واشنطن ترى في “الربيع العربي” مصدر إلهام للعالم أجمع ... الخميس 24-5-2012 Os5Gq

‎اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن الثورات الشعبية التي شكلت
الربيع العربي تمثل “مصدر إلهام” للعالم بأسره، وذلك في تقريرها السنوي حول
حقوق الإنسان في العالم الذي انتقد بحدة الصين حيث “تتدهور” تلك الحقوق
بحسبها.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء تقديمها التقرير
في واشنطن إنه “ما زال هناك الكثير من العمل. ففي دول كثيرة ما زالت
السلطات تكبح تطلعات مواطنيها”. لكن التقرير سعى إلى التفاؤل في تقييم حجم
الربيع العربي الذي انطلق من تونس في كانون الأول ديسمبر 2010.

وقالت الخارجية الأمريكية أن “الرغبة في التغيير التي ظهرت في تونس ومصر
وليبيا واليمن وسوريا هي مصدر إلهام. لكن التغيير في غالب الأحيان يولد
عدم استقرار قبل أن يؤدي إلى احترام أكبر للديموقراطية وحقوق الإنسان”.
وتابعت أن “صور المتظاهرين الذين تجاوزوا الخوف، وهم مستعدون للمجازفة
بحياتهم للوقوف في وجه حكوماتهم التي اعتبروها غير شرعية، شكلت مصدر إلهام
للعالم أجمع”.

وباستثناء سوريا، فإن تلك الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن نجحت في إسقاط قادة كانوا يحكمون منذ عشرات السنين.

وأشار تقرير الخارجية الأمريكية إلى أنه “سيلزم وقت لإنشاء أحزاب سياسية
متنوعة التطلعات ومجتمع مدني متين ومناخ مناسب لحرية التعبير إلى جانب
ثقافة سياسية شفافة”.

كما أشاد التقرير بانفتاح بورما تدريجيًا نحو ديموقراطية أكبر حيث تولت
حكومة مدنية الحكم في آذار مارس الفائت لكنها ما زالت خاضعة لسلطة
العسكريين. وأكدت الخارجية الأمريكية أن الحكومة البورمية “تتجه نحو مزيد
من الانفتاح والديموقراطية، وهي ميزات قد تؤدي إلى مزيد من التجدد
والازدهار والتعددية”. وقامت كلينتون في كانون الأول ديسمبر الفائت بزيارة
تاريخية إلى بورما في إطار الجهود الأمريكية لتشجيع الإصلاحات السياسية.
وقالت إن “ثقل المهمة يجب ألا يخفف من الحماسة التي خلفتها الخطوات الأولى”
التي قام بها النظام البورمي والتي يمكن أن تكون “مصدر إلهام لمجتمعات
مغلقة أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية وأوزبكستان وإريتريا أو السودان”.

لكن الولايات المتحدة وجهت انتقادات كبيرة إلى الصين شريكتها وغريمتها
الكبرى في آن، في ملف حقوق الإنسان. وذكرت الخارجية الأمريكية في التقرير
أن “وضع حقوق الإنسان في الصين يتدهور وخصوصًا على صعيد حرية التعبير
والتجمع وتشكيل الجمعيات”. وأضافت أن “الحكومة (الصينية) ضاعفت جهودها
لإسكات الناشطين ولجأت إلى إجراءات غير قانونية”. وتابعت أن القوات الصينية
“عمدت بحسب معلومات إلى تصفيات تعسفية وغير مشروعة”.

ويأتي نشر التقرير السنوي بعد أيام على وصول الناشط الصيني تشين غوانشنغ
والذي أثار توترًا حادًا بين بكين وواشنطن إلى الولايات المتحدة، بعد أن
مكث في السفارة الأمريكية في بكين عدة أيام. وأضاف التقرير الأمريكي أن
السلطات الصينية تفرض الأقامة الجبرية “لمنع نشر أي رأي مستقل”. كما أشارت
الخارجية الأمريكية إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان “تبلغ ذروتها عند أحداث
مهمة” سواء كانت زيارة شخصيات اجنبية أو في أحياء ذكرى أحداث مثيرة للجدل.

وتطرقت واشنطن كذلك في التقرير إلى السودان الذي أصدرت المحكمة الجنائية
الدولية مذكرة توقيف بحق رئيسه عمر البشير. وأكدت أن الخرطوم تنتهك حقوق
مواطنيها في ممارسات “لا تواجه العقاب”.

أما في إيران فاعتبرت الخارجية أن حكومة الجمهورية الإسلامية “تحرم
مواطنيها من حقوق الإنسان وحريات التعبير والتجمع وتشكيل جمعيات والتحرك
والمعتقد”.