تكثفت الاتصالات أمس بين الجانبين اللبناني والتركي من جهة، والخاطفين
من جهة ثانية للإسراع في الإفراج عن المختطفين اللبنانيين الـ 11 الذي
اختطفوا في ريف حلب يوم الثلاثاء الماضي، من غير أن تسفر الوساطات عن حل
عاجل للقضية، في وقت أعلن فيه الأمين العام لحزب الأحرار السوري إبراهيم
الزعبي أن “رد فعل المجموعة المحتجِزة للبنانيين على تصريحات الأمين العام
لحزب الله حسن نصر الله الذي أهان قيمة العمل الذي سهرت على تنفيذه مجموعة
من الشرفاء من الثوار السوريين”، عرقل عملية الإفراج عنهم يوم الجمعة
الماضي.
وفي حين أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن “العمل مستمر في
قضية المختطفين اللبنانيين وإن كانت الوتيرة لا تجري بشكل سريع”، لافتًا
إلى أن “النتائج مرضية حتى الساعة وإن لم تكن قد وصلت إلى خواتيمها”، أكد
الناطق باسم حزب الأحرار السوري في لبنان الشيخ بلال دقماق، المطلع على سير
العملية التفاوضية للشرق الأوسط أن “شروطًا جديدة وضعها الخاطفون بعد
تصريح نصر الله الأخير”، مطمئنًا بأن “المختطفين سالمين”، واعدًا بأن يكون
هناك “اتصال بين أحدهم مع ذويه، أو تسجيل صوتي لهم على الأقل، لطمأنة
عائلاتهم أنهم بخير”.
وشدد دقماق، في اتصال مع الشرق الأوسط على أن خطاب نصر الله “كان السبب
المباشر لإلغاء الصفقة”، حيث “كان المحتجزون برفقة الخاطفين على مسافة
قريبة من الأراضي التركية، حين ألقى نصر الله خطابه”، لافتًا إلى أن
الخاطفين “في تلك الأثناء، تراجعوا عن إنجاز العملية، بعد سماعهم نصر الله
يقدم الشكر للنظام السوري”، ناقلاً عن المجموعة الخاطفة تساؤلها: “هل يشكر
نصر الله النظام على المجازر التي ترتكب في سوريا؟”.
وإذ أشار دقماق إلى أن عملية التسليم “كانت تتم من غير شروط”، أكد أنه
“بعد خطاب الأمين العام لحزب الله، وضعت شروط جديدة لقاء الإفراج عنهم”، من
غير الإعلان عن تفاصيلها. وقال: “أتكتم على الشروط الجديدة حفاظًا على
سلامة المختطفين، وعلى نجاح المهمة، ولن أدلي بأي معطيات عن العملية،
حفاظًا على سير العملية التفاوضية”.
ولفت دقماق إلى أن “الإفراج عن المختطفين من الصعب أن يتم اليوم (أمس)،
لكنني أؤكد أن هناك إشارات إيجابية في القضية، ويجري التنسيق مع شخصية
لبنانية ذات وزن في العمل السياسي اللبناني يشارك معنا في المفاوضات”،
مشددًا على أن “المختطفين بحالة صحية جيدة، وجميعهم سالمون”، واعدًا بتأمين
“تسجيل صوتي لهم كي تطمئن عائلاتهم على سلامتهم، كما سنحاول تأمين اتصال
هاتفي بين أحدهم مع ذويه”.
وكان الأمين العام لحزب الأحرار السوري إبراهيم الزعبي، أكد في بيان
صادر عنه، “أن حزب الأحرار السوري ليس له أي علاقة بعملية الاختطاف وهو ضد
مبدأ ترويع المدنيين وتخويف الغافلين وإنما كان يلعب دور الوسيط”، مشيرًا
إلى أنه “انتهى دور الحزب عندما وصل المحتجزون إلى تركيا”.
وأشار إلى أن “المعلومات التي يصرح بها الحزب هي المعلومات التي ترد عبر
وسيط متصل مباشرة مع المجموعة”، لافتًا إلى أن الحزب “يقوم بنقلها حسب ما
ترده بكل أمانة ومهنية وهو غير مسؤول عن مصداقيتها مع أنها أثبتت مصداقيتها
إلى الآن”. وأضاف: “المحتجزون كانوا على الأراضي التركية في المناطق
الحدودية المشتركة بين سوريا وتركيا من الناحية التركية حسب ما أفادت به
الاتصالات مع المجموعة التي قامت باحتجازهم، وهذا ما صرحت به الدولة
اللبنانية والتركية على لسان مسؤولين رفيعي المستوى”.
ولفت إلى أن “الأمور كانت تجري بالخط الصحيح واللمسات الأخيرة كانت
ستوضع على عملية التسليم لولا رد فعل المجموعة المحتجِزة للبنانيين على
تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أهان قيمة العمل الذي
سهر على تنفيذه مجموعة من الشرفاء من الثوار السوريين، وأيضًا ما قام به
المحتجِزون أنفسهم من حماية اللبنانيين من نيران وقصف الأمن والشبيحة الذين
يدعمهم حزب الله، ثم قيامه بتوجيه الشكر للمجرم بشار الأسد الذي كان ولا
يزال أهم سبب من أسباب عدم تسليم اللبنانيين لدولتهم”.
وتتضمن قائمة المختطفين: عباس شعيب، عباس حمود، جميل صالح، علي حسن
عباس، حسن حمود، عوض إبراهيم، حسن أرزوني، علي ترمس، حسين علي عمر، علي
حسين زغيب، ومحمد منذر.