اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صادر اليوم الخميس النظام
السوري باعتقال أطفال “كرهائن” لإجبار مقربين منهم على تسليم أنفسهم. وقال
المرصد في بيان “في إطار سياستها الممنهجة للضغط على الناشطين والمعارضين
والمطلوبين أمنيًا، تقوم السلطات السورية باتباع أساليب مشينة لا يمكن
وصفها لإجبار المعارضين والمطلوبين أمنيًا على تسليم أنفسهم”. وأضاف أن
الأمر وصل بها “إلى حد اعتقال طفل عمره لا يتجاوز العامين لإجبار عمه على
تسليم نفسه”.
وروى أن “السلطات السورية داهمت في 12 أيار مايو منزل المواطن سعيد
محمود حمادة المطلوب أمنيًا. ولما لم تجده قامت باعتقال جميع الموجودين في
المنزل وهم: زوجته وأطفاله محمود (تسعة أعوام) وأسامة (ستة أعوام) ووالده
ووالدته وأخوه محمد وزوجة أخيه الآخر علي وابنها آدم البالغ من العمر
سنتين”. وأشار إلى أن ذلك جاء “بهدف الضغط على سعيد لتسليم نفسه”، معتبرًا
أن “لا تبرير” لهذا التصرف “غير المقبول”. وأكد أن أفراد العائلة لا يزالون
محتجزين “في مقر المخابرات الجوية”، باستثناء “الطفل الصغير ذي العامين”
الذي أفرج عنه بعد عشرة أيام من الاعتقال ونتيجة مفاوضات قام بها وجهاء
بلدة عقربا في ريف دمشق.
وأكد المرصد أن “الأجهزة الأمنية السورية تقوم باعتقال أقارب المطلوبين
مثل الأب والأم والزوجة أو الأخ والأخت والأبناء وحتى في بعض الأحيان
الأصدقاء المقربين”.
وطالب المرصد السوري السلطات السورية “بالتوقف الفوري عن السياسة
الممنهجة التي تمارسها أجهزتها الأمنية باعتقال أقارب المطلوبين لها كرهائن
والإفراج الفوري غير المشروط عن الأطفال وذويهم، التزامًا بالمعاهدات
والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والأطفال التي وقعت وصادقت عليها
الحكومة السورية”.
كما طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان “المجتمع الدولي ومنظمة رعاية
الطفولة (يونيسف) بتحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه أطفال سورية والعمل بكل جهد
وبأسرع ما يمكن على الإفراج عن هؤلاء الأطفال وغيرهم من الأطفال السوريين
المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام”.
وأعلنت لجنة تحقيق مكلفة من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخميس
في تقرير أن “معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وثقتها اللجنة
ارتكبها الجيش السوري وأجهزة الأمن في إطار عمليات عسكرية أو عمليات تفتيش
جرت في مواقع يعرف عنها أنها تؤوي منشقين أو مسلحين، أو تعتبر أنها تقدم
الدعم للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة”.
وجاء في التقرير أن العنف يطال الأطفال الذين “غالبًا ما يكونون في عداد
القتلى أو الجرحى خلال الهجمات على التظاهرات وعمليات قصف المدن والقرى من
قبل القوات الحكومية”، وان أطفالاً في العاشرة “احتجزتهم القوات الحكومية
أفادوا مرارًا أنهم تعرضوا للتعذيب لحملهم على الاعتراف” بأن أفرادًا من
عائلاتهم ينتمون إلى الجيش السوري الحر.