هكذا علمتني الثورة السورية – 15
بقلم : أبو ياسر السوري
49 - لن تهدأ المجازر في سوريا ما دام بشار الأسد على قيد الحياة ، وقد كان البعض يظن أن أخاه (ماهر) هو المجرم الأكبر ، فها هي الأخبار المسربة تقول : إنه فطس منذ أكثر من أسبوعين ، وكان مقتله بثلاثين طلقة في ظهره ، من بندقية حارسه الخاص ... فلم يتأثر بشار بمقتل أخيه ، ولم يكف عن القتل وسفك الدماء ...
وكان البعض الآخر يتصور ، أن كبار ضباط أمنه ، وكبار قادة جيشه ، هم الذين يمسكون بالحكم ، ويظنون أن بشار ليس أكثر من واجهة ... وإن حكم البلد بيد أولئك الأعوان المقربين .. ثم ظهر أخيراً خطأ هذا التصور . فمنذ أسبوعين استطاع جيشنا الجيشُ السوري الحر الباسل ، أن ينفذ عملية نوعية ، تمكَّن بها من دسِّ السم في طعامٍ ، معدٍّ لما يسمى بخلية إدارة الأزمة السورية ، نَفَقَ جراءها عددٌ من كبار معاوني هذا الخنزير . فمات آصف شوكت ، وداود راجحة ، وهشام بختيار ، وآخرون ... وبقي رأس العصابة المافيوية وحده ، فلم يتغير شيء ، بل زاد في تصعيد العمليات الإجرامية ، وما زال قادرا على، تحريك فرق الموت هنا وهناك ، وكأن أمرا لم يكن ..
وإن دل هذا وذاك على شيء ، فإنما يدل على أن هذه العصابة أشبه بأفعى كبيرة جداً ، مهما قطعتَ من ذيلها ، فلن تفقدها الحياة ، وستبقى قادرة على نهش ضحاياها ، وتفريغ سمها فيهم . ولن يؤمن شرها إلا بهرس رأسها بين حجرين . فيا أيها الثوار : اهرسوا رأس الأفعى في دمشق ، وليكن هرسها سريعاً على طريقة هلاك تشاوتسشكو ، وإياكم أن تمهلوه لحظة ، فو الله لو لم تفعلوا ليفلتن من أيديكم ، وربما عاد إلى قتلكم من جديد ، فهو من الأفاعي السامة ، ومن الحكمة التخلص منه ومحاكمته ميدانيا ، محاكمة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق ، ثم ينفذ فيه حكم الإعدام رمياً بالرصاص ، ثم يذاع نبأ موته عقب تنفيذ الإعدام ، فإن لامنا لائم بعد ذلك ، قلنا له : " سَبَقَ السيفُ العَذَل " .
50 – حين نظرنا إلى هذه العصابة المجرمة ، من زاوية إجرامها ، لم نجد أقرب شبه إليها سوى الأفعى السامة القاتلة المميتة ..وربما لا يروق للكثيرين ذِكْرُ الأفعى ، لأن مجرَّد ذكرها يثير الخوف والاشمئزاز ..
فبماذا يمكن أن نشبه هذه العصابة ، إذا نظرنا إليها من زاوية شفط المال ، وسرقة خيرات البلد ، وتحويل ثلاثة أرباع أبنائه إلى فقراء جياع مساكين، يعيشون تحت خط الفقر بدركات .!؟
لا أرى لهذه العصابة شبهاً إلا ( ديدان العلق ) وهي أشره المخلوقات في مص الدماء ، ما إن تغرز خرطومها في الجسد حتى تبدأ بامتصاص الدم ، ومن غير توقف حتى ينفجر بطنها .. ومع ذلك تستمر فيما هي فيه ، فتصبح وكأنها صنبور ماء مفتوح ، يتدفق منه الدم باستمرار ... وعلى رأس هذه الديدان ، المصاصة الدماء البشرية ، ثلاث عوائل من القرداحة ، هم بيت الوحش ، وبيت مخلوف ، وبيت شاليش ... امتصوا ثروات سوريا ، وكدسوا المليارات على حساب مقدرات الشعب السوري ، وتجهيله وإفقاره ، وتعاسته وشقائه ، وتشريده واغترابه . وإذلاله وإهانته ، على مدى أكثر من اثنتين أربعين سنة ...
كانوا قبل وصولهم إلى الحكم فقراء ، فظل شبح الفقر يلاحقهم ، ولم يفارقهم رغم استلام الحكم ، وفي تقديري هذا ما جعلهم أشبه بالعلق ، في امتصاص خيرات البلاد ... ابتداء بسرقة الحبوب ، وسرقة البترول ، وسرقة الغاز الطبيعي ، ومروراً بالتكويش على شبكة الاتصالات ، وسرقة الكهرباء ، وسرقة زيت الزيتون ، وفتح باب الرشا على مصراعيه ، وإيرادات الاعتقال ، وما يستفاد من الموقوفين والمساجين ... تصور صار السجن موردا ماليا واسعا لزبانية آل الأسد ، فكانوا يعتقلون المواطن لابتزاز المال من أهله ، وإذا لم يستطع الأهل شراء سجينهم ، قتلوه وصفوه ، ولم يخبروهم بمصيره .. فهنالك آلاف المفقودين من هؤلاء المعتقلين ، المقتولين بلا ذنب ، ولا يعلم أهلهم أفي الأحياء هم أم في الأموات منذ ثلاثين سنة وحتى الآن ... وقد اخترع هؤلاء لأنفسهم موارد أخرى لامتصاص المال ، فقد أبرموا عقود شراكة مع مهربي المخدرات ، وراحوا يقاسمونهم في أرباحها ... ولم يفتهم أن ينشئوا لأنفسهم شركات للمواصلات والنقل الداخلي والخارجي ، من ذلك على سبيل المثال ، سفريات القدموس في الساحل السوري ، إنها للرئيس المقبور شخصيا ، وشريكه فيها بحسب الظاهر اللص النصيري مهران خوندة ، الذي خسر في أحد نوادي القمار في لندن بليلة واحدة 100 مليون دولار أمريكي ، فخرج من النادي وهو يضحك ، ولم يبدُ عليه أي انزعاج .. وعلى هذا فأقل التقديرات لسرقات بيت الأسد من سوريا ، تقدر بما يزيد على 600 مليار دولار أمريكي ، خلال فترة حكمهم ، الذي امتد أكثر من أربعة عقود ، هذا غير القصور العديدة ، ونوادي القمار ، ومواخير الرذيلة ، التي يمتلكونها في عواصم العالم ...
وأما دودة العلق رامي مخلوف ابن خال الرئيس فيملك (30) مليار دولار نقدا وعدا . وكذلك الدودة الأخرى ابن عمة الرئيس ذو الهمة شاليش ، فهو من أغنى أغنياء العالم ...
هذه الفساد كان مغلفا بأقنعة الاستبداد ، لا يجرؤ أحد على التفوه بكلمة واحدة منه ، وإلا نحروه ، وزعموا أنه انتحر بعدة طلقات .. فلما تفجر بركان الثورة ، وقتل الخوف فينا ، خرجنا لنقول لديدان العلق : أيتها الديدان ، كفي عن امتصاص خيراتنا ، وسرقة ثرواتنا ، وامتصاص دمائنا .