أمِنْ إيرانَ آمنَكَ الوكول؟!
ودونك فرَّ شيعتُك الفلول
وما يُنْجِيكَ لو دُرِّعْتَ أمْناً
أمِنْ (إيران) آمَنَكَ الوكولُ؟!
نَعمْ، كان السبيلُ لكم فراراً
يجُدُّ بِسَبْقِ ما صدق العَذول
ولكنْ مَن يقرِّعُه نَصَاحٌ
وفي أثوابه عَنَتٌ يجول؟!
يُغَرُّ (بمجلسِ الخرفان) ثغياً
ليهنأ منه مبْسَمُه الخجول
ويُنظَمَ عنه في التمجيد شعراً:
"فديتُك أيها الأسد البَسول"
أما إن كنت ما هذروا، لماذا
أراكَ قِواكَ أرْهَقَها الذبول؟!
أرها لا صُعودَ لها ولكن
بها حَدَرٌ يلازمه النزول
وكيف يُطيق هذا الحال حِمْلٌ
وفي العرصات قد نَهَدَ الفحول؟!
عزيزي، أيها السفاحُ مهلاً
ألست الآن يأسرك الفضول؟
ألست، إذا رعاك الكِبْرُ نفْساً
سألتَ أصمَّ: ما تحكي الطبول؟
وتعجب إن سألناك ارتحالا
علام الشعبُ منطقُه جَهُول؟!
أما ناديتُ بالإصلاح أمراً
وكلِّي ما به طلبوا مُثول؟
وسِرْتُ بِخَطْوِ من يرعى وَفاقاً
ولكنْ للشقاق تُرى ذيول
فيا بئس الفعال بما اقترفتم!!
عطاشَ الفتك مَن نالوا ونولوا
أولئك من جرائمهم، تصوَّرْ
أصاب اليومَ (إبليسَ) الذُهولُ!
فكمْ عينٍ جرَرْتَ لها الرَّزايا
إذا اختلطتْ بأدمُعِها الكحولُ!
وناحبةٍ تَرِقُّ لها المنايا
على جَسَدٍ يعاقِرُه الهُزول!
أتعجب من بكاء الشام لما
تأنُّ على مواجعه السهول؟!
فجاء الشَّكْوُ: ياللهُ نصراً
فإن الأرضَ ساستُها مَغول
تصوّرْ وَقْعُ رشاشٍ يُدوِّي
على الأسماع مِلءَ الطَلْقِ: زُولوا
تصوّرْ من نَتاجِ الشام طفلاً
من الأحداث أذواه الذبول
تصوّرْ طفلةَ السنتينِ شابت
تَساقَطَ في أضالعها الكُهول
تمنَّتْ أن تعيشَ الفجرَ لكنْ
كذا الإجرامُ منطقُه يقول
ولكنّا لإحدى الحُسنَيَيْنِ نمضي
بعون الله قدوتُنا الرسول
فلا قصفٌ يقُضُّ العزمَ فينا
ولا قمعٌ يراد به العُدول
وإنّ التضحياتِ لها شموسٌ
ستُزْهِرُ حينَ مطلِعها الحقول
ومن أولاك من (عِرقوبَ) وعداً
لبئسَ الوعدُ تفضحه الفصول