دليل لفهم اسلوب المجرم بشار و ابيه في السيطرة على الشعب، و فهم الخطاب الاخير، و نصيحة
للاسف الشديد فإن ما تقوم به العصابة الاسدية المجرمة من حرب نفسية على الناس قد نجحت في افقاد البعض القدرة على التفكير و الادراك و التمييز، و قد اعطت لبعض الذين في قلوبهم مرض فرصة للترويج لضلالاتهم و اباطيلهم تحت مسمى الغضب للحق و الغيرة على المحارم. و قد يكون من بين هؤلاء من هو مستأجر بشكل او باخر من قبل عصابة الاسد، و لكن هؤلاء علمهم عند الله المطلع على خائنة الاعين و ما تخفي الصدور.
فالعصابة الاسدية قد ادركت من اليوم الاول لاستيلائها على السلطة انها يجب ان تقوم بالنهج الفرعوني في الحكم، و هو تقسيم الناس الى شيع و فرق، فتغدق العطايا على البعض و تلقي الفتات الى البعض و تحرم و تنتقم من البعض. فبذلك يتحول الشعب الواحد الى هرم متعدد الطبقات يفصل بين طبقاته مشاعر الحقد و الحسد و الكراهية. و كل طبقة في الهرم تكون مشغولة بالتحاسد و التنافس مع الطبقة التي تليها.
أي بمعنى ان بشار الاسد لا يحمل هم مواجهة الشعب كله، بل يحمل هم مواجهة عمه و اخوانه و الحلقة الضيقة النافذة من الاقارب و المقربين التي يمكن ان تنقلب عليه في يوم من الايام.
و الحلقة الضيقة من الاقارب و المقربين لا تحمل هم مواجهة الشعب كله، بل تحمل هم مواجهة البدائل المحتملين لهم عند بشار، فبشار عندما يغضب على احد المقربين منه، فانه سيقوم باستبداله بشخص مكافئ له من المقربين. فلذلك فان المقربين الذين حظوا برضى و ثقة بشار، مشغولين بالتنافس و التحاسد مع من يمكن ان يخلفهم في خدمة بشار.
و بدورها، فان الطبقة الثانية من المقربين من بشار تحاول منافسة الحلقة الاولى على رضا بشار، و تحاول زيادة اموالها و مناصبها لتصل الى مستوى الطبقة الاولى المقربة من بشار. و في نفس الوقت فان الطبقة الثانية تخشى على نفسها في حال ان انكشف انها تنافس الطبقة الاولى من الاستبدال باشخاص من الطبقة الثالثة، و لذلك فهي تظهر التفاني في خدمة افراد الطبقة الاولى المقربة من بشار.
و هكذا يستطيع بشار ان يجعل من الشعب هرماً كاملاً يظهر التفاني في خدمته (عن طريق النفاق) لنيل المصالح و المغانم المنهوبة من قوت الشعب.
و بالمقابل فان الشعب عندما يحس بانه قد تمت خديعته و يبدأ في التململ، فان ذلك عادة ما يكون في الطبقة الاوسع من الشعب في قاعدة الهرم حيث الملايين من المسحوقين و المحرومين و الذين ملوا من كثرة سماع الوعود الكاذبة، و لكن هنا تحصل المشكلة.
حيث ان الشعب بدلاً من ان يواجه مباشرة رأس الهرم و الطبقة الاولى من رجاله و معاونيه الذين ينهبون المال العام و مصادر ثروة البلد و مواردها الطبيعية، ثم يتقاسمونها فيما بينهم على حسب ترتيبهم في هذا الهرم الشيطاني ، يقوم الشعب بدلاً من ذلك بالاصطدام بالطبقة التي فوقه مباشرة من المستفيدين و المؤيدين و الجبناء و الخائفين و هي كثيرة العدد.
فالطبقة الحاكمة و المسيطرة في أي شعب هي تقريباً شخص عن كل مليون من الشعب، يعني في حالة سوريا فأنها في حدود 23 شخص. و هذه الطبقة لو سقطت، فسيسقط نظام الحكم كاملاً و لن يتبقى الا طبقات المستفيدين و المنافقين التي سرعان ما تغير ولائها و تنقلب على اسيادها.
و طريقة اسقاط هذه الطبقة المسيطرة هي بضرب شرعيتها و كشف انها كذابة و منافقة تردد الشعارات و لا تقوم بتنفيذ أي شعار من هذه الشعارات، بل بالعكس، فان هذه الشعارات تأخذ في الحقيقة عند الطبقة الاولى معاني اخرى غير المعنى الذي يفهمه الجمهور و عامة الناس. و بالاضافة الى ذلك فان الطبقة المسيطرة تقوم بانتحال الاعذار الواهية عندما يطالبها الشعب بتنفيذ أي واحد من هذه الشعارات.
و هذا ما ظهر في خطاب بشار الاخير امام مجلس المنافقين و الشبيحة، الذي يسمى زوراً و بهتاناً مجلس الشعب، فبشار قد اختصر الشعب في سوريا بمجلس المؤيدين و المنافقين الذين رضي بهم بشار و رضوا عنه. و لذلك فهو لا يجد نفسه ملزماً باي شيء خارج عن مجلس مؤيديه. و أي انسان خارج مجلس المؤيدين فهو اما ارهابي مرتزق مرتبط بالخارج، او عميل خائن مرتبط بالخارج، او شخص ساذج و غير واعي يضر بمصلحة الوطن (أي مصلحة بشار و ال الاسد).
و مصلحة الوطن العليا في نظر بشار هي مصلحته و عائلته في البقاء متشبثين بالسلطة، و عاضين عليها مثلما يعض الكلب على اللحم الذي سرقه.
و الاصلاحات في نظر بشار هي ما يرتضيه هو و يفصله على ذوقه و مزاجه للشعب من قوانين و قرارات تتخذ من لدنه، و يجرى عليها استفتاء شكلي مزور يقوم به شبيحته الذين يسلطون فوهات البنادق و المدافع على رؤوس الشعب. و على الرغم من ذلك فان تقدير سرعة تنفيذ هذه الاصلاحات الموعودة هي لبشار الذي له صلاحية تقدير الوقت و الكيفية المناسبة لتنفيذ الاصلاحات.
أي ان كل ما على الشعب هو الاستسلام لبشار و انتظار ما تجود به نفسه على الشعب المسروق المنهوب المغلوب على امره. و اذا حصل ان تمرد الشعب على بشار، فان بشار سيقوم بقطع و استئصال و بتر كل من تصل اليه يداه من الشعب.
و لا يخجل بشار مما ترتكبه كلابه من جرائم و فظاعات، فهو يكذب و يقول انه مضطر لمواجهة الارهاب و الارهابيين، و كأنما ما تقوم به اجهزة امن العصابة و شبيحتها هو شيء اخر غير ارهاب الناس و اخضاعهم عن طريق التخويف بارتكاب المزيد من الجرائم و الفظاعات.
هذه هي بعض الاكاذيب و الاساطير و الخرافات التي يبني عليها بشار شرعيته الزائفة، و من ثم يتحصل على اموال الشعب بناءاً على هذه الشرعية و ينفقها على هرمه الشيطاني بدلاً من ان ينفقها على عامة الشعب بالتساوي.
و لكن بدلاً من ان يقوم الناس بضرب الشرعية الزائفة لبشار، و هرمه الشيطاني من جيش الاجرام و اجهزة امن العصابة، و شبيحة و ابواق منافقة، و منعهم من الاستيلاء على اموال الدولة و تقاسمها فيما بينهم، يقوم بعض الطائشين بمهاجمة اناس اخرين بعضهم متورطين مع بشار و ال الاسد و بعضهم غير متورطين.
فبعض الطائشين يقولون لنا ان نكون مجرمين مثل عصابة الاسد و نقتل المدنيين العلويين. علماً بان هناك عدد ليس بالقليل من العلويين ممن تمرد على ظلم و اجرام و قذارة ال الاسد، و لكن هذا في نظر الطائشين لا يهم، فالمهم هو تفريغ الغضب.
و انا اقول عنهم طائشين لانهم بعملهم هذا لن يصلوا الى المجرمين من الطائفة العلوية بالضرورة، لان هؤلاء عليهم حراسة و حماية مشددة، و انما سيصلون الى من يختار بشار الاسد التضحية بهم من العلويين لاشعال الحرب الطائفية. و هؤلاء قد يكون من بينهم من هم معارضين لبشار اصلاً، فنكون في هذه الحالة قد جمعنا الاجرام الى الطيش و الغباء
و لو اطعنا هؤلاء الطائشين و عصينا اوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم و خلفاءه الراشدين، فاننا سنجد ان هناك شبيحة و مجرمين من طوائف اخرى، و هنا قد يقولون لنا هم معهم،
و هكذا سنجد انفسنا بدلاً من ان نواجه العصابة الاسدية المكونة من عشرين شخص، و نفكك الهرم الشيطاني بتدمير رأسه، نجد اننا سنضطر الى مواجهة جميع الطبقات التي تليهم في الهرم الشيطاني (مثل ما حصل في الثمانينات). و قد تم استدراجنا الى هذا الفخ فخسرنا.
فهل هناك داعي لتكرار الخسارة؟
ملاحظة اخيرة: ان القيام بتصفية اكابر المجرمين في النظام على الرغم من انها مشروعة، الا ان ذلك يجب ان يترافق مع العمل المركز على اسقاط شرعية النظام و فضح اكاذيبه و نفاقه. لانه بدون ضرب الشرعية سيقوم الهرم الشيطاني بتعويض الفاقد في كوادره من الطبقات التالية و يستمر الهرم فوق كرسي الحكم. و هذا ما حصل في موضوع خلية الازمة.