حذر الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي توسط في اتفاق
وقف إطلاق النار في سورية من احتمال اندلاع حرب أهلية في البلاد ما لم
تتراجع معدلات العنف.
تكمل الهدنة شهرها الأول اليوم السبت، حيث كانت قد دخلت حيز التنفيذ يوم
12 نيسان أبريل الماضي لكن ليست هناك بوادر على توقف القتال في وقت قريب.
وذكر عنان يوم الثلاثاء الماضي أمام مجلس الأمن الدولي أنه على الرغم من
“التراجع البسيط” في أعمال القتال فإن دمشق لم تطبق خطة السلام ذات النقاط
الست والتي تتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات السورية من مناطق
الاضطرابات وبدء تحول سياسي يؤدي إلى نظام سياسي تعددي.
وكانت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية قد صادقتا على الخطة التي
أعطت فرصة لإعمال الدبلوماسية. وعندما أعلن وقف إطلاق النار يوم 12 نيسان
أبريل الماضي بدت الأطراف المتناحرة في سورية توافق عليها في بداية الأمر
ما أعطى أملاً في أن يتوقف القتال لأيام.
وقال عنان: “يمكننا أن نتوصل إلى نتيجة مفادها أن الخطة لا تحقق النجاح
المنشود، وأن مسارًا آخر قد يُتخذ وهو ما سيكون يومًا شديد السوء ويومًا
شديد القسوة على المنطقة”. وأضاف أنه بعد أربعة أسابيع صارت مستويات العنف
في البلاد”غير مقبولة” وارتكب النظام السوري “انتهاكات خطيرة” و”غير
مقبولة” لحقوق الإنسان.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف بعد الإيجاز الذي قدمه لمجلس الأمن، قال عنان:
“إنني متأكد من أنني لا أخبركم سرًا عندما أقول إن البلاد قد تدخل بدلاً
من ذلك في حرب أهلية كاملة وستكون آثار ذلك مخيفة للغاية.. لا يمكننا أن
نسمح بأن يحدث هذا”. وقال إن ثلاثة أو أربعة مراقبين على الأرض يمكنهم
“تهدئة” المقاتلين.
يذكر أنه هناك حاليًا نحو 70 مراقبًا تابعًا للأمم المتحدة ويتوقع نشر 300 مراقب عسكري غير مسلح في سورية بنهاية أيار مايو الجاري.
وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس
إن الموقف في سورية أصبح “رهيبا” بعد سماعها لعنان. وأكدت دعوة واشنطن
للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي لافتة إلى أن “الولايات المتحدة ما تزال
تركز على زيادة الضغط على نظام الأسد وعلى الأسد نفسه للتنحي”. وأضافت:
“ندعم الجهود الدولية للتوسط من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء العنف
وتسهيل إجراء تحول ساسي فعلي يفي بالتطلعات المشروعة للشعب السوري. السياسة
الأمريكية تبقى أن نظام الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى”.
وقالت رايس إن السياسة الأمريكية لا تناقض عنان لأن خطته تتضمن برنامجًا
ديموقراطيًا سيفضي إلى نظام سياسي جديد في سورية”. وأضافت أن أعضاء مجلس
الأمن الدولي يدرسون “المزيد من التحركات” إذا استمرت دمشق في عدم التزامها
بوقف إطلاق النار، لكن المسؤولة الأمريكية لم تسهب في التفاصيل. وأشارت
إلى أن واشنطن تساعد المعارضة السورية بوسائل غير قاتلة لكنها لم تكشف عن
المزيد من التفاصيل حول طبيعة تلك المساعدة. وأكدت على أن واشنطن ألا تضع
كل ما بجعبتها في سلة واحدة وتبحث عن سبل أخرى لإنهاء الأزمة السورية.
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت إن الموقف في سورية “كئيب” وإن
وصف عنان للموقف أظهر أن “أيًا من الالتزامات التي قطعتها الحكومة
(السورية) على نفسها في الخطة ذات النقاط الست لم تطبق بشكل كامل”. وأردف:
“العنف على وجه الخصوص مستمر..والمناورات العسكرية مستمرة. وانتهاكات حقوق
الإنسان مستمرة”.