حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة من أن المجموعات
السورية التي تقاتل بشار الأسد تسيطر حاليًا على أجزاء “كبيرة” من بعض
المدن ومن أن خطر نزاع شامل يتزايد. وقال بان في تقرير بشأن الوضع في سوريا
أن القوات الحكومية السورية ما زالت ترتكب انتهاكات “كبيرة” لحقوق الإنسان
بينما يصعّد متمردو المعارضة من عملياتهم ويشتبه في وقوف “مجموعات إرهابية
موجودة” في هجمات إرهابية.
وأضاف بان كي مون في تقريره الذي سيناقشه مجلس الأمن الدولي الأسبوع
المقبل أن “الأزمة مستمرة على الأرض وتتسم بأعمال عنف متكررة وتدهور في
الأوضاع الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان ومواجهة سياسية متواصلة”.
وسيتوجه موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان
الأسبوع المقبل إلى دمشق للمرة الثانية في محاولة للدفع قدمًا بخطة البنود
الستة التي قدمها لحل الأزمة.
وقال بان في تقريره أن بعثة المراقبين الدوليين في سوريا لاحظوا “دمارًا
ماديًا كبيرًا ناجمًا عن النزاع في مناطق عدة وأضرارًا كبيرة في بعض مناطق
المعارضة”. وأضاف المراقبون أن “أجزاء كبيرة من بعض المدن أصبحت على ما
يبدو فعليًا تحت سيطرة عناصر المعارضة”. ولم يذكر الأمين العام تقديرات
محددة بشأن المساحة التي تسيطر عليها المعارضة، إلا أنه أشار إلى جو من
“التوتر وانعدام الثقة والخوف” يسود في البلاد. وأشار إلى مخاوف من نزاع
متجذر لمسها عنان وفريقه في اتصالاتهم مع المسؤولين في كل الأطراف.
وقال التقرير أن “الوضع القائم وكذلك عدم الثقة في إمكانية حصول عملية
انتقالية حقيقية يثيران انزعاجًا”. وأضاف أن “كثيرين يخشون تبعات تزايد
الطابع العسكري للنزاع والبعض يشككون في إمكانية تحقيق تغيير سلمي”.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 12 نيسان أبريل لكن لم يتم
الالتزام به من قبل القوات الحكومية ولا من قبل المعارضة. وقال بان أن
القوات الحكومية لم تسحب حتى الآن الأسلحة الثقيلة والقوات من المدن.
وينتشر في سوريا حاليا 275 مراقبًا دوليًا غير مسلحين. وقال التقرير أن
مواكب هؤلاء المراقبين تعرضت لخمس هجمات بقنابل على الأقل وتتعرض باستمرار
لإطلاق النار. إلا أنه اكد أن وجود هؤلاء المراقبين في سبعة مواقع على
الأقل في سوريا له “أثر مطمئن”. وأكد في الوقت نفسه أن “مستوى العنف بشكل
عام لا يزال مرتفعًا”.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من وجود “قوة ثالثة” إرهابية
في البلاد تعرقل فرص التوصل إلى اتفاق محتمل بين النظام والمعارضة. وأشار
تقرير بان إلى زيادة في التفجيرات في مدن مثل دمشق وحلب وإدلب ودير الزور
وإلى مقتل عشرات المدنيين في تفجيرات انتحارية. وقال بان كي مون أن “الطابع
المتطور للقنابل وحجمها يدفع إلى الاعتقاد بوجود مستوى متقدم من الخبرة قد
يدل على تورط مجموعات إرهابية موجودة”. ولم يسم بان كي مون أي تنظيم لكنه
عبر مؤخرًا عن تخوفه من تورط القاعدة في التفجيرات في سوريا.
وحذر بان في التقرير من تزويد النظام السوري أو معارضيه بمساعدات
عسكرية. وقال أن “تشجيع أي طرف في سوريا على مواصلة العمل لتحقيق أهدافه عن
طريق العنف يناقض الجهود التي نبذلها”. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة
“الذين يفكرون في دعم هذا الطرف أو ذاك بالأسلحة أو بالتدريب العسكري أو
بأي مساعدة عسكرية أخرى”، إلى “إعادة النظر” في مواقفهم.