تجدد فجر اليوم الخميس القصف العنيف للقوات النظامية السورية على مدينة
الرستن، أحد معاقل الجيش الحر في محافظة حمص في وسط البلاد، حسب ما أفاد
ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان “تتعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات
النظامية”، مشيرًا إلى أن وتيرة القصف تصل إلى ثلاث قذائف في الدقيقة. ودعا
المرصد السوري المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى الرستن التي يعمل النظام
على “تدميرها تدريجًا”.
وأفاد ناشطون في المدينة وكالة فرانس برس أنها “تتعرض لقصف غير مسبوق
يرمي إلى إحباط السكان وعناصر الجيش الحر المدافعين عنها”، مستبعدين “في
الوقت الحالي إمكانية اقتحام القوات النظامية لهذه المدينة” التي يتركز
فيها عدد كبير من الجنود والضباط المنشقين عن الجيش. وقال مدير المرصد
السوري رامي عبد الرحمن من جهته أن الهدف من الحملة العسكرية لقوات النظام
“منع الناس من النوم ليلاً وتحطيم معنوياتهم”.
وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر هذه المدينة الواقعة في الريف الشمالي
لمدينة حمص. وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في
مدينة حمص في مطلع آذار مارس، وكان آخر هذه المحاولات الاثنين عندما دارت
اشتباكات عنيفة على مدخل المدينة أسفرت عن مقتل 23 جنديًا أسديًا.
وزار المراقبون الدوليون الرستن أكثر من مرة، وتجولوا في شوارعها برفقة
ضباط الجيش الحر. والتقى رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود
فيها مع المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد
قاسم سعد الدين.
وواصلت القوات النظامية عملياتها في مناطق أخرى من البلاد. ففي ريف
دمشق، نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي عربين وكناكر ترافقت مع أدوية
إطلاق رصاص. ووقعت اشتباكات في مدينة القطيفة بعد منتصف الليل بين القوات
النظامية وعناصر انشقوا عنها.
وفي درعا في جنوب البلاد، اقتحمت القوات النظامية السورية المدينة
وانتشرت في مناطق عدة منها “في محاولة لكسر الإضراب العام” فيها، بحسب
المرصد الذي تحدث عن “إطلاق رصاص كثيف في أحياء عدة”.
وأسفرت أعمال العنف في سوريا أمس الأربعاء عن استشهاد 44 شخصًا، بينهم
15 “أعدموا ميدانيًا” في حي الشماس على أيدي قوات النظام، بحسب المرصد
السوري لحقوق الإنسان.