شكك خبراء استخباريون أميركيون في صحة
نفي الولايات المتحدة أنها لا تملك عناصر استخباريين على الأرض في سوريا
يسهلون عملية تدفق الأسلحة إلى عناصر المعارضة السورية بتمويل خليجي. وقال
مركز ستراتفور الأميركي للأبحاث الاستخبارية إن الولايات المتحدة تضطلع
بمهمة تسليح المعارضة السورية بأسلحة متطورة، ولا سيما قذائف ومنصات إطلاق
صواريخ ضد الدبابات. وقال في تقرير بثّه يوم الخميس إن “من المستحيل تصديق
المزاعم بأن الولايات المتحدة لم تقم تُرسل ضباط استخبارات (أميركيين) إلى
داخل سورية” للإشراف على عمليات الإرهاب هناك.
وأكد التقرير أن “إرسال الأسلحة للمتمردين يستوجب وجوداً استخبارياً على
الأرض لنجاح ذلك. من الممكن عدم قيام واشنطن بنشر قوات عسكرية هناك، لكن
في حال نشرها لقواتها ستنفي ذلك”.
وعن أهمية التسريبات التي تضمنها تقرير صحيفة “واشنطن بوست” يوم
الأربعاء عن تنسيق الولايات المتحدة عمليات إرسال الأسلحة إلى المعارضة
السورية، قال مركز ستراتفور إنه يعتقد أن المغزى هو إضفاء صدقية لتقرير
الصحيفة؛ إذ ينسب إلى مصادر رسمية، “جلي الآن أن واشنطن ترمي إلى إعلان
ونشر عدد من الحقائق عبر تسريب الخبر. أولها طبيعة التسليح الذي يتضمن
أسلحة مضادة للمدرعات، بأنها أُرسلت ووصلت إلى المتمردين، ولا سيما أن
أهميته بالتحديد هو لتعزيز جهود التصدي لسلاح القوات العسكرية السورية
الرئيسي في مواجهة المتمردين. ثانياً، تمويل العملية يأتي من الدول
العربية، لا من الخزينة الأميركية. ثالثاً، الأسلحة المشار إليها وصلت إلى
الأراضي السورية، ما يشير إلى أن تلك الجهود كانت قائمة منذ زمن”.
وأشار تقرير “ستراتفور” إلى البعد الإسرائيلي في تسليح المعارضة وإعلان
واشنطن ذلك، بأنه جاء في أعقاب زيارة سرية لواشنطن، قبل أسبوعين، قام بها
رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أفيف كوخافي، عارضاً على
المسؤولين الأميركيين خلاصة التقويم الإسرائيلي لما يجري في سوريا؛ إذ جاء
فيه أن “المصالح الإسرائيلية تتعزز أفضل حين إطاحة (الرئيس) الأسد”، ولفت
التقرير إلى مغزى إعلان الولايات المتحدة مواقع ثلاثة خُزِّنت الأسلحة
فيها، بالقول “إنه لأمر عجيب تحديد أسماء المناطق التي خزنت فيها الأسلحة.
نحن نفترض أن ذاك الجزء من الرواية كاذب ومغرض؛ إذ سيدفع (الحكومة) السورية
إلى البحث المكثف عن تلك الأسلحة في مواقع وهمية من الممكن، أيضاً، أنه
دُسّ ذاك الجزء في الخبر لحمل السوريين على تشتيت جهودهم المكثفة” للبحث عن
الأسلحة.