الطللُ الباكي ...
أذِكْرٌ غاب بالطللِ اندثارا
وأهلٌ صار حاضرهم غبارا ؟!
تغشّاهم بِتِيْكَ الأرضِ خطبٌ
وجَنَّ الليلُ غائبَهم سِتارا
فسِرْتُ بِخطْوِ ميؤوسٍ ضَلِيلٍ
يناجي سِرَّ وَحشتِه الجدارَ
يكاد الحزن يقتله ولكن
به روحٌ تؤمِّله اصطبارا
وبعضٌ من حجارةِ ما تبقّى
وإنّ الصدقَ في لغة الحجاره
ديارٌ عندها التأريخ يحني
جباهَ العز ما ذُكِرت فخارا
وأهلوها كرامُ النفس شُمَّاً
كبارَ الشأن لو كانوا صغارا
ديارٌ من هَذاكَ الدهرِ عاشت
فما ظلت، وما بقيت ديارا
وما إنْ جُنَّ واليها تداعت
على أنقاضها تبكي جَهَارا
وقفتُ الرحْلَ حيناً قلت: كلا
أيرحل عنك ساكنُها خيارا؟!
أيا من قلبَنا وُلًّوه أمراً
تَخِذْتُم دون أهليكم جوارا
أما كانت مآقينا ظلالاً
تَرفُّ بأنسِ ما طبتم قَرارا
ويكنفنا بأرض الله حب
بأفئدة مسجّرةٍ سَرارا
بلى، يا شاهدَ الأحداث كنا
لكم أزْراً وما زلنا إزاراً
ولكنْ كيف يجمعنا جوار
بأرضٍ الشام إنْ دُكَّتْ دمارا؟!
وحاكمُنا (أنو شَرْوان) فينا
تأبَّطَ شرَّ منتقمٍ شَرارا
فأفنى منهم الباغي ألوفاً
وألحقَ مَن نجا منهم دمارا
سمعتَ الشكو يا خِلِّي، ولكنْ
لكُمْ صمتٌ، يؤازرنا مِرارا
وأهلي ليس من رحلوا ولكن
هم الجيران ما وفُّوا الجِوارَ
حسن محمد نجيب صهيوني
Hmns_najeb@orange.jo