كشف مسؤولون اميركيون ان ادارة الرئيس
باراك اوباما تعد خطة تتضمن الموافقة على شحن اسلحة من دول عربية الى بعض
فصائل المعارضة السورية التي تقاتل لاسقاط الرئيس بشار الاسد.
وقال احد المسؤولين ان الجهد الاميركي يرمي الى معرفة ما اذا كان اعضاء
في “الجيش السوري الحر” او مجموعات اخرى، يمكن ان تشكل اطرافاً مناسبين
لتلقي الاسلحة الاميركية من اجل مقاتلة نظام الاسد، وللتأكد من ان هذه
الاسلحة لن تنتهي الى ايدي “القاعدة” او “حزب الله” الذي يمكن ان يستهدف
اسرائيل.
وتعبر الخطة الاميركية الجديدة التي لم توضع بصيغتها النهائية بعد، عن
احباط من عدم تمكن كل ما بذل من جهود حتى الآن من اسقاط الاسد، مثل اللغة
البلاغية للامم المتحدة ومجموعة “اصدقاء الشعب السوري” وخطة المبعوث الخاص
المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان.
وستكون خطة التدقيق الاميركية في اطراف المعارضة السورية، الخطوة
المتواضعة الاولى التي تقوم بها واشنطن للتأكد من ان المعارضة السورية
تستعمل السلاح من اجل مقاتلة الاسد وليس من اجل تحويل الأزمة نزاعاً
طائفياً شاملاً.
ووقت يعرب بعض المحللين الاستخباريين عن القلق من عدم وجود اطراف سوريين
معارضين صالحين لتلقي أسلحة قتالية، بدت خطة التدقيق كأنها الفكرة التي
تشير الى اقل قدر من الاعتراض في وضع معقد.
ولا يزال موقف الادارة الاميركية ان ارسال مزيد من الاسلحة الى سوريا من
شأنه ان يزيد الوضع التهاباً. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا
نيولاند: “لا نعتقد ان تسعير الأزمة هو الطريق الصحيح الذي يجب ان نسير
عليه… هناك دول اخرى اتخذت قرارات اخرى. تلك هي قراراتها السيادية. ولنا
قرارنا الخاص”. لكنها استدركت قائلة: “اننا نجري مشاورات مع دول مختلفة في
شأن القرارات التي اتخذناها وتلك التي اتخذتها (تلك الدول)”.
ويقول المسؤولون الاميركيون في مجالسهم الخاصة انه ما دام الوضع آخذاً
في التدهور، فإنه سيكون من قبيل عدم المسؤولية الا نضع ثقلنا مع دول عربية
مثل المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة واخرى
مثل تركيا كانت قد لمحت الى ان لها مصلحة في تسليح المعارضة.
وبحسب وكالة “الاسوشيتد برس” الاميركية، ان هذه الدول قد بدأت فعلاً شحن
الاسلحة الى سوريا برضا اميركي ضمني. وقالت ان رجال اعمال من القطاع الخاص
في تركيا بدأوا شحن الاسلحة الى سوريا.
واشارت الى ان حكام ليبيا الجدد تعهدوا دعم المعارضين السوريين، ولكن
يبقى ان نقل هذه الاسلحة عملية صعبة، مذكرة بمصادرة السلطات اللبنانية
الشهر الماضي الباخرة “لطف الله 2” التي كانت تنقل اسلحة وجهتها المحتملة
المعارضة السورية.
وأوضحت ان المعارضة السورية بدأت اتصالات مع تجار السلاح في بلغاريا واليونان وجورجيا وأذربيجان.
ولاحظت أنه من دون اجراء نوع من التدقيق في من هي الجهة الصالحة لتسلم
الاسلحة، تخشى ادارة أوباما ودول أوروبية ان تستخدم هذه الاسلحة ضد المصالح
الغربية.
وأكدت ان شحنات من أجهزة الاتصال والمواد الطبية الاميركية هي في طريقها
فعلا الى المعارضة السورية. ونقلت عن مسؤولين أميركيين ان هذه المواد يمكن
ان تضاف اليها مساعدات من الاسلحة من دول مستعدة للتبرع بها.
كلينتون
وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون “وحشية النظام السوري
ضد شعبه”، وقالت في مناسبة صدور التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حقوق
الانسان في العالم، ان هذه الوحشية “يجب ان تنتهي وسوف تنتهي، لان السوريين
يعرفون انهم يستحقون مستقبلا افضل”. واضافت ان نظام الاسد لا يستهدف حريات
التعبير والتجمع فحسب، بل انه يقود حملة ضد ارواح المواطنين السوريين”.
واتهم التقرير النظام السوري “بالاستخدام العشوائي للقوة القاتلة لقمع
التظاهرات، بما في ذلك شن الهجمات على عدد من المدن” وحرمانها المياه
والخدمات الصحية”، وباستخدام “الهجمات الشاملة والاستخدام الاستراتيجي لقتل
المواطنين وسائل لتحقيق الترهيب والسيطرة”.
وتطرق التقرير المتعلق بلبنان الى مضاعفات النزاع في سوريا على اوضاع
حقوق الانسان في لبنان، بما في ذلك “التقارير التي تتحدث عن اختفاء او
مضايقة الناشطين السياسيين السوريين” بما في ذلك اختطاف شبلي العيسمي من
عاليه، الذي تعتقد عائلته انه معتقل في سوريا. واشار التقرير الى ان
الناشطين السوريين الذين لجأوا الى لبنان يواجهون خطر “تعرضهم للخطف اما من
أجهزة الامن السورية وإما اللبنانية. وتناول اعتقال جهاز المخابرات
العسكرية اللبنانية عددا من السوريين الذين ينتمون الى عائلة جاسم، لان
احدهم كان يوزع مناشير تدعو الى التظاهر ضد النظام السوري. واشار الى انه
بعدما نقل أربعة افراد من هذه العائلة الى سجن رومية في آذار من العام
الماضي، لم تتوافر عنهم أي معلومات اضافية.