الدابة رقم 2 والنفاق العالمي
بقلم : حسام الثورة 29-5-2012
على وقع فاجعة مجزرة الحولة وتسارع التصريحات وكثرة المقابلات وتبادل الزيارات والقبلات يضيع المراقب البسيط ويظن أن وراء الأكمة ما وراءها .
دعونا نقف لحظة أمام هذه المواقف المتباينة بين الأطراف المتفقة على استباحة الدم السوري ولنردها إلى أصلها وإلى القاسم المشترك بينها لنرى أنها تناغم بين جزارين مختلفين يلعبون أدواراً مختلفة
موقف أوربا المتشدد طرد السفراء , والله لقد أحرجتم النظام السوري الم يكن من الأفضل أن تفرضوا عليه عقوبات جديدة من مثل بيع الشوكلا السويسرية والعطور الفرنسية ..... سامحوني لا استطيع تعداد القائمة المؤثرة على النظام السوري فأنا ليس من الطبقة المخملية .
والله لقد أحرجتم النظام وحميتم الشعب طالما أنكم لن تلجئوا إلى خيار القوة أو البند السابع خوفاً من الحرب الأهلية بارك الله بكم أليست المجازر التي تحتجون عليها هي إبادة أهلية أم إذا كانت من طرف واحد فلا بأس وإذا كانت ضد المسلمين فهذا خير على خير هل إذا كانت هذه المجازر ضد المسيحيين وأنا أعتبر أن المسيحيين أهلي في سوريا وثورتنا ضد الظلم واحدة هل سيكون موقفكم كما هو الآن وهل إذا كان المعتدى عليه يهودي واحد وبالإهانة فقط سيكون لكم هذا الموقف , لا والله وألف لا والله كيف لا وأنتم يا أحفاد القردة والخنازير تصرحون صبح مساء لا للتدخل العسكري في سوريا وبعبارة أخرى أقتل فلن نزعجك ,كيف لا وأنتم تتفاخرون بحماية أمن إسرائيل وإسرائيل تسميه ملك ملوك إسرائيل , لا شك إنكم تعلمون بل وتتعاملون مع روسيا وإيران ولبنان ..... لتزويد النظام السوري بكل ما يريد ولعلي أذكر مذابح البوسنا والهرسك بإخواننا المسلمين ولا زالت تتردد في مسامعي قول أحد البوسنيين وهو يقول كنا نعاني من حصارين الصربي والاتحاد الأوربي , ونحن اليوم نعني من حصارات متعددة , ألأممي والعربي... , ألستم انتم من أرسل كوفي عنان ولا زال يدعم مبادرته والتي تعني لنا نحن السورين تغطيتكم الدولية على ارتكاب المجازر ولا زلتم مصريين على أنها المخرج الوحيد من الأزمة ولكنكم لم تقولوا لنا أية أزمة , لا تزعجوا أنفسكم أنا أجيب عنكم إنها أزمة وجود الشعب السوري , شكرا لكم ولن ننسى لكم صنيعكم أيها الصليبين الجدد.
أما روسيا فقد أحرجت النظام أكثر إذ حملته جزء من مسؤولية مجزرة الحولة مما صفق له المراقبون السذج واعتبروه مؤشر جديد وتحول كبير في الموقف الروسي , سامحوني إنه غاية الغباء , ولكن الروس قبحهم الله لم ينسوا تصريحات هذا التافه غليون ومطالبته الشعب السوري بالدفاع عن نفسه واعتبروها تحريض على الإرهاب وهي لا شك هي السبب المباشر لمجزرة الحولة وحماة وكفر عويد....... أليس غليون شريككم في الدم السوري أليس هو من وقف سداً في وجه تسليح الجيش الحر وحتى الاعتراف به , أليس هو أحد أسباب تفرق المعارضة التي لم ولن ترتقي لمستوى الثورة فهي إما ميتة أو أنها صنيعة النظام , وحتى لو كانت شماعة لعدم التدخل للضغط على النظام .
أما هذا الدابة الجديد الدابة رقم 2 والذي أسرع إلى سوريا ليطمئن النظام العميل ألا تخف فكل ما تسمعه هو كلام بكلام , هذا الخائن هو نفسه الذي دافع عن نظام العصابة في جريمة اغتيال الحريري ثم هو الذي وضع الخطة التي لا تتضمن تنحي الأسد عن السلطة وهو الذي حدد ثلاثة أشهر وقد مضى شهرين على الخطة ولم يكتمل العدد المقترح وأنه لا بد من استكمال عدد المراقبين أي أنه لا زال لديك الوقت للقتل و وكأن المشكلة هي استكمال العدد أم وقف القتل وهذا ما يكفي أن يقوم به مراقب واحد , بالوقت الذي يصرح فيه رئيس البعثة مود أنه لا يمكن مراقبة كامل الساحة السورية , وطبعاً بعد نهاية الثلاثة أشهر وحتى مع اكتمال العدد سيكون لهذا الدابة اقتراحات أخرى ... زيادة العدد.... مهلة جديدة للتأكد .... الضغط على النظام .... تحميل القاعدة وربما إرسال قوات دولية لمساعدة النظام السوري بالقضاء على القاعدة ( وهنا طبعاً القاعدة الشعبية )
هو نفسه هذا الدابة الذي ينادي جميع الأطراف بوقف العنف وهو نفسه الذي لم يتأكد بعد من التزام النظام بخطته وهو لا يزال متفائل , أيها الحقير الم يكفيك ما سال من الدماء وما تم من الخراب حتى ترى التزام النظام بخطتك المعلنة ولكن يبدو أنه ملتزم بخطتك التي لم تعلن وهي متابعة القضاء على الشعب السوري .
عنان متفائل لإن الرئيس السوري أخبره أنه لا مخرج إلا بوقف الإرهاب ؟؟؟ ومتفائل لإن الرئيس السوري أخبره أنه سيسمح بدخول المساعدات إلى الشعب السوري ( وطبعا الشعب السوري هو الشعب العلوي لأن البقية أرها بين ) لا شك أن عنان اقتنع بجواب التافه المقداد نائب وزير الخارجية الطبل حين قال إن النظام السوري لم يخترق خطة عنان ولو مرة واحدة علما أن المراقبين الدوليين أكدوا الخروقات الكثيرة في المقابلات ولكن كون المقداد هو مسئول رفيع المستوى فلا يمكن ترك شهادته والأخذ بأقوال المراقبين , ومن كان منكم أيها السوريين يظن أن كوفي عنان والمجتمع الدولي جاء لحمايتكم وانتم تشكلون الخطر القادم على إسرائيل فهو واهم وليراجع حساباته .
أخوتي في سوريا لا تبنوا أحلاما على جميع هذه الحركات المشبوهة وتوكلوا على الله وأعلموا انه كما قيل ما حك جلدك مثل ظفرك
ودعوا الخلق وتوجهوا إلى الخالق وقفوا بكل ما لديكم خلف شبابكم في الجيش الحر مدوهم بكل ما استطعتم من وسائل القوة ومن دعاء الفجر فالنصر قادم بإذن الله , واعلموا أن الشعوب التي تحررت لم تكن في يوم من الأيام أقوى من مستعمرها عسكرياً , جميع ثورات العالم لم يكن لديها طيران أو دبابات , جميع ثورات العالم لم يكن لديها أسلحة ثقيلة ولكن جميع ثورات العالم انتصرت , انتصرت حسب منطق التاريخ فكيف إذا كنا نملك إضافة لمنطق التاريخ إيماناً بالله وعقيدة لا يطاولها الشك ووعد من الله بالنصر وقول أسلافنا بطلب الحسنين النصر أو الشهادة فسيروا أيها الأحرار على بركة الله
والنصر بإذن الله لثورتنا المباركة