تحدثت مصادر دبلوماسية دولية عن أن
الرئيس السوري بشار الأسد قد سمع من الموفد الدولي كوفي أنان بشأن مدى
خطورة أن تتحالف دول في الأقليم لتشكيل تحالف عسكري بري لمهاجمة أراضيه،
وإقامة مناطق عازلة برًا وجوًا.
وبحسب وكالة دام برس الخبرية فقد جاء جواب الأسد على هذا التحذير من
جانب أنان بقوله: “أنا شخصيًا ما زلت مسترخيًا، فأنا أكثر من جرب العرب
وسباتهم الطويل”.
وأضاف أن معلومات الاستخبارات السورية تشير إلى أن الأردن والسعودية
يخططان سرًا لاقتحام الحدود الجنوبية لسوريا عبر مدينة درعا، وفرض منطقة
عازلة.
وأوضح بشار الأسد أنه ينتظر فعلاً أن تقدم عمّان والرياض على خطوة من
هذا النوع، مرجعًا ذلك إلى أنه يريد حسمًا خارجيًا أيضًا إلى جانب سعي
ميليشياته المسلحة للحسم الداخلي.
ووفق مصادر المعلومات فإن الموفد الدولي حاول التأكيد أمام الأسد على
أنه لا يملك معلومات محددة، ولم يكن يقصد في حديثه الأردن والسعودية على
وجه التحديد.
وذكرت المصادر أن الرئيس السوري بدا مرتاحًا للغاية خلال اللقاء، وكرر
في وجه أنان قدرته على التصدي العنيف لأي محاولات خارجية لاقتحام عسكري.
وقال الأسد لأنان وفق وكالة أنباء “فارس”: “قاعدة السعودية تدفع وتستأجر
قوى عسكرية للتنفيذ لكن ذلك لن ينجح في سوريا أبًدا، والصواريخ السورية
ستكون أسرع منهم بكثير”.
وأضاف: “السعودية والأردن وإسرائيل والأسطول الأمريكي العسكري في مرمى
القوة الصاروخية السورية، ودمشق لن تقف مكتوفة الأيدي أبدًا، ولن ترحم أي
معتد”.
وقد حلَّقت طائرات عسكرية أمريكية بدون طيار فوق سوريا من أجل رصد هجمات كتائب بشار الأسد على المحتجين المطالبين بإسقاط نظامه.
وكشفت قناة “إن بي سي” الأميركية أن عددًا كبيرًا من الطائرات الأميركية
من دون طيار تعمل في سماء سوريا لجمع المعلومات، موضحة أنها ترصد الهجمات
العسكرية السورية ضد قوى المعارضة والمدنيين.
جدير بالذكر أن طائرات حربية إسرائيلية كانت قد حلقت فوق قصر للرئيس السوري بشار الأسد، حسبما صرح مسئولون عسكريون إسرائيليون.
وقال المسئولون إن أربع طائرات حلقت فوق مقر للأسد في مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب سورية.
وذكرت قناة تلفزيونية إسرائيلية خاصة أن الاسد كان بداخل المكان وقت تحليق المقاتلات.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت أن الحكومتين الإيرانية والعراقية اتفقتا على
تحويل مليارات الدولارات إلى النظام السوري وبيعه كميات كبيرة من النفط،
لمواجهة العجز الكبير في الداخل السوري.
وأكد مصدر في وزارة النفط العراقية أن نظام الأسد طلب شراء كميات كبيرة
من النفط لتلبية متطلبات السوق السورية وسد العجز الموجود نتيجة العقوبات
التي فرضتها بعض الدول الغربية, وبسبب ازدياد الحاجة للنفط نتيجة استمرار
وتصاعد الأزمة، وأن شخصيات عراقية وسورية رفيعة تتعاون وتنسق مع بعضها لبيع
النفط لسوريا وتسويق المنتجات السورية مقابل عمولات كبيرة وصفقات تجارية
بملايين الدولارات.
وذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية أن طهران وبغداد اتفقا على دعم الخزينة
السورية من خلال تعزيز تجارة السلع السورية في الأسواق العراقية
والإيرانية, وتحويل مليارات الدولارات إلى النظام السوري كل شهرين، وأشارت
إلى وجود استياء أمريكي من التعاون العراقي الإيراني لمساندة نظام بشار
الأسد اقتصاديًّا وماليًّا.
ونقلت الصحيفة عن فاطمة الزركاني النائب عن “ائتلاف دولة القانون” الذي
يتزعمه نوري المالكي أن العراق لن يلتزم بأي عقوبات ضد الأسد، طالما تتسبب
هذه العقوبات في إلحاق الضرر بالمواطنين السوريين حسب قناعة الجانب
العراقي، وأن تصدير النفط لسوريا ضروري لتجنيبها مواجهة أزمة اقتصادية
خانقة، ولهذا طلب العراق إعفاءه من تطبيق العقوبات على النظام السوري.