قالت الخارجية الأمريكية إنها لا تعوّل على الانتخابات التشريعية التي
جرت مؤخرًا في سوريا، معتبرة أنها في ظل الأجواء الراهنة لا تمثّل إرادة
الشعب، وهي غير شفافة، وعبّرت عن القلق بشأن تصاعد العنف على الأرض.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أمس الثلاثاء إن الولايات
المتحدة تعتبر إجراء الانتخابات التشريعية “في ظل الجو القائم في سوريا
ووسط هذا النوع من العنف وعدم الانسجام وعدم الوحدة التي نشهدها في سوريا
حتى الآن أمرًا مثيرًا للسخرية”. وأضافت “بالتالي فإننا لا نعوّل على هذه
الانتخابات”.
وقالت إن واشنطن لا تعتبر أي شيء يحدث في ظل هذه الأجواء بسوريا، حرًا
أو عادلاً أو شفافًا أو يمثل إرادة الشعب. وقالت نولاند ردًا على سؤال إن
كانت ترى انتخاب 30 امرأة في المجلس التشريعي السوري أمرًا جيدًا، “مجددًا،
لا أدعم العملية برمتها، وبالتالي وبوضوح، مهما كانت نتائجها فهي تأتي ضمن
سياق عملية غير شرعية وتوقيت غير شرعي”.
وجدّدت التعبير عن قلق واشنطن العميق من تصاعد العنف على الأرض في
سوريا، وتعميق الطائفية، وفشل النظام في السماح بعملية الانتقال السياسي
التي دعت إليه خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي
عنان وفشله التزام أي من النقاط الست الواردة بالخطة. وقالت إن النظام
السوري لا يزال “يطلق النار على شعبه، وهو لم يسحب أسلحته الثقيلة فحسب، بل
إن هذا خلق جوًا جعل من العنف الذي يقوم به مفسدون آخرون يشيع بشكل
متزايد”.
وأشارت إلى أن واشنطن على تواصل مع كل شخصيات “المجلس الوطني الانتقالي”
السوري المعارض، وكذلك مع شخصيات في الحركات المعارضة الأخرى في الداخل
والخارج السوري. وقالت “نحن نواصل التشجيع وبذل ما بوسعنا لتسهيل الحوار
بينهم، بما في ذلك بين المجموعات التي تعمل بشكل منفصل، مثل الأكراد
وغيرهم، لكي نحصل على منبر يستخدم كمظلة حين يمكن الدخول في عملية انتقال
سياسية”.