وصفت أوساط برلمانية أوروبية في بروكسل، أمس، ما بلغته الأمور من “دموية
ووحشية في سورية” خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد اندلاع موجة
التفجيرات في دمشق وحلب بشكل خاص، بأنه “ربما يشكل خاتمة أحزان الشعب
السوري ونهاية نظام آل الأسد البعثي الذي خلف وراء ارتكاباته أكثر من مليون
قتيل وجريح ومعتقل وهارب إلى الخارج خلال الأربعين سنة الماضية من حكمه
القمعي بالحديد والنار، كما يمكن أن يكون خاتمة أحزان اللبنانيين أيضًا
الذين تعرضوا على أيدي هذا النظام خلال السنوات الثلاثين الماضية لما يتعرض
له الشعب السوري الآن، بعدما تلقي تداعيات سقوط الأسد وجماعته بظلالها على
حلفائه في “حزب الله” و”حركة أمل”، بحيث يتمكن المجتمع الدولي حينئذ،
بمساعدة سورية الجديدة، من تنفيذ كامل بنود قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي
ينص على تجريد “حزب الله” والميليشيات الفلسطينية من أسلحتها.
وقالت الأوساط الأوروبية لـ”السياسة” أن “مزاعم نظام بشار الأسد باتهام
تنظيم القاعدة بارتكاب التفجيرين الإرهابيين الهائلين في دمشق أول من أمس،
لم تقنع أحدًا تمامًا كما لم تقنع الشعب السوري نفسه الذي اتهم أجهزة أمن
هذا النظام بضلوعها في كل التفجيرات للإيحاء للمجتمع الدولي بأن سورية باتت
في عداد الدول المعرضة لإرهاب القاعدة والسلفيين الإسلاميين مثل اليمن
والصومال والسودان وبعض أجزاء دول أفريقيا الشمالية العربية، استدرارًا
لشفقة وعطف هذا المجتمع الذي لم تعد تنطلي عليه مثل هذه المزاعم والأكاذيب
التي دأب نظام البعث السوري على تكرارها منذ نيف و40 عامًا”.
وأعربت الأوساط عن اعتقادها بأن “تسارع الأحداث الدموية في سورية من
الآن فصاعدًا، بحيث تبلغ مستوى من الوحشية والتدمير والعبث بحياة المواطنين
لم تعرفه المنطقة من قبل، سيدفع الدول العربية والغربية إلى الانتقال
الفوري إلى سيناريو التدخل الدولي العسكري للقضاء على مفاصل نظام الأسد
العسكرية والأمنية والاقتصادية، سواء بواسطة قرار من مجلس الأمن لا تعارضه
روسيا والصين، وإلا خارج المجلس على غرار التجمع الدولي للقضاء على النظام
الصربي (يوغسلافيا سابقًا) وهو أمر بات موضوعًا جديًا على طاولة التنفيذ
فور ظهور النتائج النهائية لفشل مهمة كوفي عنان المتوقع قبل نهاية الشهر
الجاري”.
وذكرت الأوساط، استنادًا إلى دول الاتحاد الأوروبي، أن “ضمائر الشعوب
الحرة لم تعد قادرة على تحمل ما يجري في سورية ضد المدنيين والأطفال
والنساء ومدنهم وقراهم ومنازلهم من تدمير وتخريب، إذ أن ما تفعله عصابات
حزب البعث من جيش وأجهزة أمنية وميليشيات مذهبية وعناصر مستقدمة من إيران
ولبنان ودول عربية أخرى شبيهة بما فعلته القوات النازية في مختلف مدن
وعواصم أوروبا، وإن الصور التي تبثها وسائل الإعلام المرئية عن المباني
والشوارع والقرى المدمرة بالكامل تعيد إلى أذهان تلك الشعوب الحرة صور
الرعب النازية التي اعتقدت أنها نسيتها إلى الأبد”.
وتوقعت الأوساط البرلمانية الأوروبية أن “يضيق الخناق كثيرًا على الأسد
والمقربين الحميمين منه الذين يعيثون في سورية قتلاً وقمعًا وتدميرًا، بحيث
لن يكون بإمكانهم الهروب، وسيتم اعتقالهم ومحاكمتهم إما داخل البلاد وإما
في محكمة الجنايات الدولية أو محكمة دولية أخرى خاصة بسورية لمواجهة أحكام
الإعدام أو المؤبد أو المدد الطويلة”.