جَلَّ المصابُ

جَلَّ المصابُ وحمَْلهُ أَعْياني ... مِمَّا جَرَى في حُوْلةِ الفُرْسَانِ
ذبْحُ الطُّفولةِ ذَبْحُ أحْلامي أنا ... أشْكُو المُصَابَ لربِّنا الدَّيَّانِ
زَهْرٌ يُضَرَّجُ بالدِّماء بِبَلْدَتِي ... لَهْفِي عَليهِ مُجَرَّح الأَغْصَانِ
وذبُولهُ قبْلَ الأوانِ أَحُسُّهُ ... ذُبُوْلَ رُوْحِي يا أَخَا الأحْزانِ
آهَاتهُ تُدْمِي الفُؤَادَ وَصَمْتُهُ ... سَيفٌ يُجَرِّحُ حَدُّهُ وُجْدَانِي
دَمُهُ الطَّهُورُ دَافِقٌ فَوقَ الثَّرى ... لكِنَّهُ يَبْدُو لَمِنْ شِرْيَانِي
وأنا البعيدُ أشْتَكِي مِمَّا جَرَى ... وَتَجَاهلُ الدُّنْيا لنا أبْكَاني
مَنْ عِنْدهُ دمْعٌ فإنَّ مَدَامِعِي ... جَفَّتْ على مَا حَلَّ في أوْطَاني
والرُّوحُ منِّي أُتْعِبَتْ بِنِدَائِهَا ... مَنْ يُنْقِذُ الشَّاكي مِنَ الطُّغْيانِ
مَنْ يقْطعُ النَّزْفَ الغزيرَ لِجُرْحِنَا ... فالنَّزْفُ فاقَ غزارةَ الغُدْرانِ
وَالأرْضُ تُسْقَى بالدِّماءِ كَأَنَّها ... عَطْشَى لهُ مِنْ سَالِفِ الأزْمانِ
فَغَداً سَتنْبتُ أرْضُنَا جِيلاً بِهِ ... للثَّأْرِ قلْبٌ قُدَّ مِنْ نيرانِ
كَي يَقْتلَ الأفْعى فإنَّ سُمُومها ... تسْري لِتُوْهِنَ شِرْعَة الأيْمانِ

أبو إسلام الحمصي
26 / 5 / 2012م