حاوره فى الرباط – أحمد أبواليزيد
«بعد كل هذا المشوار والنجاح لا أجد نفسى فى هذا المجال».. بهذه الكلمات
بدأ المطرب السورى فضل شاكر حواره مع «اليوم السابع» فى الرباط، موضحا
أسباب اعتزاله قريبا، حيث اعترف فى الحوار أنه يعانى صراعا داخليا وأنه قبل
أن يحترف الغناء عمل «لحام كهرباء»، وبائعا فى سوبر ماركت وفى وظائف أخرى
كثيرة
.كما أكد أنه يغنى فقط من أجل دعم الثورة السورية، وسيدعمها حتى آخر نفس ولو وصل دعمه للسلاح سوف يقدمه للثوار…
◄◄ هل يعيش فضل شاكر صراعا داخليا بينه وبين نفسه؟
- نعم أعترف أننى أعيش هذا الصراع الداخلى وهو صراع لا يشعر به إلا
صاحبه وقد يلاحظه الآخرون لكنهم لا يفهمونه، وهو صراع قد تطلق عليه صراع
بين الخير والشر بين الإيمان والكفر بين الصدق والكذب.. إلخ.
◄◄ متى بدأ هذا الصراع معك؟
- منذ 4 سنوات أو أكثر قليلا، وبالتحديد منذ أحداث غزة الدامية بدأت
أشعربـ «القرف والزهق» من الفن الذى تدنى مستواه فى ظل غياب النقابات
والمؤسسات الفنية، وبالتالى أصبح الناس لا يصدقون الفنانين مثل زمان وهو
أمر خطير أن يفقد الفنان مصداقيته، وهذا معناه أن كل ما يقوله الفنان أو
يغنيه لن يصدقه أحد، ومع الأسف الكثير من شركات الإنتاج ساعدت وساهمت فى
ذلك وهو أمر مخزى.
◄◄هل ستعتزل الغناء حقا؟
- بالفعل نية الاعتزال موجودة، وقلتها من قبل ولكنها فسرت بالغلط على
أننى اعتزلت، وذلك عندما ظهرت على قناة الرحمة، حيث سألونى هل ستعتزل أجبت
إن شاء الله قريبا، وأسباب الاعتزال يعود جزء منها إلى الهداية، حيث أديت
مؤخرا فريضة الحج مرة والعمرة 3 مرات، فوجدت نفسى من بعدها أشعر بالراحة
والسلام الداخلى والطمأنينة بينى وبين نفسى وحتى الآن وأنا أغنى لأننى من
موقعى كفنان أستطيع أن أخدم الثورة السورية وسأظل أغنى حتى يموت بشار الأسد
ويومها سأهدى اعتزالى للثورة السورية.
◄◄ كيف تدعم الثورة السورية؟
- بكل شىء أستطيع أن أقدمه، وأقل شىء الدعم المادى وهناك الدعم الغذائى
ثم الطبى، كما أن دعمى للثورة السورية موثق بالصور، ولكننى لا أريد أن أظهر
هذه الصور من أجل الناس الذين يظهرون فيها وحتى لا يقول الناس أننى أبحث
عن الاستعراض والبروباجندا التى أنا فى غنى عنها من الأساس، وكل حفلة
أقدمها يذهب نصفها أو ثلثها إلى دعم الثورة الثورية ولقد تعودنا أن نسمع من
الفنانين كلمة أن الفن رسالة فأين هى الرسالة؟ الرسالة أن اتخذ موقفا
وأعلنه وأنا اتخذت موقفى وأعلنته، ولم أجد فنانا واحدا ساندنى أو دعمنى أو
أيد موقفى باستثناء الفنان وليد توفيق، والحمد لله أنا لست فى حاجة لأحد.
◄◄ لماذا الثورة السورية بالتحديد التى تألم وتحرك لها فضل شاكر رغم أن سبقها ثورات أخرى؟
- لأن الثورة الليبية على سبيل المثال لاقت الدعم ومنه السلاح الذى تقف
وتدافع به عن نفسها، أما الثورة السورية بها ظلم كبير وبها نساء يتم
اغتصابهن، وأطفال ورجال وشباب ونساء وشيوخ يموتون ومساجد تقصف فبماذا نسمى
ذلك! أين الرحمة والإنسانية! ما هذا الكفر! يجب أن يعرف الجميع من رؤساء
وملوك وأمراء وشعوب وكل من بالعالم العربى وغير العالم العربى أن الشعب
يدافع عن عرضه وكرامته ودينه، يجب أن نحذر من المؤامرة التى تتعرض لها
سوريا وغيرها من الدول العربية الشقيقة بأن هناك من يسعى إلى هذا الخراب
والدمار المدبر ومعروف من هم وراء ذلك.
◄◄ ألا تخاف من فكرة دعم الثوار السوريين بالسلاح مما يؤدى إلى حرب أهلية؟
- هذه حجة فالحرب الأهلية واقعة بالفعل ودائرة من الآن وسوف يتم القضاء على أهل السنة جميعا وعددهم 23 مليون سورى.
◄◄ ماذا ستفعل بعد اعتزالك؟
- سوف أدافع عن كل سنى مظلوم على وجه الأرض لأنهم مظلومون، وسوف تكون
هذه قضيتى الأولى والأخيرة ويجب أن تتكاتف الدول العربية لإيجاد حل لهذا
الموت والدمار الذى يحدث بين مسلمين ومسلمين.
◄◄هل زرت مصر مؤخرا؟
- آخر مرة زرت فيها مصر كانت منذ 5 شهور، وهى مدة طويلة لم أفعلها من
قبل فى بلد أعشق ترابها حتى أن الكثيرين لا يعلمون أن جدتى مصرية
إسكندرانية واسمها سلمى، وهو ما يعنى أننى لى أصول مصرية، وأنا حزين جدا
على مصر لأنها أمنا كلنا وعزتنا ويجب ألا يسمح لأحد أن يفسد حضارتها
ومكانتها بين الأمة العربية والعالم ككل، وأتمنى أن يأتى رئيس جمهورية
يصونها ويحافظ عليها وأن يضع يده فى يد شعبها لتنهض وتصبح أفضل مما كانت.
◄◄ لماذا يشعر محبو فضل شاكر أنه مختلف عن فضل الذى عرفوه برومانسيته وإحساسه فى الغناء؟
- لأننى بصراحة أغنى بدون «نفس»، ولكنى مضطر أن أفعل ذلك كما قلت لك
سابقا حتى أدعم الثورة السورية والحمد لله أنه أنعم الله على بالصوت
والمحبة والستر وما أنا فيه وعليه الآن.
◄◄ وكيف نصلح من حال العالم العربى فى رأيك بما أنك مهتم بالقضية العربية؟
- بالعودة لديننا فما يحدث أعتبره عقابا أو ابتلاء من الله لأننا تناسينا ديننا ولو رجعنا لديننا ستتوحد الصفوف.
◄◄ ما جديد فضل شاكر فى الفترة المقبلة؟
- هناك أنشودة من المفروض أن تصدر خلال أيام عنوانها «سنظل فيها صامدين» وهى أنشودة للثورة السورية.