أطلق سراح 500 إسلامي ليخوضوا مواجهات مع قواته
كشفت مصادر خاصة وموثوقة لـ”السياسة”،
أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد شرع في الآونة الأخيرة بإعادة بناء
وترميم صفوف أجهزة المخابرات، وخاصة العسكرية والجوية، بهدف تعزيز الدور
الذي تلعبه في القمع الدموي للثورة.
وأوضحت المصادر المقربة من القصر الجمهوري في دمشق، أن نائب وزير الدفاع
صهر الرئيس آصف شوكت نجح في إقناع الأسد بضرورة اتخاذ هذا الإجراء بعد
الفشل الذريع لأجهزة المخابرات في تحديد هوية القادة المحليين للثورة
وتصفيتهم، مقترحًا أن تتم محاسبة كل قادة أجهزة المخابرات لعدم قيامهم
بإعداد أجهزتهم للتعامل مع الوضع المستفحل، سواء من ناحية العناصر البشرية
والتدريبات أو من ناحية التزود بالوسائل والأسلحة اللازمة.
وأشارت المصادر إلى توافق رأي الأسد وشوكت على أهمية تعيين ضباط أكفاء
في أجهزة المخابرات، وخاصة في المخابرات العسكرية والجوية، يكون بمقدرتهم
أن يحدثوا تغييرا جذريًا في طريقة عمل الأجهزة المخابراتية وبنائها لمواجهة
ما يجري في سورية من جهة، وتنفيذ مهام صعبة ومعقدة من دون الالتفات إلى أي
نتائجها، من جهة أخرى.
وأكدت المصادر أن التغييرات ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة، حيث تم إعداد
قوائم تضم أسماء عشرات الضباط من ذوي الرتب الرفيعة لكي يكونوا العمود
الفقري لجهازي المخابرات العسكرية والجوية، مشيرة إلى أنه تم فرز هؤلاء
أولاً وقبل كل شيء على خلفية ولائهم المطلق للنظام ومن ثم قدراتهم
الميدانية.
وكشفت المصادر أن اثنين من هؤلاء الضباط المعروفين بوحشيتهم، تم تعيينهم
فعلاً في جهاز المخابرات العسكرية وهما العقيد الركن جمال رزوق الذي كان
يخدم في “الفرقة 18 – لواء 120″، والعقيد الركن سامي الحسن الذي كان يخدم
هو الآخر في “الفرقة 18 – لواء 131″. وتوقعت المصادر أن تصل التغييرات إلى
صفوف الجيش وخاصة الوحدات التي تعمل على قمع الثورة.
وفي سياق ذي صلة بعمل المخابرات، كشف المعارض السوري فهد المصري، أمس،
أن النظام أطلق سراح 500 معتقل إسلامي، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من
سجن صيدنايا وفرع فلسطين في دمشق، لأنه يعلم جيدًا أنهم سيخوضون مواجهة
مسلحة مع قواته، بهدف تعزيز روايته بوجود مجموعات إرهابية مسلحة.
وقال المصري، في تصريحات إلى قناة “روسيا اليوم”، استنادًا إلى “معلومات
مؤكدة”، إنه “تم إطلاق سراح هؤلاء على مجموعات وهم تابعون لحزب التحرير
والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية والسلفية والجهادية ليقعوا في
الفخ، وقد وقعوا فيه فعلاً، إذ يعلم النظام جيدًا أنهم سيتحولون إلى مواجهة
معه”، مؤكدًا أن هذا “ما أراده النظام ليقول أن هناك إسلاميين ومتطرفين
ومسلحين وما إلى ذلك”. وأكد المصري أنه “تم تجنيدهم من قبل الأمن السوري
قبل الإفراج عنهم، ومنهم أبو مصعب الموجود حاليًا في حلب والنظام على علم
به وهو تحت رقابة الأمن السوري”.