بعد إعادة انتخاب غليون.. لجان التنسيق المحلية تهدد بالانسحاب من المجلس الوطني ... الخميس 17-5-2012 KDLJv

هددت لجان التنسيق المحلية التي تشكل فصيلاً أساسيًا في المعارضة
السورية والناشطة على الأرض، اليوم الخميس بالانسحاب من المجلس الوطني
السوري الذي يضم غالبية ممثلي المعارضة المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد،
وذلك احتجاجًا على “الاستئثار بالقرار” داخل المجلس.

ويأتي هذا التهديد بعد يومين من انتخاب برهان غليون رئيسًا للمجلس
الوطني. وقد أثار بقاؤه على رأس المجلس منذ إنشائه في تشرين الأول أكتوبر
2011، انتقادات كثيرة، لا سيما أن آلية عمل المجلس تنص على رئاسة دورية
لمدة ثلاثة أشهر.

وقالت لجان التنسيق في بيان “بعد قرارنا الامتناع عن المشاركة في أعمال
المجلس خلال الشهرين الأخيرين وآخرها اجتماع الأمانة العامة في روما” الذي
تم خلاله انتخاب غليون، “نجد في استمرار تدهور أوضاع المجلس دافعًا لخطوات
أخرى قد تبدأ بالتجميد وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الأخطاء
ومعالجة المطالب التي نراها ضرورية لإصلاح المجلس”. وأضافت “لم نشهد في
الشهور الماضية سوى عجز سياسي لدى المجلس الوطني”، مشيرة إلى “غياب تام
للتوافق بين رؤية المجلس ورؤية الحراك الثوري”، بالإضافة إلى “تهميش معظم
الأعضاء الممثلين للحراك ومعظم أعضاء الهيئة العامة للمجلس”.

وأشار البيان إلى أن “بعض المتنفذين في المكتب التنفيذي والأمانة العامة
يستأثرون بالقرارات وآخرها قرار التمديد لرئاسة الدكتور برهان غليون
للدورة الثالثة رغم الفشل الذريع على الصعد السياسية والتنظيمية”. وعبرت
اللجان عن “الأسف لما آلت إليه الأمور في المجلس الوطني السوري والتي تعكس
ابتعاده وابتعاد المعارضة السورية عمومًا عن روح الثورة السورية ومطالبها
وتوجهاتها نحو الدولة المدنية والديموقراطية ونحو مبادىء الشفافية وتداول
السلطة المرجوة في سوريا الجديدة”.

وتعرض المجلس الوطني أكثر من مرة لانتقادات من المعارضة بشكل عام ومن
بعض أعضائه الذين قدموا استقالاتهم، بسبب عدم التنسيق بشكل كافٍ مع
الناشطين على الأرض، وبسبب “استئثار” البعض بالقرار داخله. كما انتقد
كثيرون هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على المجلس ومحاولتها احتكار كل
المساعدات التي تصل إلى المجلس لتقوية نفوذها على الأرض.

واعترفت معظم أطياف المعارضة السورية في نهاية آذار مارس بالمجلس الوطني
ممثلاً رسميًا” للمعارضة السورية، بينما اعترفت به “مجموعة أصدقاء الشعب
السوري” التي انعقدت في إسطنبول في الأول من نيسان أبريل، “كمحاور رئيسي”
للمعارضة مع المجتمع الدولي.

ولجان التنسيق المحلية تجمّع يضم ناشطين سوريين معارضين من انتماءات
دينية وفكرية مختلفة، ينشط في نقل أخبار الاحتجاجات التي تجري على الأرض في
سوريا ويركز على أهمية مواصلة الحراك المدني في الاحتجاجات.