(خلصِت).. يا بشار..
وائل مرزا
العرب القطرية
نعم.. (خلصِت)..
(خلصِت). لأن زبانيتك وصلوا إلى القمّة في جنونهم، وارتكبوا مجزرة الحولة. ذبحوا الأطفال بالسيوف، فارتفع دعاء الأمهات الثكالى إلى عنان السماء. وها نحن نرى دلائل الاستجابة: حصاراً دولياً في الخارج، وارتفاعاً هائلاً في نشاط الثورة وفعالياتها في الداخل. وكما قال أحدهم: «أطفال الحولة.. بدمهم يقطعون سلك العصابة الدبلوماسي.. وهو من سيقطع الرقبة المدجّجة بالحقد وبالموت.. وسيدحرجها من أعلى قمة في جبل قاسيون». وإن كان رأيي أن السلك المذكور سـ (يُساهم) مساهمةً فقط، أما القطع الحقيقي فسيقوم به الشعب السوري.
(خلصِت). لأن معنويات جنودك وشبيحتك باتت في الحضيض. ولأن بعضهم صار يشكّ في البعض الآخر لدرجةٍ لا يعلم بها أحدٌ أكثر منك. وصدّقني أن معهم الحقّ، لأن مخبرينا بينكم صاروا أكثر مما تتصورون..
(خلصِت). لأنكم تقطفون زهورنا الجميلة. تعتقدون أنكم تُعرّون أشجار الثورة، ولا تعلمون أنكم تحولونهم إلى قناديل مضيئة تنير لنا الدرب وتُحدد لنا الطريق. هل تعرف يا بشار ماذا يعني أن تقتلوا حمزة الخطيب وهاجر وغياث مطر وآلاف غيرهم؟ هل تعرف ماذا يعني أن تقتلوا باسل شحادة، شهيد الحب والفن والإنسانية؟ يعني أنكم أشعلتم لنا شمعةً باهرة الضوء على طريق الحرية. يعني أنكم تساعدوننا كي نُعلن للعالم أجمع أن باسل كتب بدمائه الطاهرة صفحةً خالدةً من صفحات الوحدة الوطنية السورية. فلا نجد حرجاً، ونحن في خضمّ محاولاتكم لبث سموم الحرب الطائفية، من الإشارة إلى انتمائه لشركاء الوطن من إخوتنا المسيحيين.
(خلصِت). لأن روسيا تغازلنا من أكثر من عاصمة.. وبأكثر من طريقة.. وبعروضٍ كنا نطلبها مبكراً ويرفضون مجرد الحديث فيها، فصاروا يُلحّون في طلبها الآن، والأمر للشعب أولاً وآخراً..
(خلصِت). لأن أبطال الثورة استطاعوا الوصول إلى عقر دارك في عملية خلية إدارة الأزمة. ولأنهم أذاقوا وحوشك السمّ الزُّعاف، فمنهم من هلكَ، ومنهم من يَنتظر.
(خلصِت). لأن أبطال (الجيش الحرّ) صاروا يسيطرون على غالبية ريف دمشق. أي أنهم باتوا على بعد كيلومترات معدودة من قصوركم التي باتت (أقفاصاً) لا تستطيعون مغادرتها إلا حين تقررون المجازفة بالذهاب إلى المطار بتذكرة سفرٍ بلا عودة، ماشين أو.. محمولين.. وهم يعرفون، على فكرة، الكثير عن الطائرات التي غادرت دمشق الأسبوع الماضي..
(خلصِت). لأن أبطال (الجيش الحرّ) والثوار في الداخل والخارج يرصدونكم كما لم يحدث من قبل في تاريخ سوريا المعاصر. فأماكن سكنكم معروفة مسكناً مسكناً. وأسماء كباركم من القتلة والجزارين تُكتبُ اسماً اسماً. وكل أفعالكم ومذابحكم وجرائمكم تُوثّقُ جريمةً جريمة. وكل رسائلكم ومواقعكم الإلكترونية تُتابع بشكلٍ لا تتوقعونه. وكما قال كاتب هذه الكلمات منذ عام: «نحن حطّمنا جدارَ الخوف حتى.. بات يخشى الخوفُ منّا.. قادمون.. سوف نأتيكم كما الأمطارُ تأتي.. سوف نطلع.. من شقوق الأرض.. من كل الجهات..».
(خلصِت). لأن لدينا موقعاً على الإنترنت بعنوان (صفحة أخلاق الثورة السورية)! هل تُصدّق هذا يا بشار؟ هل تعرف ما معناه؟ معناه أن ثورةً لها أخلاق.. لابدّ أن تنتصر على نظامٍ لا يعرف لتلك الكلمة معنى.
(خلصِت). لأن نخوة أطفال العالم بدأت تتحرك ببراءتهم، بعد أن ماتت الإنسانية في نفوس أهلهم، وانهارت صدقية كل شعارات حقوق الإنسان التي يرفعونها. هل سمعتم مثلاً أن أطفالاً في السويد ألقوا أنفسهم على أرض سوقٍ تجاري للفت الأنظار إلى ما يجري لأطفال سوريا. السويد يا بشار.. وليس السويداء. أما السويداء فقد تمّ فيها إعلان تجمع (أحرار سوريا) في جبل العرب، والذي يضم 200 شخصية أصدروا بياناً يؤكد على دعم الثورة بكل الإمكانات التي يملكها في المناطق السورية. هل أخبرك زبانيتك بهذا يا بشار؟ أم أنهم لا يزالون يغرقونك بأوهامهم التي تؤكد لك أنهم نجحوا في تحييد هذا وذاك؟
(خلصِت). لأن أبطال درعا وحمص والساحل وحماة وإدلب والرقة والقامشلي ودير الزور أعطوا وضحّوا وقدّموا وافتدوا بلادنا الطاهرة على مدى خمسة عشر شهر بشكلٍ لا تكاد البشرية تراه إلا في الأساطير، ثم إن الأوان آن لتحمل حلب الراية بقوة منذ أسابيع. وأخيراً، جاءتكم دمشق. فرغم أن ريفها مُشتعلٌ يحرقكم بلهيبه كالنار منذ شهور، ومع أن قلبها لم يتوقف عن الحركة على نبض الثورة من أول يوم، إلا أن الفيحاء حملت اليوم الراية، ودخلت في المعركة بقوةٍ ليس ما ترونه منها الآن.. إلا طلائعها الأولى.
(خلصِت). لأن «مقطورات القطار الدمشقي قد بدأت تتحرك واحدة إثر أُخرى.. بالأمس فتيانهم وشبابهم الذين شبوا عن الطوق.. واليوم تجارهم.. وبقية علمائهم.. وعندما تتحرك دمشق.. فلن تتوقف إلا في قمم قاسيون ..» كما قال الشباب الرائعون في (اتحاد شباب دمشق للتغيير).
خلصِت. ولو لم تعلم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وإيطاليا وكندا واليابان وهولندا وسويسرا وغيرها أنها (خلصِت) لما قاموا بطرد سفرائك شرّ طردة.. فهؤلاء لا يحبون السوريين للون عيونهم، ولا يحترمون حتى مبادئهم الإنسانية المعلنة، وإنما هم قادرون على قراءة إشارات النهاية. خاصةً حين تكون بهذه القوة وهذا الوضوح.
وأخيراً وليس آخراً، (خلصِت).. لأن أهل حمص رفعوا، وهم يتظاهرون في دمشق، رايةً كتبوا عليها، وأنا أنقلها كما هي: «وإذا يعني هجّرتنا من حمص يا غبي.. مفكّر خلصت منّا؟! منطلع منتظاهر بالشام... جايينك جايينك.. يا بشار جايينك.. أهل حمص جايينك.. عنصّ القصر جايينك».
الله وأكبر.. والله (خلصِت).
وائل مرزا
العرب القطرية
نعم.. (خلصِت)..
(خلصِت). لأن زبانيتك وصلوا إلى القمّة في جنونهم، وارتكبوا مجزرة الحولة. ذبحوا الأطفال بالسيوف، فارتفع دعاء الأمهات الثكالى إلى عنان السماء. وها نحن نرى دلائل الاستجابة: حصاراً دولياً في الخارج، وارتفاعاً هائلاً في نشاط الثورة وفعالياتها في الداخل. وكما قال أحدهم: «أطفال الحولة.. بدمهم يقطعون سلك العصابة الدبلوماسي.. وهو من سيقطع الرقبة المدجّجة بالحقد وبالموت.. وسيدحرجها من أعلى قمة في جبل قاسيون». وإن كان رأيي أن السلك المذكور سـ (يُساهم) مساهمةً فقط، أما القطع الحقيقي فسيقوم به الشعب السوري.
(خلصِت). لأن معنويات جنودك وشبيحتك باتت في الحضيض. ولأن بعضهم صار يشكّ في البعض الآخر لدرجةٍ لا يعلم بها أحدٌ أكثر منك. وصدّقني أن معهم الحقّ، لأن مخبرينا بينكم صاروا أكثر مما تتصورون..
(خلصِت). لأنكم تقطفون زهورنا الجميلة. تعتقدون أنكم تُعرّون أشجار الثورة، ولا تعلمون أنكم تحولونهم إلى قناديل مضيئة تنير لنا الدرب وتُحدد لنا الطريق. هل تعرف يا بشار ماذا يعني أن تقتلوا حمزة الخطيب وهاجر وغياث مطر وآلاف غيرهم؟ هل تعرف ماذا يعني أن تقتلوا باسل شحادة، شهيد الحب والفن والإنسانية؟ يعني أنكم أشعلتم لنا شمعةً باهرة الضوء على طريق الحرية. يعني أنكم تساعدوننا كي نُعلن للعالم أجمع أن باسل كتب بدمائه الطاهرة صفحةً خالدةً من صفحات الوحدة الوطنية السورية. فلا نجد حرجاً، ونحن في خضمّ محاولاتكم لبث سموم الحرب الطائفية، من الإشارة إلى انتمائه لشركاء الوطن من إخوتنا المسيحيين.
(خلصِت). لأن روسيا تغازلنا من أكثر من عاصمة.. وبأكثر من طريقة.. وبعروضٍ كنا نطلبها مبكراً ويرفضون مجرد الحديث فيها، فصاروا يُلحّون في طلبها الآن، والأمر للشعب أولاً وآخراً..
(خلصِت). لأن أبطال الثورة استطاعوا الوصول إلى عقر دارك في عملية خلية إدارة الأزمة. ولأنهم أذاقوا وحوشك السمّ الزُّعاف، فمنهم من هلكَ، ومنهم من يَنتظر.
(خلصِت). لأن أبطال (الجيش الحرّ) صاروا يسيطرون على غالبية ريف دمشق. أي أنهم باتوا على بعد كيلومترات معدودة من قصوركم التي باتت (أقفاصاً) لا تستطيعون مغادرتها إلا حين تقررون المجازفة بالذهاب إلى المطار بتذكرة سفرٍ بلا عودة، ماشين أو.. محمولين.. وهم يعرفون، على فكرة، الكثير عن الطائرات التي غادرت دمشق الأسبوع الماضي..
(خلصِت). لأن أبطال (الجيش الحرّ) والثوار في الداخل والخارج يرصدونكم كما لم يحدث من قبل في تاريخ سوريا المعاصر. فأماكن سكنكم معروفة مسكناً مسكناً. وأسماء كباركم من القتلة والجزارين تُكتبُ اسماً اسماً. وكل أفعالكم ومذابحكم وجرائمكم تُوثّقُ جريمةً جريمة. وكل رسائلكم ومواقعكم الإلكترونية تُتابع بشكلٍ لا تتوقعونه. وكما قال كاتب هذه الكلمات منذ عام: «نحن حطّمنا جدارَ الخوف حتى.. بات يخشى الخوفُ منّا.. قادمون.. سوف نأتيكم كما الأمطارُ تأتي.. سوف نطلع.. من شقوق الأرض.. من كل الجهات..».
(خلصِت). لأن لدينا موقعاً على الإنترنت بعنوان (صفحة أخلاق الثورة السورية)! هل تُصدّق هذا يا بشار؟ هل تعرف ما معناه؟ معناه أن ثورةً لها أخلاق.. لابدّ أن تنتصر على نظامٍ لا يعرف لتلك الكلمة معنى.
(خلصِت). لأن نخوة أطفال العالم بدأت تتحرك ببراءتهم، بعد أن ماتت الإنسانية في نفوس أهلهم، وانهارت صدقية كل شعارات حقوق الإنسان التي يرفعونها. هل سمعتم مثلاً أن أطفالاً في السويد ألقوا أنفسهم على أرض سوقٍ تجاري للفت الأنظار إلى ما يجري لأطفال سوريا. السويد يا بشار.. وليس السويداء. أما السويداء فقد تمّ فيها إعلان تجمع (أحرار سوريا) في جبل العرب، والذي يضم 200 شخصية أصدروا بياناً يؤكد على دعم الثورة بكل الإمكانات التي يملكها في المناطق السورية. هل أخبرك زبانيتك بهذا يا بشار؟ أم أنهم لا يزالون يغرقونك بأوهامهم التي تؤكد لك أنهم نجحوا في تحييد هذا وذاك؟
(خلصِت). لأن أبطال درعا وحمص والساحل وحماة وإدلب والرقة والقامشلي ودير الزور أعطوا وضحّوا وقدّموا وافتدوا بلادنا الطاهرة على مدى خمسة عشر شهر بشكلٍ لا تكاد البشرية تراه إلا في الأساطير، ثم إن الأوان آن لتحمل حلب الراية بقوة منذ أسابيع. وأخيراً، جاءتكم دمشق. فرغم أن ريفها مُشتعلٌ يحرقكم بلهيبه كالنار منذ شهور، ومع أن قلبها لم يتوقف عن الحركة على نبض الثورة من أول يوم، إلا أن الفيحاء حملت اليوم الراية، ودخلت في المعركة بقوةٍ ليس ما ترونه منها الآن.. إلا طلائعها الأولى.
(خلصِت). لأن «مقطورات القطار الدمشقي قد بدأت تتحرك واحدة إثر أُخرى.. بالأمس فتيانهم وشبابهم الذين شبوا عن الطوق.. واليوم تجارهم.. وبقية علمائهم.. وعندما تتحرك دمشق.. فلن تتوقف إلا في قمم قاسيون ..» كما قال الشباب الرائعون في (اتحاد شباب دمشق للتغيير).
خلصِت. ولو لم تعلم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وإيطاليا وكندا واليابان وهولندا وسويسرا وغيرها أنها (خلصِت) لما قاموا بطرد سفرائك شرّ طردة.. فهؤلاء لا يحبون السوريين للون عيونهم، ولا يحترمون حتى مبادئهم الإنسانية المعلنة، وإنما هم قادرون على قراءة إشارات النهاية. خاصةً حين تكون بهذه القوة وهذا الوضوح.
وأخيراً وليس آخراً، (خلصِت).. لأن أهل حمص رفعوا، وهم يتظاهرون في دمشق، رايةً كتبوا عليها، وأنا أنقلها كما هي: «وإذا يعني هجّرتنا من حمص يا غبي.. مفكّر خلصت منّا؟! منطلع منتظاهر بالشام... جايينك جايينك.. يا بشار جايينك.. أهل حمص جايينك.. عنصّ القصر جايينك».
الله وأكبر.. والله (خلصِت).