طالب الرئيس التركي عبد الله جول المجتمع الدولي الإصرار على تنفيذ خطة
المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان بشأن سورية.
وقال جول في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط ” اللندنية الصادرة اليوم
السبت “نحن ندعم خطة عنان ذات الست نقاط ولكن يجب أن يتم تنفيذها بشكل
كامل، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الوقت الحالي”. وأضاف “هذا ما يجب أن
يجتمع عليه المجتمع الدولي لأن هذه الخطة قد تم إقرارها من قبل مجلس الأمن،
الذي ينبغي عليه التصرف بمسؤولية والإصرار على تنفيذ الخطة بالكامل، وإلا
فسيكون كل ما استطاع القيام به هو تعزيز أركان نظام حكم الرئيس السوري
بشارالأسد”.
وتابع “بالطبع يعد الدور الروسي هو مفتاح الحل في هذه القضية. لا تستطيع
روسيا، بطبيعة الحال، تحمل مسؤولية كافة انتهاكات حقوق الإنسان وقيام
الدبابات والمدفعية بقصف المدن وإشعال الحرائق وقتل الكثير من الناس في
سورية ولكن من الأهمية بمكان إشراك روسيا بصورة فعالة في هذا الشأن، وهذا
هو أحد المجالات التي لم يتم القيام بما يكفي فيها”.
وحول البرنامج النووي الإيراني، قال “بادئ ذي بدء، دعني أؤكد لك أن الحل
الوحيد لهذه المشكلة يمكن من خلال الوسائل الدبلوماسية، وليس العمل
العسكري الذي من شأنه أن يشعل النار في منطقة أنهكتها الحروب. وكلما حدث
هذا بسرعة، كان أفضل، حيث إنه سيخفف من الضغوط التي تتعرض لها منطقة الشرق
الأوسط”. وتابع”الموقف التركي تجاه البرنامج النووي الإيراني واضح وضوح
الشمس، نحن نعارض بشكل قاطع وجود أسلحة الدمار الشامل في منطقتنا التي سوف
تؤدي محاولات تطوير أو الحصول على أسلحة الدمار الشامل إلى نشوب سباق تسلح
نووي في منطقتنا”. واستطرد “نحن نساند حق إيران في الحصول على الطاقة
النووية لأغراض سلمية، ولكن ينبغي أن يكون البرنامج الإيراني شفافًا، ويجب
على قادتها طمأنة المجتمع الدولي من الطبيعة غير العسكرية لبرنامجهم
النووي”.
يشار إلى أن إيران ومجموعة 5+1 اجرت جولة من المحادثات في مدينة إسطنبول
التركية الشهر الماضي وجولة أخرى في العاصمة العراقية بغداد الأسبوع
الماضي بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل . وتضم مجموعة 5+1
الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهى بريطانيا وروسيا والصين
وفرنسا والولايات المتحدة إضافة إلى ألمانيا.
ودعا جول دول الربيع العربي إلى تبني مفهوم العلمانية الأنجلوساكسوني
المطبق في بريطانيا والولايات المتحدة معتبرًا أن العلمانية يساء فهمها في
هذه البلدان بسبب النموذج الفرنسي من العلمانية وهو النموذج “اليعقوبي”
الذي يفرض نوعًا معينًا من معاداة الأديان. وقال “أستطيع أن أؤكد لك من
خلال مناقشاتي مع زعماء مصر وتونس، بمن فيهم الزعماء ذوو التوجهات الدينية،
أنهم أشخاص متفتحون للغاية ويشعرون بالراحة التامة تجاه تطبيق هذا المعنى
الأنجلوساكسوني من الحكومة العلمانية”.