نريدها حربا طائفية ضد النصيرية ، وإن كره الجبناء :
بقلم : أبو ياسر السوري
لما وقع الظلم على المسلمين في مكة ، وبلغ مبلغا لا يطاق ، وجه الله نبيه إلى الخروج منها ، واللجوء إلى بلد تحميه وتحمي أصحابه من خطر الإبادة والاستئصال ، وكانت هذه البلد هي " يثرب " التي أصبح اسمها بعد الهجرة : ( المدينة المنورة ، ودار الهجرة ، ومدينة رسول الله ، وعاصمة الإسلام الأولى ..) .
ولما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وتكفل الأوس والخزرج بحمايتهم من أي اعتداء عليهم بين ظهرانيهم ، جن جنون قريش ، وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنجاه الله منهم ، ولحق بأصحابه الذين أمرهم أن يسبقوه إلى المدينة . فانتقموا من أولئك المهاجرين فاحتلوا دورهم ومساكنهم ، ونهبوا ما فيها من اثاث ورياش ، وعاثوا فيها فسادا ، وهذا ظلم صارخ ، وقد سبقه ظلم أشد منه بعشرات المرات ، فقد سلبهم المشركون حرية الاعتقاد ، ومنعوهم من الإيمان بالله ورسوله .. فلما خالفوهم ، واختاروا عبادة الله وحده ، ونبذ عبادة الأوثان ، أنزلوا فيهم أشد أنواع العذاب ، ثم فرضوا عليهم حصارا ظالما ، فألجؤوهم إلى شعب بني هاشم ، ومنعوا الناس أن يبايعوهم أو يشاروهم ، وامتنعوا عن تزويجهم أو التزوج منهم ، ومنعوا عنهم الطعام ، حتى أكلوا أوراق الشجر ، وجلود الحيوان ، ودام هذا الحصار أربع سنوات . حتى اضطر المسلمون أخيراً إلى الفرار بدينهم ، والهجرة من مكة إلى المدينة . فنزل قوله تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وأذن الله للمسلمين بالدفاع عن أنفسهم ، وأباح لهم قتال عدوهم ، لدفع الظلم والعدوان .
ولئلا يكون هنالك تعسف في استعمال الحق ، أنزل الله عددا من الآيات ، التي تنظم عملية الجهاد في سبيل الله ، وتنأى به عن الظلم والعدوان .
من هذه الآيات : قوله تعالى : " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ "
ومنها " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
ومنها : " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
ومن مجموع النصوص القرآنية في الجهاد ، يتضح أن الجهاد إنما شرع لدفع الظلم ، وإيقاف المعتدي عند حده ، من غير تجاوز للحد الذي يقتضيه العدل والإنصاف ، وهذا يعني أننا لا نكون مخطئين إن قاتلنا من قاتلنا ، وسالمنا من سالمنا ، وينبغي أن نكافئ المعتدى بمثل عدوانه ، دون زيادة ولا نقصان .
ولو أننا نزلنا هذه النصوص القرآنية على واقعنا مع هذه العصابة الحاكمة ، التي تعيث في سوريا الفساد ، وتقتل من فيها وما فيها ، من إنسان وحيوان وشجر وجماد ... لو نزلنا هذه النصوص على الحال التي نحن فيها اليوم ، لعلمنا أن الله قد أذن لنا بعد هذا الظلم الصارخ ، بالدفاع عن أنفسنا ، وأذن لنا أن نقاتل هذه العصابة ، ونعتدي عليها كما تعتدي علينا . بأن نهاجم معسكراتهم ، ودوائرهم ، ونواديهم ، وقراهم ... ونقطع أشجارهم ، ونقتل أبناءهم ونساءهم وذراريهم ، وأن نهدم عليهم بيوتهم ، ونحرق محالهم ... ونقاتلهم بنفس الطرق التي يقاتلوننا بها ، ونكيد لهم كما يكيدون لنا ... هذا حكم الله ، وحكمه العدل ، وشرعه الحق ، وهديه الرشاد .. فلا يتهمنا أحد بعد اليوم بالتطرف ، ولا بالأصولية ، ولا بالإرهاب .. وما حصل بالحولة منذ أول أمس ، ممكن أن يحصل مثله في كل حي من مدينة ، وكل قرية من ريف ...
وها هو العالم يرى عبر أقماره الفضائية ، كيف تُقصَفُ سوريا من أقصاها إلى أقصاها بالمدفعية الثقيلة ، والدبابات ، والمروحيات ، والرشاشات ، والصواريخ ... إن العالم يرى ذلك كله منذ 15 شهراً ، ويتعامى عما يقع ، فتارة يشجب ، وتارة يستنكر ، وثالثة يقول على الأسد أن يرحل ، ورابعة يرسل بعثة مراقبين ، وخامسة يجتمع في مجلس الأمن ، وسادسة تجتمع وفوده في منظمة الأمم المتحدة ، وسابعة يجتمعون في الجمعية العمومية ... ولم يوقفوا عمليات القتل الممنهج حتى الآن ، وما زالت تمارس علينا الإبادة الجماعية ، والقصف العشوائي ، حتى تجاوز عدد الضحايا كل الحسابات ، وقفز الرقم إلى ما يقارب 120 ألف شهيد ، لم يوثَّقُ منهم سوى سدس العدد ، أي عشرون ألفا فقط . وهنالك ضعف هذا العدد من المعوقين ، وهنالك جرحى بمئات الآلاف ، وهنالك أكثر من مليونين من المشردين داخل سوريا وخارجها ... والمجتمع الدولي لم ينزع الشرعية الدولية عن هؤلاء القتلة ، وما زال يعاملهم على أنهم دولة ، لها سفراؤها في عواصمهم ، ولهم سفراء لديها ، وهذا يعني أنهم في الإجرام سواء ، وأن هذه الدول جميعها أعداء ..!!
لا تنتظروا من المجتمع الدولي أن يرحمكم ، أو يقول كلمة حق لصالحكم ، أو يذرف دمعة واحدة عليكم ، ولو فنيتم عن آخركم ...
ووالله لو غيرنا استرتيجيتنا ، وهاجمنا القرى النصيرية ، وأوقعنا فيهم قتلا وإبادة وحرقا ، لتغيرت المعادلة .. ولاضطر هؤلاء النصيريون إلى تصفية عائلة بيت الأسد بأيديهم ، ولأراحونا من شرهم ، لئلا يبادوا هم معهم .
إن هذه العصابة يا سادة :
لن تتوقف عن قتلنا وقتل أطفالنا وشبابنا وانتهاك أعرضنا .. ما لم نهاجمهم في عقر دارهم ... فليكن ذلك ، مهما كانت التضحيات ... لا تقولوا بعد اليوم : طائفة كريمة ، فكلما كرَّمتموهم زادوا لؤما وظلما وإجراما :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته : وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
أسالكم بالله يا من تظهرون على القنوات ، وتزعمون أن النصيرية فيهم الشرفاء ... هل رأيتم مظاهرة نصيرية واحدة ، خرجت في قرية من قراهم تندد بالنظام ؟؟ هل قصفت لهم قرية ، هل مورست عليهم سياسة القمع والتجويع والترويع .. كما تمارس علينا .؟؟
وها هي ذي أحياؤهم في مدن الساحل ، تعيش في رغد وأمان كامل ، لم يقطع عنهم الماء ولا الغاز ولا المازوت ولا الكهرباء ... وها هي أحياؤهم في مدن الساحل لم يمسسها سوء ، فحي الرمل الشمالي في اللاذقية ، وحي القصور في بانياس ، أسواقهم عامرة ، ومؤنهم وافرة .. بينما بقية أحياء السنة في اللاذقية وبانياس ، بلا ماء ولا غاز ولا كهرباء ، وكل يوم تداهمهم قطعان الشبيحة ، فيعتقلون أبناء السنة ويسجنونهم ويقتلونهم ... فماذا يمكن أن يسمي كل هذا التمييز ؟ لماذا تمارس علينا الطائفية بأبشع أشكالها ، ويطلب منا التكذيب بها وإنكار وجودها .
لذلك نرجو من كل من يظهر على القنوات أن يبدل لهجته ، ويتوقف عن النفاق .. فنحن نقتل طائفيا ، ونباد طائفيا .. ووالله لو بقينا عشر سنوات نداريهم ، فلن يتوقفوا عن قتلنا وإبادتنا .. هذا هو الحق الذي نطالب بكتمانه ، وعدم التصريح به بين الناس ..
أما بعد :
فأختم حديثي بقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وأدعوا إلى إيقاف التظاهر ، وإعلان الحرب الطائفية التي يريدونها ، وأن نقتل كل شبيح يهاجمنا في بيوتنا ، سنيا كان أو علويا، حتى يتمايز الناس ، ويظهر كل واحد على حقيقته .. وعندها لن يبقى أحد من أبنائنا في الجيش ، ولن يتمكن نصيري أن يدخل مدننا وأحياءنا وقرانا ، وإذا تجرأ وفعلها ، كان مصيره الموت ...
أنا أعلم أنه سيقول قائل ، لو فعلنا هذا أطلنا عمر النظام .. ونحن نقول لهؤلاء : لا بأس ، فإننا لا نريد أن يسقط النظام ، ليبق كما يشاء ، ونحن سنقتله كما نشاء ، لن ندعهم يستقرون لا في دوائرهم ، ولا في مكاتبهم ، ولا في قطعاتهم العسكرية .. سنقطع عليهم الطرقات ، ونهاجمهم في عقر دارهم ، حتى يرحلوا عنا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ...
فلا يتفاصح علينا المتحدثون على الشاشات، ولا يحذرونا من الحرب الطائفية ، لأنه لا خلاص لنا من هذا النظام اللعين إلا بها . وسواء أسالمنا النظام أم حاربناه ، فإنه لن يسالمنا وسيحاول قتلنا :
وإذا لم يكن من الموت بد : فمن العجز أن تموت جبانا
بقلم : أبو ياسر السوري
لما وقع الظلم على المسلمين في مكة ، وبلغ مبلغا لا يطاق ، وجه الله نبيه إلى الخروج منها ، واللجوء إلى بلد تحميه وتحمي أصحابه من خطر الإبادة والاستئصال ، وكانت هذه البلد هي " يثرب " التي أصبح اسمها بعد الهجرة : ( المدينة المنورة ، ودار الهجرة ، ومدينة رسول الله ، وعاصمة الإسلام الأولى ..) .
ولما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وتكفل الأوس والخزرج بحمايتهم من أي اعتداء عليهم بين ظهرانيهم ، جن جنون قريش ، وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنجاه الله منهم ، ولحق بأصحابه الذين أمرهم أن يسبقوه إلى المدينة . فانتقموا من أولئك المهاجرين فاحتلوا دورهم ومساكنهم ، ونهبوا ما فيها من اثاث ورياش ، وعاثوا فيها فسادا ، وهذا ظلم صارخ ، وقد سبقه ظلم أشد منه بعشرات المرات ، فقد سلبهم المشركون حرية الاعتقاد ، ومنعوهم من الإيمان بالله ورسوله .. فلما خالفوهم ، واختاروا عبادة الله وحده ، ونبذ عبادة الأوثان ، أنزلوا فيهم أشد أنواع العذاب ، ثم فرضوا عليهم حصارا ظالما ، فألجؤوهم إلى شعب بني هاشم ، ومنعوا الناس أن يبايعوهم أو يشاروهم ، وامتنعوا عن تزويجهم أو التزوج منهم ، ومنعوا عنهم الطعام ، حتى أكلوا أوراق الشجر ، وجلود الحيوان ، ودام هذا الحصار أربع سنوات . حتى اضطر المسلمون أخيراً إلى الفرار بدينهم ، والهجرة من مكة إلى المدينة . فنزل قوله تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وأذن الله للمسلمين بالدفاع عن أنفسهم ، وأباح لهم قتال عدوهم ، لدفع الظلم والعدوان .
ولئلا يكون هنالك تعسف في استعمال الحق ، أنزل الله عددا من الآيات ، التي تنظم عملية الجهاد في سبيل الله ، وتنأى به عن الظلم والعدوان .
من هذه الآيات : قوله تعالى : " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ "
ومنها " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
ومنها : " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
ومن مجموع النصوص القرآنية في الجهاد ، يتضح أن الجهاد إنما شرع لدفع الظلم ، وإيقاف المعتدي عند حده ، من غير تجاوز للحد الذي يقتضيه العدل والإنصاف ، وهذا يعني أننا لا نكون مخطئين إن قاتلنا من قاتلنا ، وسالمنا من سالمنا ، وينبغي أن نكافئ المعتدى بمثل عدوانه ، دون زيادة ولا نقصان .
ولو أننا نزلنا هذه النصوص القرآنية على واقعنا مع هذه العصابة الحاكمة ، التي تعيث في سوريا الفساد ، وتقتل من فيها وما فيها ، من إنسان وحيوان وشجر وجماد ... لو نزلنا هذه النصوص على الحال التي نحن فيها اليوم ، لعلمنا أن الله قد أذن لنا بعد هذا الظلم الصارخ ، بالدفاع عن أنفسنا ، وأذن لنا أن نقاتل هذه العصابة ، ونعتدي عليها كما تعتدي علينا . بأن نهاجم معسكراتهم ، ودوائرهم ، ونواديهم ، وقراهم ... ونقطع أشجارهم ، ونقتل أبناءهم ونساءهم وذراريهم ، وأن نهدم عليهم بيوتهم ، ونحرق محالهم ... ونقاتلهم بنفس الطرق التي يقاتلوننا بها ، ونكيد لهم كما يكيدون لنا ... هذا حكم الله ، وحكمه العدل ، وشرعه الحق ، وهديه الرشاد .. فلا يتهمنا أحد بعد اليوم بالتطرف ، ولا بالأصولية ، ولا بالإرهاب .. وما حصل بالحولة منذ أول أمس ، ممكن أن يحصل مثله في كل حي من مدينة ، وكل قرية من ريف ...
وها هو العالم يرى عبر أقماره الفضائية ، كيف تُقصَفُ سوريا من أقصاها إلى أقصاها بالمدفعية الثقيلة ، والدبابات ، والمروحيات ، والرشاشات ، والصواريخ ... إن العالم يرى ذلك كله منذ 15 شهراً ، ويتعامى عما يقع ، فتارة يشجب ، وتارة يستنكر ، وثالثة يقول على الأسد أن يرحل ، ورابعة يرسل بعثة مراقبين ، وخامسة يجتمع في مجلس الأمن ، وسادسة تجتمع وفوده في منظمة الأمم المتحدة ، وسابعة يجتمعون في الجمعية العمومية ... ولم يوقفوا عمليات القتل الممنهج حتى الآن ، وما زالت تمارس علينا الإبادة الجماعية ، والقصف العشوائي ، حتى تجاوز عدد الضحايا كل الحسابات ، وقفز الرقم إلى ما يقارب 120 ألف شهيد ، لم يوثَّقُ منهم سوى سدس العدد ، أي عشرون ألفا فقط . وهنالك ضعف هذا العدد من المعوقين ، وهنالك جرحى بمئات الآلاف ، وهنالك أكثر من مليونين من المشردين داخل سوريا وخارجها ... والمجتمع الدولي لم ينزع الشرعية الدولية عن هؤلاء القتلة ، وما زال يعاملهم على أنهم دولة ، لها سفراؤها في عواصمهم ، ولهم سفراء لديها ، وهذا يعني أنهم في الإجرام سواء ، وأن هذه الدول جميعها أعداء ..!!
لا تنتظروا من المجتمع الدولي أن يرحمكم ، أو يقول كلمة حق لصالحكم ، أو يذرف دمعة واحدة عليكم ، ولو فنيتم عن آخركم ...
ووالله لو غيرنا استرتيجيتنا ، وهاجمنا القرى النصيرية ، وأوقعنا فيهم قتلا وإبادة وحرقا ، لتغيرت المعادلة .. ولاضطر هؤلاء النصيريون إلى تصفية عائلة بيت الأسد بأيديهم ، ولأراحونا من شرهم ، لئلا يبادوا هم معهم .
إن هذه العصابة يا سادة :
لن تتوقف عن قتلنا وقتل أطفالنا وشبابنا وانتهاك أعرضنا .. ما لم نهاجمهم في عقر دارهم ... فليكن ذلك ، مهما كانت التضحيات ... لا تقولوا بعد اليوم : طائفة كريمة ، فكلما كرَّمتموهم زادوا لؤما وظلما وإجراما :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته : وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
أسالكم بالله يا من تظهرون على القنوات ، وتزعمون أن النصيرية فيهم الشرفاء ... هل رأيتم مظاهرة نصيرية واحدة ، خرجت في قرية من قراهم تندد بالنظام ؟؟ هل قصفت لهم قرية ، هل مورست عليهم سياسة القمع والتجويع والترويع .. كما تمارس علينا .؟؟
وها هي ذي أحياؤهم في مدن الساحل ، تعيش في رغد وأمان كامل ، لم يقطع عنهم الماء ولا الغاز ولا المازوت ولا الكهرباء ... وها هي أحياؤهم في مدن الساحل لم يمسسها سوء ، فحي الرمل الشمالي في اللاذقية ، وحي القصور في بانياس ، أسواقهم عامرة ، ومؤنهم وافرة .. بينما بقية أحياء السنة في اللاذقية وبانياس ، بلا ماء ولا غاز ولا كهرباء ، وكل يوم تداهمهم قطعان الشبيحة ، فيعتقلون أبناء السنة ويسجنونهم ويقتلونهم ... فماذا يمكن أن يسمي كل هذا التمييز ؟ لماذا تمارس علينا الطائفية بأبشع أشكالها ، ويطلب منا التكذيب بها وإنكار وجودها .
لذلك نرجو من كل من يظهر على القنوات أن يبدل لهجته ، ويتوقف عن النفاق .. فنحن نقتل طائفيا ، ونباد طائفيا .. ووالله لو بقينا عشر سنوات نداريهم ، فلن يتوقفوا عن قتلنا وإبادتنا .. هذا هو الحق الذي نطالب بكتمانه ، وعدم التصريح به بين الناس ..
أما بعد :
فأختم حديثي بقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وأدعوا إلى إيقاف التظاهر ، وإعلان الحرب الطائفية التي يريدونها ، وأن نقتل كل شبيح يهاجمنا في بيوتنا ، سنيا كان أو علويا، حتى يتمايز الناس ، ويظهر كل واحد على حقيقته .. وعندها لن يبقى أحد من أبنائنا في الجيش ، ولن يتمكن نصيري أن يدخل مدننا وأحياءنا وقرانا ، وإذا تجرأ وفعلها ، كان مصيره الموت ...
أنا أعلم أنه سيقول قائل ، لو فعلنا هذا أطلنا عمر النظام .. ونحن نقول لهؤلاء : لا بأس ، فإننا لا نريد أن يسقط النظام ، ليبق كما يشاء ، ونحن سنقتله كما نشاء ، لن ندعهم يستقرون لا في دوائرهم ، ولا في مكاتبهم ، ولا في قطعاتهم العسكرية .. سنقطع عليهم الطرقات ، ونهاجمهم في عقر دارهم ، حتى يرحلوا عنا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ...
فلا يتفاصح علينا المتحدثون على الشاشات، ولا يحذرونا من الحرب الطائفية ، لأنه لا خلاص لنا من هذا النظام اللعين إلا بها . وسواء أسالمنا النظام أم حاربناه ، فإنه لن يسالمنا وسيحاول قتلنا :
وإذا لم يكن من الموت بد : فمن العجز أن تموت جبانا