِ باعتزازٍ وأيِّدِ ثورةَ الحَقِّ وانصُرِ الشُّرَفَاءَ
إنَّ حُكْماً يُحَارِبُ الشَّعْبَ حُكْمٌ لِزَوَالٍ ، لا يَسْتَحِقُّ بَقَاءَ
المقطع الثامن
زَعَمَ الْحَاكِمُوْنَ : أنَّ رَحِيْلَ الْـ ـحُكْـِم عَنَّا سَيُعْقِبُ الأرْزَاءَ
زَعَمُوا أنَّهُمْ صِمَامُ أَمَانٍ مِنْ فَسَادٍ وَفِتْنَةٍ عَمْيَاءَ
خَوَّفُوْنَا الْفَوْضَى وَلَمْ نَرَ فَوْضَى قَبْلَ ما أَحْدَثُوا وَلا ضَرَّاءَ
خَوَّفُوْنَا مِنَ النَّصَارَى انْشِقَاقاً وَمِنَ الْكُرْدِ سَوْأَةً سَوْءَاءَ
كَذَبَ الْحُكْمُ نحنُ عُرْباً وَكُرْداً ونَصَارَى مُوَحَّدُوْنَ انْتِمَاءَ
وَحَّدَتْ بَيْنَنَا الْعُرُوْبَةُ وَالدَّا رُ جَمِيْعاً ، وَعَلَّمَتْنَا الإخَاءَ
ثُمَّ إنَّ الإعلامَ يَنْضَحُ عُهْراً وكِذَاباً وَخسَّةً وافْتِرَاءَ
وَالْفَتَاوَى وَجَلَّ قَدْرُكَ عَمَّنْ دَبَّجُوْهَا وَزَيَّفُوْا الإفْتَاءَ
حَلَّلُوْا قَتْلَنَا وَقَتْلَ بَنِيْنَا وَاسْتَبَاحُوْا أمْوَالَنَا وَالنِّسَاءَ
رُبَّ قَاضٍ قد زُجَّ في النَّارِ لَمَّا جارَ في الحُكْمِ زُلْفَةً وَرِيَاءَ
ثُمَّ قالُوا لَسَوْفَ نُصْلِحُ فِيْكُمْ وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا الإصْغَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أنْ يُصْـ ـلِحَ حُكْمٌ لَمْ يَأْلُنَا إِيْذَاءَ
كيفَ يُرْجَى إصْلاحُ حُكْمٍ عَقِيْمٍ شَرُّهُ عَمَّ أَرْضَنَا والسَّمَاءَ
قد نَذَرْنَا إقْصَاءَهُ الْيَوْمَ عَنَّا وَعَزَمْنَا أنْ نَطْرُدَ الدُّخَلاءَ
هَذِهِ الأرضُ باركَ اللهُ فيها وَحَبَاهَا رَبُّ السَّمَاءِ سَنَاءَ
وجديرٌ أنْ نَنْفِيَ اليومَ عنها كُلَّ رِجْسٍ وَنُخْرِجَ الخُبَثَاءَ
المقطع التاسع
نَحْنُ وَالْحَاكِمُوْنَ أَهْلُ عِدَاءٍ نَتَهَادَى الأحقادَ والبَغْضَاءَ
نَحْنُ في ظِلِّهِمْ كَأَنَّا أُسَارَى نَشْتَكِيْ ظُلْمَهُمْ جِيَاعاً ظِمَاءَ
إنَّ شَعْباً أبناؤُهَ مِنْ عَبِيْدٍ وإماءٍ لا يَبلغُ العَلْيَاءَ
قَتَلَ الْحاكمُونَ كُلَّ جَمِيْلٍ كانَ قَبْلاً وَشَوَّهُوا الأشيَاءَ
وأهانُوا رَمْزَ الْبُطُوْلَةِ لمَّا قَلَّدُوْهُ القِيَادَةَ الجوفاءَ
غابَ عِطْرُ الشآم وَاسْتَوْحَشَ الأُنْـ ـسُ وَحَالَتْ نَعْمَاؤُهَا بَأْسَاءَ
واضمحلتْ مخايلُ الحُسْنِ مِنْهَا فَهْيَ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ عَشْوَاءَ
وَخَوَتْ مَرْجَةُ الشَّآمِ مِنَ الْخَيْـلِ وَأمْسَتْ مِنْ عَبْدٍ شَمْسٍ خَلاءَ
أيْنَ مَرْوَانُ بالفَوَارِسِ يَهْوِيْ وَيَقُوْدُ الكَتِيبةَ الخَضْرَاءَ
يومَ كانتْ دِمَشْقُ سُرَّةَ مُلْكٍ ومناراً لِدَولَةٍ عَصْمَاءَ
أينَ جُنْدُ الإسلامِ أينَ سَرَايَا هُ تَجُوْبُ البِحَارَ وَالبَطْحَاءَ
لَيْتَ شِعْرِيْ كَيْفَ ارْتَضَيْنَا بَدِيْلاً عنهمُ الْيومَ سِفْلَةً وَغُثَاءَ
سَرَقُوا الْمُلْكَ ثُمَّ قالوا سَنَبْقَى أَبَدَ الدَّهْرِ فَوْقَكُمْ أُمَرَاءَ
فَانْتَفَضْنَا كَمَا اللُّيُوْثِ غِضَاباً وَأَبَيْنَا لِمُلْكِهِمْ إبْقَاءَ
اِمْضِ حُرّاً يَا بْنَ الشَّآمِ وَحَلِّقْ كَعُقَابٍ يَهْوَى الذُّرَى الشَّمَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً في عالَمِ العَقْلِ وَانْهَلْ منهُ فِكْراً وحِكْمةً غَرَّاءَ
اِمْضِ حُرّاً إلى المَعَارِكِ وَاقْرَأْ سُوْرَةَ الفَتْحِ وَاشْهَدِ الْهَيْجَاءَ
لا يُوَقَّى الْجَبَانُ سَيْفَ الْمَنَايَا فَهْوَ مَيْتٌ مَهْمَا اتَّقَى وَتَنَاءَى
فإذا رُمْتَ أنْ تَعِيْشَ عزيزاً فَاطْلُبِ العِزَّ بِالْحَيَاةِ شِرَاءَ
فَمِنَ العَجْزِ أنْ نكونَ شِيَاهاً وتكونَ الوُحوشُ فِيْنِا الرِّعاءَ
نَحْنُ كُنَّا أسْيَادَهَا مُنْذُ كُنَّا وَسَنَبْقَى أسْيَادَهَا الْكُرَمَاءَ
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد مارس 29, 2015 11:11 am عدل 2 مرات